منوعات

جسدكِ هو أول غذاء له: أطعمة تجنّبيها لحماية رضيعكِ من اليوم الأول

جسدكِ هو أول غذاء له: أطعمة تجنّبيها لحماية رضيعكِ من اليوم الأول

للعلّم - أن تصبحي أمًا يعني أن تتحولين من امرأة تهتم بصحتها فقط، إلى مصدر حياة كاملة لكائن صغير يعتمد عليكِ في كل نفس، كل نبضة، وكل قطرة حليب.
وفي هذه المرحلة المفصلية، تصبح نوعية طعامكِ مسؤولية مزدوجة: صحتكِ وصحة رضيعكِ معًا.

قد يبدو لبعض الأمهات الجدد أن "كل شيء مسموح طالما أنني آكل جيدًا"، لكن الحقيقة أن بعض الأطعمة — مهما بدت شهية أو غير ضارة — قد تشكل خطرًا حقيقيًا على نمو الطفل أو مناعته، سواء أثناء الحمل أو الرضاعة.

في هذا المقال، نسلّط الضوء على أطعمة يجب التوقف عن تناولها فورًا، ونشرح لماذا، وماذا يمكن أن يحدث إن لم تنتبهي لها. لأن الغذاء ليس فقط طاقة… بل رسالة تنمو في داخلكِ، أو تمر عبر حليبكِ مباشرةً إلى صغيركِ.

أولًا: لماذا يجب أن تكوني حذرة؟
الجهاز المناعي للرضيع ضعيف جدًا، ويمكن لأي تلوث غذائي أن يؤذيه بشدة.

بعض المكونات تمر عبر الحليب مباشرة، وقد تسبب له حساسية، مغصًا، أو مشكلات في النمو.

تغذيتكِ تؤثر على إنتاج الحليب وكفاءته، وتؤثر على نوم طفلكِ وهضمه وحتى سلوكه.

أطعمة توقفي عنها فورًا… لحماية رضيعكِ ونفسكِ:
1. الأسماك الغنية بالزئبق
مثل:
التونة البيضاء (Albacore)

سمك القرش، الماكريل الملكي، السيف

لماذا الخطر؟
الزئبق يتراكم في جسمكِ ويمر عبر الحبل السري أو حليب الثدي، ويؤثر على نمو دماغ الطفل والجهاز العصبي.

بدائل آمنة:
السردين، السلمون، التونة الخفيفة (مرة واحدة أسبوعيًا).

2. اللحوم غير المطهية جيدًا أو النيئة
مثل:
السوشي النيء

اللحم نصف ناضج

اللحوم المجففة أو المعالجة دون طهي (مثل السلامي)

لماذا الخطر؟
خطر الإصابة بليستيريا أو توكسوبلازما — وهما نوعان من البكتيريا قد تؤدي إلى إجهاض، أو تسمم غذائي شديد، أو تشوّه للجنين.

قاعدة ذهبية:
كل اللحوم يجب أن تُطهى جيدًا حتى تختفي آثار اللون الوردي تمامًا.

3. منتجات الألبان غير المبسترة
مثل:
الجبن الطري المستورد (كاممبرت، فيتا، بري) ما لم يُذكر أنها مبسترة

الحليب الطازج غير المغلي

لماذا الخطر؟
غير المبستر قد يحمل بكتيريا ضارة تؤدي إلى عدوى شديدة للطفل سواء أثناء الحمل أو بعد الولادة.

الحل:
اختاري فقط منتجات مكتوب عليها "Pasteurized" أو "مبستر".

4. الكافيين الزائد
مصادره:
القهوة (أكثر من كوب يوميًا)

الشاي الثقيل

مشروبات الطاقة

الشوكولاتة الداكنة

لماذا الخطر؟
الكافيين يمر عبر المشيمة وحليب الأم، ويؤدي إلى:

اضطرابات نوم الرضيع

زيادة القلق والانفعال

بطء في امتصاص الحديد لديكِ، ما يؤدي لفقر دم

الحد الآمن:
200 ملغ يوميًا (ما يعادل كوبًا صغيرًا من القهوة).

5. الأطعمة المصنعة والغنية بالمواد الحافظة
مثل:
النقانق

رقائق البطاطس

الوجبات السريعة الجاهزة

الصلصات المعلبة

لماذا الخطر؟
تحتوي على مواد مضافة وسكريات ودهون غير صحية، تؤثر على جودة الحليب وتزيد من احتمالية إصابة الطفل بالحساسية أو السمنة مستقبلاً.

بديل صحي:
الطعام المنزلي الطازج، المخبوز في الفرن بدل المقلي.

6. الأطعمة المسببة للحساسية (بحذر أثناء الرضاعة)
مثل:
المكسرات (خصوصًا الفول السوداني)

البيض

منتجات الصويا

لماذا الحذر؟
قد تسبب تحسسًا جلديًا أو مغصًا شديدًا للرضيع إن كان لديه استعداد وراثي للحساسية.

الحل:
جربي كل صنف على حدة، وراقبي رد فعل طفلكِ، ثم قرري الاستمرار أو التوقف.

7. المشروبات الغازية والمحلاة صناعيًا
لماذا الخطر؟
تقلل من امتصاص الكالسيوم، تؤثر على إدرار الحليب، وتسبب الانتفاخ والمغص للطفل.

اختيار ذكي:
اشربي الماء، الحليب، الأعشاب الآمنة كالبابونج واليانسون، والعصائر الطبيعية دون سكر.

كيف تعتنين بتغذيتكِ بدلًا من هذه الأطعمة؟
احرصي على تناول البروتينات الخفيفة: عدس، حمص، بيض مسلوق، دجاج مشوي.

الخضروات الورقية: مليئة بالحديد والمغنيسيوم.

الفواكه الطازجة: تمدكِ بالألياف والفيتامينات.

الحبوب الكاملة: مثل الشوفان والأرز البني لثبات مستوى الطاقة.

تذكّري: ما تأكلينه اليوم، يُبنى به جسم صغير غدًا
كل وجبة تتناولينها، هي معلومة غذائية ترسلينها إلى جسمكِ، ثم إلى طفلكِ.
هل سترسلين له طمأنينة، تغذية، ومناعة… أم سترسلين له معاناة من المغص أو مشاكل النوم أو ضعف المناعة؟

أنتِ مصدره الوحيد الآن.
فكوني كريمة، وكوني حذرة، وامنحيه البداية الأفضل.