من هو الإرهابي؟
في ظل تزايد غطرسة قادة دولة الاحتلال وإصرارهم على قلب الحقائق والمفاهيم التي سمحوا لأنفسهم بموجبها إطلاق وصف "إرهابي" على الشعب الفلسطيني وكذلك على كل من يقاوم مشروعهم الاستعماري التوسعي أو محاولاتهم العبثية لفرض هيمنتهم على الإقليم، أصبح لزاما إعادة السؤال الجوهري الذي لم يعد من الممكن الهروب منه بعد أن أهمل المجتمع الدولي الإجابة عليه بموضوعية وواقعية منذ عقود: من هو الإرهابي حقاً؟ أهو الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال دفاعاً عن أرضه وحقه في الحرية والكرامة، أم الدولة التي تمتلك جيشاً من أقوى جيوش العالم وتستخدمه لقتل المدنيين، وتدمير البيوت، ومصادرة الأراضي، وتهديد استقرار الإقليم بأسره عبر اعتداءاتها المستمرة على سيادة الدول؟
إن دولة الاحتلال التي تحاول منذ قيامها فرض رواية أنها "الضحية الدائمة"، باتت اليوم مكشوفة أكثر من أي وقت مضى، إذ لا يمكن لمن يقتل آلاف الأطفال والنساء في غزة، ويهدم البيوت على ساكنيها، ويستولي على الضفة الغربية شبراً شبراً بالمستوطنات والجدران، ويهوّد القدس ويطرد سكانها، أن يقدّم نفسه كدولة تدافع عن نفسها، فهذه الممارسات تهدف إلى توسيع مشروعها الاستعماري على حساب شعب أعزل وعلى حساب دول وشعوب المنطقة، خاصة وأن إسرائيل دولة تمارس القوة بلا رادع، وتنتهك القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن، وتعتدي على سيادة دول المنطقة في سوريا ولبنان وغيرهما مراراً، وتفتح جبهات توتر تهدد الأمن الإقليمي برمته.
في المقابل، يقف الفلسطيني الذي لا يملك جيشاً ولا طائرات ولا دبابات، مسلحاً بإرادة صلبة وحق تاريخي لا يمكن شطبه. الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال ليس إرهابياً، بل هو تجسيد حي لحق الشعوب في تقرير مصيرها كما نصّت عليه المواثيق الدولية، ومقاومته سواء كانت سياسية أو شعبية أو حتى مسلحة، هي فعل مشروع يهدف إلى استعادة ما سُلب منه أرضه، حريته، وحقه في إقامة دولته المستقلة.
المفارقة أن العالم الغربي الذي يرفع شعار حقوق الإنسان، غالباً ما يغض الطرف عن الجرائم الإسرائيلية ويصف مقاومة الفلسطينيين بالإرهاب، متجاهلاً أن الإرهاب الحقيقي هو فرض الحصار على أكثر من مليوني إنسان في غزة حتى صاروا يعيشون في أكبر سجن مفتوح في العالم، وأن الإرهاب هو اقتحام مخيمات اللاجئين وترويع الأطفال في منتصف الليل، وأن الإرهاب هو اعدتداءات قطعان المستوطين المسلحة على الفلسطينيين في مختلف مناطق الضفة، وتهجير القرى وتغيير هويتها الديمغرافية بالقوة.
الحقيقة الصارخة أن إسرائيل لا تخوض حرباً دفاعية كما تزعم، بل حرباً شرسة ولا اخلاقية ضد وجود شعب كامل على أرضه، فكل صاروخ يسقط على غزة، وكل شجرة تُقتلع في الضفة، وكل غارة على سوريا أو لبنان أو اليمن أو العراق أو قطر ليست سوى دليل إضافي على أن هذه الدولة تمارس إرهاباً ممنهجاً تحت غطاء الدعم السياسي والعسكري من قوى كبرى.
من هو الإرهابي إذن؟ من يعتدي ويحتل ويقتل ويهدم ويطرد، أم من يقاوم للحصول على حقوقه المشروعة والعيش بحرية؟ إن الفلسطيني الذي يصرّ على البقاء على أرضه رغم الجدار والمستوطنات هو رمز للكرامة الإنسانية، بينما إسرائيل التي تبني سياساتها على القوة والعدوان تمثل النموذج الأوضح للإرهاب المنظّم الذي يهدد السلام الإقليمي والعالمي.
وعليه، فإن المقاومة الفلسطينية في ظل هذا الواقع ليست إرهاباً؛ هي رد فعل على مشروع استيطاني اجرامي يسعى إلى طمس حقوق شعب كامل، كما أن حق الشعوب في مقاومة الاحتلال ونيل تقرير المصير مثبت في المواثيق الدولية، وبناء على ذلك فإن مواجهة احتلال يشرعن القتل والتجويع لا يعد عملاً إجرامياً بقدر ما هو حق دفاعي ووجودي.
إن إسرائيل تمارس إرهابَ دولة منهجي، عبر سياسات يمكن وصفها بوضوح بأنها جرائم حرب وأفعال تقارب التطهير العرقي، وطالما استمرت في تجويع المدنيين، وقطع الماء والدواء، وهدم البيوت، وتهجير السكان، ومحاولة تغيير الحقائق على الأرض وفرض واقع جديد، والاعتداء على دول وشعوب الإقليم وتهديد استقراره، فإن الاعتراف بهذه الحقيقة ليس دعوة للكراهية، بل خطوة أساسية نحو العدالة.
خلاصة القول؛ السلام الحقيقي لا يُبنى على القمع والقهر والإذلال؛ بل على إيقاف جرائم الحرب، وإنهاء الاحتلال، وإعادة الحق المغتصَب، وإلى أن يرفع الحصار والقتل وتستعاد الحقوق، يبقى السؤال الملح: من الذي يمارس الإرهاب فعلاً؟ الضحية التي تصرّ على البقاء ونيل حقوقها المشروعة، أم الدولة التي حولت حياة الملايين إلى ساحة إبادة يومية؟
في ظل تزايد غطرسة قادة دولة الاحتلال وإصرارهم على قلب الحقائق والمفاهيم التي سمحوا لأنفسهم بموجبها إطلاق وصف "إرهابي" على الشعب الفلسطيني وكذلك على كل من يقاوم مشروعهم الاستعماري التوسعي أو محاولاتهم العبثية لفرض هيمنتهم على الإقليم، أصبح لزاما إعادة السؤال الجوهري الذي لم يعد من الممكن الهروب منه بعد أن أهمل المجتمع الدولي الإجابة عليه بموضوعية وواقعية منذ عقود: من هو الإرهابي حقاً؟ أهو الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال دفاعاً عن أرضه وحقه في الحرية والكرامة، أم الدولة التي تمتلك جيشاً من أقوى جيوش العالم وتستخدمه لقتل المدنيين، وتدمير البيوت، ومصادرة الأراضي، وتهديد استقرار الإقليم بأسره عبر اعتداءاتها المستمرة على سيادة الدول؟
إن دولة الاحتلال التي تحاول منذ قيامها فرض رواية أنها "الضحية الدائمة"، باتت اليوم مكشوفة أكثر من أي وقت مضى، إذ لا يمكن لمن يقتل آلاف الأطفال والنساء في غزة، ويهدم البيوت على ساكنيها، ويستولي على الضفة الغربية شبراً شبراً بالمستوطنات والجدران، ويهوّد القدس ويطرد سكانها، أن يقدّم نفسه كدولة تدافع عن نفسها، فهذه الممارسات تهدف إلى توسيع مشروعها الاستعماري على حساب شعب أعزل وعلى حساب دول وشعوب المنطقة، خاصة وأن إسرائيل دولة تمارس القوة بلا رادع، وتنتهك القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن، وتعتدي على سيادة دول المنطقة في سوريا ولبنان وغيرهما مراراً، وتفتح جبهات توتر تهدد الأمن الإقليمي برمته.
في المقابل، يقف الفلسطيني الذي لا يملك جيشاً ولا طائرات ولا دبابات، مسلحاً بإرادة صلبة وحق تاريخي لا يمكن شطبه. الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال ليس إرهابياً، بل هو تجسيد حي لحق الشعوب في تقرير مصيرها كما نصّت عليه المواثيق الدولية، ومقاومته سواء كانت سياسية أو شعبية أو حتى مسلحة، هي فعل مشروع يهدف إلى استعادة ما سُلب منه أرضه، حريته، وحقه في إقامة دولته المستقلة.
المفارقة أن العالم الغربي الذي يرفع شعار حقوق الإنسان، غالباً ما يغض الطرف عن الجرائم الإسرائيلية ويصف مقاومة الفلسطينيين بالإرهاب، متجاهلاً أن الإرهاب الحقيقي هو فرض الحصار على أكثر من مليوني إنسان في غزة حتى صاروا يعيشون في أكبر سجن مفتوح في العالم، وأن الإرهاب هو اقتحام مخيمات اللاجئين وترويع الأطفال في منتصف الليل، وأن الإرهاب هو اعدتداءات قطعان المستوطين المسلحة على الفلسطينيين في مختلف مناطق الضفة، وتهجير القرى وتغيير هويتها الديمغرافية بالقوة.
الحقيقة الصارخة أن إسرائيل لا تخوض حرباً دفاعية كما تزعم، بل حرباً شرسة ولا اخلاقية ضد وجود شعب كامل على أرضه، فكل صاروخ يسقط على غزة، وكل شجرة تُقتلع في الضفة، وكل غارة على سوريا أو لبنان أو اليمن أو العراق أو قطر ليست سوى دليل إضافي على أن هذه الدولة تمارس إرهاباً ممنهجاً تحت غطاء الدعم السياسي والعسكري من قوى كبرى.
من هو الإرهابي إذن؟ من يعتدي ويحتل ويقتل ويهدم ويطرد، أم من يقاوم للحصول على حقوقه المشروعة والعيش بحرية؟ إن الفلسطيني الذي يصرّ على البقاء على أرضه رغم الجدار والمستوطنات هو رمز للكرامة الإنسانية، بينما إسرائيل التي تبني سياساتها على القوة والعدوان تمثل النموذج الأوضح للإرهاب المنظّم الذي يهدد السلام الإقليمي والعالمي.
وعليه، فإن المقاومة الفلسطينية في ظل هذا الواقع ليست إرهاباً؛ هي رد فعل على مشروع استيطاني اجرامي يسعى إلى طمس حقوق شعب كامل، كما أن حق الشعوب في مقاومة الاحتلال ونيل تقرير المصير مثبت في المواثيق الدولية، وبناء على ذلك فإن مواجهة احتلال يشرعن القتل والتجويع لا يعد عملاً إجرامياً بقدر ما هو حق دفاعي ووجودي.
إن إسرائيل تمارس إرهابَ دولة منهجي، عبر سياسات يمكن وصفها بوضوح بأنها جرائم حرب وأفعال تقارب التطهير العرقي، وطالما استمرت في تجويع المدنيين، وقطع الماء والدواء، وهدم البيوت، وتهجير السكان، ومحاولة تغيير الحقائق على الأرض وفرض واقع جديد، والاعتداء على دول وشعوب الإقليم وتهديد استقراره، فإن الاعتراف بهذه الحقيقة ليس دعوة للكراهية، بل خطوة أساسية نحو العدالة.
خلاصة القول؛ السلام الحقيقي لا يُبنى على القمع والقهر والإذلال؛ بل على إيقاف جرائم الحرب، وإنهاء الاحتلال، وإعادة الحق المغتصَب، وإلى أن يرفع الحصار والقتل وتستعاد الحقوق، يبقى السؤال الملح: من الذي يمارس الإرهاب فعلاً؟ الضحية التي تصرّ على البقاء ونيل حقوقها المشروعة، أم الدولة التي حولت حياة الملايين إلى ساحة إبادة يومية؟