منوعات

متى يتحول سيلان الأنف إلى خطر حقيقي؟

متى يتحول سيلان الأنف إلى خطر حقيقي؟

للعلّم -
يُعتبر سيلان الأنف أو انسداده من الأعراض الشائعة والمزعجة التي غالباً ما يتعامل معها الناس باستخفاف، من خلال تنظيف الأنف أو استخدام القطرات والعودة إلى روتينهم اليومي. لكن تجاهل هذه الحالة قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة في بعض الحالات.

وفقاً للدكتور دميتري دينيسوف، أخصائي أمراض الأنف والأذن والحنجرة، يمكن أن يتطوّر سيلان الأنف البسيط خلال ساعات إلى التهاب في الجيوب الأنفية، مثل الجيوب الجبهية أو الغربالية. ويُعد الأمر مقلقاً إذا رافقه صداع، شعور بثقل في الوجه، أو خروج إفرازات قيحية من الأنف، حيث يتطلب ذلك استشارة طبية عاجلة.

ويُحذّر الطبيب من أن الكثير من الناس يركزون على لون الإفرازات الأنفية، بينما لا يشكّل هذا اللون مؤشراً أساسياً في التشخيص. ومع ذلك، فإن ظهور دم أو خيوط دموية في الإفرازات يتطلب اهتماماً خاصاً ومراجعة الطبيب.

ويؤكد الدكتور دينيسوف أنه إذا استمر سيلان الأنف لأكثر من 10 إلى 14 يوماً، خاصة إذا كان مصحوباً بألم أو تدهور في الحالة العامة أو احتقان لا يزول، فذلك يُعد مؤشراً لضرورة التدخل الطبي، لا سيما لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات مزمنة في الأنف، أو لديهم سلائل أنفية، أو تشوهات خلقية.

وعن العلاج، يشير الطبيب إلى أن أول ما يلجأ إليه الكثيرون هو استخدام قطرات أو بخاخات لتضييق الأوعية الدموية، لكن الإفراط في استخدامها قد يسبب حالة تُعرف بـ التهاب الأنف الدوائي، تجعل المريض غير قادر على التنفس بدون هذه القطرات. ويوصي باستخدام البخاخات بدلاً من القطرات، لأنها توزع الدواء بشكل أفضل داخل الأنف، مع عدم استخدامها أكثر من مرتين إلى ثلاث يومياً ولمدة لا تتجاوز 5 إلى 6 أيام.

أما عن الأدوية المضادة للهيستامين، فيوضح أنها تفيد فقط في حالات التهاب الأنف التحسسي، ولا جدوى منها في حالات الزكام الفيروسي، مما يجعل استخدامها العشوائي غير مفيد بل ومضر أحياناً.

وفيما يتعلق بغسل الأنف بالمحلول الملحي، فهو قد يساعد في التخفيف من الانزعاج، لكنه لا يُسرّع الشفاء ولا يمنع المضاعفات. وإذا كان يسبب تهيجاً أو رد فعل تحسسي، فلا حاجة لمواصلته.

الخلاصة:
سيلان الأنف ليس دوماً عرضاً بسيطاً، وإذا طالت مدته أو ظهرت معه أعراض غير طبيعية، كالألم، الصداع، الإفرازات القيحية أو الدموية، فيجب عدم التهاون، والمسارعة إلى الطبيب لتجنب المضاعفات.