منوعات

الرتوج: الخطر الصامت في أمعائك .. حين تصرخ الأمعاء بصمت!

الرتوج: الخطر الصامت في أمعائك ..  حين تصرخ الأمعاء بصمت!

للعلّم - في زحمة الحياة اليومية، قد نتجاهل أوجاع البطن العابرة أو اضطرابات الهضم الخفيفة، فننسبها إلى توتر أو طعام غير مناسب. لكن، ماذا لو كانت هذه الأعراض مؤشراً على مرض صامت يتسلل إلى الأمعاء دون ضجيج؟ نتحدث هنا عن مرض الرتوج (Diverticulosis)، أحد أكثر أمراض الجهاز الهضمي شيوعًا وخطورة في صمته.

ما هو مرض الرتوج؟
مرض الرتوج هو تكون جيوب صغيرة (رتوج) في جدار القولون، تحديدًا في الجزء السفلي منه، تُشبه الانتفاخات أو الجيوب التي تبرز نحو الخارج. معظم الأشخاص لا يشعرون بأي أعراض، لكن هذه الجيوب قد تلتهب لاحقًا، وهو ما يُعرف بـالتهاب الرتج (Diverticulitis)، وهنا تبدأ رحلة الألم والمضاعفات.

من الأكثر عرضة للإصابة؟
من تجاوزوا سن الأربعين

من يعانون من الإمساك المزمن

من يتبعون نظامًا غذائيًا منخفض الألياف

نمط الحياة الخامل أو قلة النشاط البدني

البدانة

التدخين

كل هذه العوامل تُضعف جدران الأمعاء وتزيد من احتمالية ظهور الرتوج.

أعراض قد تبدو بريئة.. لكنها تنذر بخطر!
رغم أن مرض الرتوج غالبًا ما يكون صامتًا، إلا أن بعض الأعراض قد تكون جرس إنذار مبكر:

ألم أسفل البطن، غالبًا في الجانب الأيسر

انتفاخ وغازات

تغيّرات في حركة الأمعاء (إمساك أو إسهال)

في حال تطور المرض إلى التهاب: حمى، غثيان، وألم حاد

كيف يُشخّص المرض؟
يعتمد التشخيص عادة على:

فحص القولون بالمنظار

الأشعة المقطعية

تحليل البراز والدم

هذه الفحوص تساعد الطبيب في الكشف عن وجود الرتوج ومدى تطورها أو التهابها.

التغذية: سلاحك الوقائي الأول!
الغذاء هو خط الدفاع الأول ضد الرتوج، خاصة النظام الغني بـالألياف:

تناول الحبوب الكاملة، الفواكه، والخضراوات

الإكثار من شرب الماء

التقليل من اللحوم الحمراء والمصنعة

تجنب الإمساك بأي ثمن

الألياف تعمل على تليين الفضلات وتقليل الضغط داخل القولون، مما يمنع تكوّن الرتوج.

العلاج.. بين الغذاء والدواء
إذا لم تظهر أعراض، قد لا يحتاج الشخص إلى علاج سوى تغيير نمط الحياة. أما في حال ظهور الالتهاب:

تُستخدم المضادات الحيوية

نظام غذائي سائل مؤقتًا لإراحة الأمعاء

في الحالات الشديدة أو المتكررة، قد تُوصى بجراحة لاستئصال الجزء المصاب

هل يمكن أن يصبح خطيرًا؟
نعم، في حال التهاب الرتوج أو تمزقها قد تحدث مضاعفات خطيرة مثل:

نزيف شديد

انسداد معوي

خراجات أو ثقوب في القولون

التهاب الغشاء البريتوني (وهو حالة طبية طارئة)

ماذا عن التعايش مع المرض؟
من الجيد أن تعرف أن التعايش مع مرض الرتوج ممكن وفعال، شريطة:

الالتزام بنظام غذائي متوازن

ممارسة الرياضة بانتظام

مراجعة الطبيب عند أول إشارة إنذار

الخلاصة:
الرتوج ليست نهاية العالم، لكنها إنذار بأن جسدك يحتاج إلى انتباهك.
الصمت لا يعني السلامة دائمًا، فبعض الأمراض تختبئ خلف سكون مريب، تنتظر لحظة الانفجار. دع غذاءك أليفك، وحركتك دواءك، وكن مستمعًا ذكيًا لأمعائك قبل أن تصرخ بصوت لا يُسكت.