منوعات

دماغكِ يتغير فعلًا أثناء الحمل! إليكِ ما كشفه العلماء عن “معجزة الدماغ الأمومي”

دماغكِ يتغير فعلًا أثناء الحمل! إليكِ ما كشفه العلماء عن “معجزة الدماغ الأمومي”

للعلّم - هل شعرتِ يومًا أثناء الحمل بأنكِ أصبحتِ أكثر حساسية، أكثر نسيانًا، أو حتى أكثر ترابطًا عاطفيًا مع من حولك؟ لستِ وحدكِ، وليس هذا مجرد شعور. العلم يؤكّد اليوم: دماغ المرأة يتغير فعليًا أثناء الحمل — والتغييرات ليست مؤقتة فقط، بل قد تدوم لسنوات!

تغييرات دماغية مذهلة: ليست خرافة "نسيان الحمل"!
لعقود طويلة، كانت فكرة "دماغ الحمل" تُعتبر مزحة لطيفة أو تبريرًا شعبيًا للنسيان وضعف التركيز. لكن الأبحاث الحديثة، خاصة دراسة رائدة نُشرت في مجلة Nature Neuroscience، كشفت أن الحمل يُحدث تغييرات ملموسة في التركيب العصبي لدماغ المرأة.

قام الباحثون بتصوير أدمغة النساء قبل الحمل وبعد الولادة، ووجدوا أن حجم المادة الرمادية في مناطق معينة من الدماغ قد تقلّص — تحديدًا في المناطق المرتبطة بالتفاعل الاجتماعي والعاطفي، مثل قراءة تعابير الوجوه وفهم مشاعر الآخرين.

لكن لا تقلقي، هذا "الانكماش" لا يعني فقدانًا وظيفيًا، بل على العكس تمامًا!

الدماغ يصبح أكثر تخصّصًا: من المرأة إلى الأم الخارقة
يرى العلماء أن هذه التغييرات العصبية ليست خسارة، بل نوع من “إعادة ترتيب الموارد العقلية” لتجهيز الأم نفسيًا وعقليًا للتعامل مع رضيعها.

زيادة الارتباط العاطفي: يصبح الدماغ أكثر استعدادًا للتعاطف مع الرضيع وفهم احتياجاته بدون كلمات.

استجابة أقوى لبكاء الطفل: تتحفّز مراكز المكافأة والانتباه في دماغ الأم عند سماع بكاء صغيرها، مما يجعلها أكثر يقظة وارتباطًا.

ارتفاع مستوى الحماية الغريزية: النشاط في اللوزة الدماغية (وهي مركز معالجة المشاعر) يزداد، مما يعزز الشعور بالحماية والدفاع عن الطفل.

هل تختفي التغييرات بعد الولادة؟
بعض التغييرات العصبية تستمر لسنة أو سنتين بعد الولادة، وربما أكثر. الدراسات تشير إلى أن الدماغ "الأمومي" يتطوّر مع كل تجربة إنجابية، ويُعتقد أن هذه التغيرات تساهم في تعزيز مهارات الأمومة طويلة الأمد.

وماذا عن الذاكرة والتركيز؟
نعم، بعض الأمهات يشعرن بانخفاض مؤقت في التركيز أو الذاكرة خلال الحمل وبعد الولادة. السبب قد يكون مزيجًا من التغييرات الهرمونية، قلة النوم، وتحوّل الانتباه نحو المولود الجديد.

لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن معظم هذه التأثيرات مؤقتة وقابلة للتعافي، بل إن بعض القدرات المعرفية قد تتحسن مع الوقت بسبب تطور الشبكات العصبية الجديدة المرتبطة بالتنظيم العاطفي والمرونة الذهنية.

خلاصة: دماغكِ ليس أضعف أثناء الحمل... بل أذكى بطريقته الجديدة!
ما يحدث داخل عقلكِ أثناء الحمل ليس تدهورًا، بل "إعادة برمجة رائعة" تُعدّكِ لأقوى مهمة في الحياة: الأمومة.
تغييرات الدماغ أثناء الحمل هي شهادة حيّة على أن الجسد والعقل يعيدان تشكيل نفسيهما ليكونا أكثر استعدادًا للعطاء، الحماية، والحب غير المشروط.