منوعات

العلاقة بين الجهاز الهضمي والمزاج

العلاقة بين الجهاز الهضمي والمزاج

للعلّم - تُشير الدكتورة ألكسندرا ميتيلينا إلى أن الكثيرين يظنون أن صحة المعدة والأمعاء تقتصر تأثيرها على الهضم فقط، لكن الأبحاث الحديثة بينت أن الأمر أعمق من ذلك.

تشير الدراسات العلمية إلى وجود ارتباط قوي بين صحة الجهاز الهضمي والحالة النفسية للفرد. فالأشخاص الذين يعانون من قلق أو تهيج أو شعور باللامبالاة قد تكون أسباب تلك الأعراض متعلقة بمشكلات في الأمعاء وليس فقط بالتوتر.

يطلق العلماء على الأمعاء اسم "الدماغ الثاني" لأنها تحتوي على أكثر من 100 مليون خلية عصبية ضمن ما يُعرف بالجهاز العصبي المعوي، الذي يعمل بشكل مستقل وينسق عملية الهضم، ويتواصل مع الدماغ عبر محور يسمى "الدماغ-الأمعاء". هذا المحور يسمح بتبادل الإشارات بين الدماغ والأمعاء، مما يعني أن الدماغ يؤثر على حركة وحساسية الأمعاء، وفي المقابل تؤثر الأمعاء على المزاج ومستوى القلق وجودة النوم.

يلعب ميكروبيوم الأمعاء -وهو مجموعة البكتيريا التي تعيش في الجهاز الهضمي- دورًا رئيسيًا في هذه العلاقة. فقد أظهرت الدراسات أن اختلال توازن هذه البكتيريا قد يؤدي إلى تفاقم الاكتئاب واضطرابات القلق، وقد يؤثر أيضًا على القدرات الإدراكية. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن نواقل عصبية مهمة مثل السيروتونين (هرمون السعادة) لا تُنتج في الدماغ فقط، بل بنسبة تصل إلى 90% تُصنع في الأمعاء.

كما يساهم ميكروبيوم الأمعاء في تنظيم الالتهابات في الجسم، والتي قد تؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي. ويُعتقد أن الالتهابات المزمنة في الجسم تلعب دورًا في تطور الاكتئاب.

تتأثر صحة ميكروبيوم الأمعاء بعدة عوامل سلبية، منها: التغذية غير المنتظمة، الإفراط في تناول السكريات، قلة تنوع النظام الغذائي، سوء التغذية، الاستخدام المفرط للمطهرات، الاستعمال العشوائي للمضادات الحيوية، التوتر المزمن، وقلة النوم.

ولتقوية ميكروبيوم الأمعاء والحفاظ على توازنه، ينصح الأطباء بتناول ما لا يقل عن 50 نوعًا مختلفًا من الأطعمة أسبوعيًا، خاصةً الأطعمة النباتية. كما أن تنوع الطعام وألوانه له دور مهم في تحسين الشهية والهضم، حيث أن زيادة تنوع الألوان في الوجبة تعني تنوعًا أكبر في العناصر الغذائية، مما يدعم صحة الأمعاء ويعزز المزاج.