منوعات

العيون تتنفس! .. دراسة تكشف ارتباطاً مذهلاً بين التنفس والبصر

العيون تتنفس! ..  دراسة تكشف ارتباطاً مذهلاً بين التنفس والبصر

للعلّم - كشفت دراسة علمية حديثة عن رابط غير متوقع بين التنفس ووظائف العين، مشيرة إلى أن حدقة العين لا تعكس فقط الضوء أو المشاعر، بل تتفاعل أيضاً مع إيقاع التنفس البشري.

فبحسب ما نُشر في موقع PsyPost، أظهرت الأبحاث أن حجم حدقة العين يتغير بشكل منتظم ومتزامن مع دورة التنفس: إذ تتضيق الحدقة في بداية الشهيق، وتبدأ بالاتساع تدريجياً لتصل إلى أكبر حجم لها أثناء الزفير. وقد أكد الباحثون من معهد "كارولينسكا" السويدي وجامعة "خرونينجن" الهولندية هذا التأثير في سلسلة تجارب شملت أكثر من 200 شخص، ما يجعله اكتشافاً لافتاً في عالم علم الأعصاب.

ورغم أن هذه التغيرات في حجم الحدقة لا تتجاوز أجزاء من المليمتر، فإنها قد تكون ذات أثر ملموس على طريقة إدراكنا البصري، خاصة وأن الحدقة المتسعة تساعد في تحسين الرؤية الطرفية، بينما تسهم الحدقة الضيقة في زيادة وضوح التفاصيل أثناء التركيز والقراءة.

هذا الاكتشاف يضيف نوعاً رابعاً من استجابات الحدقة المعروفة، إلى جانب استجابتها للضوء، والتركيز على الأشياء القريبة، والنشاط الذهني أو العاطفي. وقد لوحظ أن هذا التغير المرتبط بالتنفس يحدث بشكل مستمر، بغض النظر عن ما إذا كان الشخص يتنفس عبر الأنف أو الفم، أو إذا كان يبطئ أو يسرّع وتيرة تنفسه.

ويُعتقد أن هذا الرابط بين التنفس وحجم الحدقة يعكس تفاعلاً أعمق بين الجهاز التنفسي والجهاز العصبي، ما يفتح الباب أمام استخدام هذه العلاقة كمؤشر حيوي جديد للكشف عن اضطرابات عصبية محتملة في مراحل مبكرة.

في النهاية، يبدو أن العيون لا ترى فقط، بل "تتنفس" أيضاً، في تناغم دقيق مع أنفاسنا، وهو ما يعيد صياغة فهمنا لتفاعل الحواس والوظائف الحيوية في الجسم البشري.