منوعات

مخاطر "الصيام العلاجي"

مخاطر "الصيام العلاجي"

للعلّم -
أشارت الدكتورة أوكسانا ميخايلوفا، أخصائية الغدد الصماء وخبيرة التغذية، إلى أن الدراسات العلمية لم تثبت بعد الفوائد الصحية لما يُعرف بـ"الصيام العلاجي" أو "الصيام المتقطع"، بل على العكس، تُظهر الأدلة العلمية أنه قد ينطوي على مخاطر صحية جدية.

وشرحت أن الصيام ينقسم إلى نوعين رئيسيين:

الصيام القصير: الامتناع التام عن السعرات الحرارية لمدة تقل عن 72 ساعة.

الصيام الطويل: يمتد لأكثر من أربعة أيام.

ورغم أن بعض الدراسات أظهرت آثارًا إيجابية مؤقتة للصيام، مثل:

انخفاض وزن الجسم بنسبة تتراوح بين 2 إلى 10%، حسب مدة الصيام.

تحسن مؤقت في مستويات الغلوكوز والأنسولين وزيادة حساسية الجسم للأنسولين.

إلا أن هذه الفوائد لا تدوم، إذ تعود المؤشرات الحيوية إلى مستوياتها الأصلية خلال أيام أو أسابيع بعد انتهاء فترة الصيام، مما يحد من أي تأثير دائم له.

كما حذّرت الدكتورة من أن خسارة الوزن الناتجة عن الصيام ليست صحية من الناحية الفسيولوجية، لأن 66% من الوزن المفقود يكون من الكتلة العضلية، مقابل 33% فقط من الدهون. وهذا ما قد يؤدي إلى:

هشاشة العظام.

زيادة خطر تراكم الدهون الحشوية.

تفاقم مقاومة الأنسولين.

مضاعفات صحية أخرى.

وذكرت أن فقدان الكتلة العضلية يُعد خطيرًا بشكل خاص، لأن الجسم يبدأ في فقدان العضلات بشكل طبيعي بعد سن الثلاثين، وتصبح عملية استعادتها صعبة للغاية بعد سن الخمسين، ما يعني أن الصيام قد يسرّع هذه الخسارة ويؤدي إلى تبعات صحية طويلة الأمد.

وأضافت أن الصيام قد يُسبب مضاعفات صحية خطيرة، منها:

اضطرابات أيضية: مثل الحماض الأيضي أو الكيتونية، نتيجة استخدام الجسم للدهون كمصدر طاقة، مما ينتج أجسامًا كيتونية سامة.

مشاكل هضمية: مثل الإسهال، واضطرابات الأمعاء، وآلام البطن.

تأثيرات عصبية ونفسية: تشمل الصداع الشديد، ضعف الإدراك، تقلب المزاج، وزيادة احتمالية الاكتئاب.

زيادة خطر الإصابة بالأمراض المعدية وتفاقم الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض الجهاز الهضمي.

وشددت على أن الصيام العلاجي ممنوع تمامًا على الأطفال، كبار السن، والمصابين بأمراض مزمنة، نظرًا لما قد يسببه من تدهور في حالتهم الصحية.

وأوضحت أن الأدبيات العلمية سجلت حالات لمضاعفات خطيرة ناتجة عن الصيام، منها الإصابة بانسداد وريدي عميق في الأسبوع الثاني من الصيام، وذلك نتيجة الجفاف حتى مع شرب كميات كافية من الماء، إضافة إلى نقص البروتين واضطرابات في التوازن المائي في الجسم.

ونبّهت إلى أن كثيرًا من الأشخاص يلجؤون إلى الصيام بهدف "التخلص من السموم"، لكنهم في الواقع قد يضرون أنفسهم أكثر، لأن الامتناع عن تناول الأغذية الغنية بالعناصر المفيدة يؤدي إلى استنزاف سريع لمخزون الجسم، ويزيد من الإجهاد التأكسدي، ما يرفع خطر الإصابة بأمراض متعددة. كما أن عملية التخلص من السموم تتعطل أثناء الصيام، لأن طاقة الجسم تُوجَّه للحفاظ على الحياة الأساسية.

كما حذرت من استخدام الحقن الشرجية كوسيلة "تنظيف" أثناء الصيام، لأن هذه الطريقة تزيل كميات كبيرة من البكتيريا المفيدة في الأمعاء، وإذا تكررت، قد ترفع خطر الإصابة بأمراض في الأجزاء السفلى من الجهاز الهضمي.