منوعات

كيف يساعد تخفيف التوتر في الوصول إلى الوزن المثالي؟

كيف يساعد تخفيف التوتر في الوصول إلى الوزن المثالي؟

للعلّم - التوتر لا يقتصر على كونه شعوراً نفسياً مزعجاً، بل يمتد تأثيره ليشمل وظائف الجسم كافة، خاصة ما يتعلق بالوزن. غالباً ما يُنظر إلى خسارة الوزن على أنها نتيجة حمية غذائية وتمارين رياضية فقط، لكن في الواقع، إدارة التوتر قد تكون العامل الحاسم في هذه المعادلة.

التوتر وزيادة الوزن: علاقة وثيقة
عند التعرّض للتوتر، يفرز الجسم هرمون الكورتيزول، الذي يؤدي إلى زيادة الشهية، خصوصاً نحو الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات، ويحفّز الجسم على تخزين الدهون في منطقة البطن. كما يُبطئ من عملية حرق الدهون لأنه يضع الجسم في "وضع البقاء"، حيث يحتفظ بالطاقة بدلاً من استهلاكها.

إلى جانب ذلك، يدفع التوتر الكثيرين نحو "الأكل العاطفي"، أي تناول الطعام كوسيلة للهروب أو التهدئة النفسية، بغض النظر عن الشعور الحقيقي بالجوع، ما يؤدي إلى استهلاك سعرات حرارية زائدة.

كما أن التوتر المزمن يؤثر على جودة النوم، مسبباً اضطرابات تخلّ بتوازن هرمونات الجوع، مثل "الجريلين" الذي يزيد الشهية، و"اللبتين" الذي يمنح الإحساس بالشبع، وبالتالي يؤدي ذلك إلى زيادة في الأكل وبطء في عملية الأيض.

ومن جانب آخر، يحدّ التوتر من النشاط البدني، لأن الشخص المتوتر غالباً ما يشعر بالإرهاق الذهني والجسدي، ما يقلل رغبته في ممارسة أي نوع من التمارين.

كيف يساهم تخفيف التوتر في خسارة الوزن؟
خفض التوتر يساعد على إعادة توازن هرمونات الجسم، ويقلل من مستويات الكورتيزول، مما يعزز قدرة الجسم على حرق الدهون بدلاً من تخزينها. كما أن الهدوء النفسي يزيد الوعي عند تناول الطعام، ويقلل من فرص الوقوع في نوبات الأكل العاطفي.

النوم الجيد الناتج عن انخفاض التوتر يعيد تنظيم هرمونات الجوع، ويقلل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات والنشويات. كما أن الاستقرار النفسي يمد الجسم بالطاقة والرغبة في الحركة، مما يحفّز على ممارسة النشاط البدني المنتظم، وبالتالي حرق مزيد من السعرات.

تقنيات فعّالة لتقليل التوتر ودعم فقدان الوزن
تمارين التنفس والتأمل: مثل تمارين "الوعي الذهني" تساعد على تهدئة الذهن وتقليل الكورتيزول، حتى لبضع دقائق يومياً.

النشاط البدني المنتظم: مثل المشي، اليوغا، أو الرقص، يحفّز إفراز هرمونات السعادة، ويقلل من مستويات التوتر.

كتابة المشاعر: تدوين الأفكار والمشاعر على الورق يساعد في فهم النفس والتخفيف من الضغوط.

النوم الكافي: النوم المنتظم ما بين 7 إلى 9 ساعات ليلاً يعزز صحة الجسم والهرمونات.

الدعم الاجتماعي والنفسي: الحديث مع شخص مقرّب أو مختص يساعد على التخفيف من العبء الذهني والشعور بالطمأنينة.

خلاصة
الوزن المثالي لا يتحقق فقط من خلال الالتزام بالسعرات الحرارية والرياضة، بل يحتاج إلى توازن شامل بين الحالة النفسية والجسدية. التوتر هو عائق خفي قد يمنع الكثيرين من التقدّم في رحلة الرشاقة، لكن السيطرة عليه تمنح الجسم فرصة للتنظيم الذاتي واتخاذ خيارات صحية أكثر استدامة.

الاهتمام بالصحة النفسية ليس رفاهية، بل ضرورة، وخطوة أساسية نحو تحقيق نتائج صحية دائمة ومستقرة.