انفوغرافيك

تليف الكبد: مرض صامت يهدد الحياة – الأسباب، الوقاية، وأسلوب الحياة الصحي

تليف الكبد: مرض صامت يهدد الحياة – الأسباب، الوقاية، وأسلوب الحياة الصحي

للعلّم - تشمع الكبد أو تليف الكبد هو حالة مرضية مزمنة تحدث عندما تتعرض أنسجة الكبد السليمة إلى التلف والتندب، مما يؤثر على قدرتها في أداء وظائفها الحيوية بشكل طبيعي. يعتبر الكبد من الأعضاء الأساسية في الجسم، حيث يؤدي أكثر من 500 وظيفة، بما في ذلك تنقية السموم، إنتاج البروتينات، وتخزين الفيتامينات والمعادن. ومع تزايد الضغوط الحياتية والعادات غير الصحية، بات تشمع الكبد من الأمراض التي تستدعي وعيًا طبيًا ومجتمعيًا أكبر.

ما هو تشمع الكبد؟
تشمع الكبد هو نتيجة استجابة الجسم لإصابة مزمنة في الكبد. فعندما يتضرر الكبد، يحاول إصلاح نفسه، لكن هذا الإصلاح المتكرر يؤدي إلى تراكم أنسجة ليفية (تندب). ومع الوقت، تؤثر هذه الأنسجة المتليفة على تدفق الدم داخل الكبد، مما يُضعف وظائفه ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الفشل الكبدي وسرطان الكبد.

الأسباب الرئيسية لتشمع الكبد

السمنة وزيادة الوزن:
الوزن الزائد، وخاصة الدهون المتراكمة حول البطن، يزيد من خطر الإصابة بالكبد الدهني غير الكحولي، والذي يمكن أن يتطور تدريجيًا إلى تشمع الكبد.

التدخين:
المواد الكيميائية الضارة الموجودة في التبغ تساهم في تلف الخلايا الكبدية، كما أنها تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان والتهابات الكبد المزمنة.

تناول الكحوليات:
الإفراط في تناول الكحوليات يُعد من الأسباب التاريخية والأكثر شيوعًا لتشمع الكبد. الكحول يسبب التهابات متكررة في الكبد قد تؤدي إلى تليفه على المدى الطويل.

أسباب أخرى:

التهاب الكبد الفيروسي المزمن (خاصة فيروس B و C).

بعض الأمراض الوراثية مثل داء ترسب الأصبغة الدموية.

التسمم الناتج عن بعض الأدوية أو التعرض المستمر للمواد الكيميائية.

أعراض تشمع الكبد
غالبًا ما لا تظهر الأعراض في المراحل المبكرة، ولهذا يُطلق عليه "المرض الصامت". لكن مع تقدم الحالة، تظهر الأعراض التالية:

الإرهاق العام والضعف.

فقدان الشهية وفقدان الوزن.

اصفرار الجلد والعينين (اليرقان).

تورم البطن أو الساقين.

نزيف أو كدمات بسهولة.

تغيرات في الإدراك أو صعوبة التركيز (نتيجة تسمم الدم بالمواد التي لا يتم تنقيتها بسبب ضعف وظائف الكبد).

طرق الوقاية من تشمع الكبد
الوقاية تبدأ بالوعي وأسلوب الحياة الصحي، ومن أهم الخطوات:

اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن:
تناول الأطعمة الغنية بالألياف، والخضروات، والفواكه، والابتعاد عن الأطعمة الدهنية والمصنعة والسكريات الزائدة.

الحفاظ على وزن صحي:
تقليل الوزن الزائد يخفف من تراكم الدهون على الكبد ويقلل فرص الإصابة بالكبد الدهني.

الامتناع عن التدخين والكحول:
الامتناع التام عن الكحول والتدخين من أهم خطوات الحماية للكبد.

النظافة الشخصية الجيدة:
غسل اليدين باستمرار، واستخدام أدوات شخصية خاصة، وتجنب التعرض للإصابة بفيروسات الكبد المنقولة عن طريق الدم أو الاتصال المباشر.

الفحص الدوري:
خاصة لمن لديهم عوامل خطر أو تاريخ عائلي، فالكشف المبكر يساعد على إبطاء تقدم المرض.

تشمع الكبد مرض يمكن الوقاية منه إلى حدّ كبير، إذا ما التزم الإنسان بأسلوب حياة صحي وتجنب العادات المضرة. الحفاظ على صحة الكبد مسؤولية تبدأ من المطبخ وتنتهي عند وعي الفرد تجاه جسده. في ظل ارتفاع نسب الإصابة بأمراض الكبد المزمنة عالميًا، بات لزامًا على كل شخص أن يكون أكثر وعيًا لحماية هذا العضو الحيوي الذي لا يمكن العيش بدونه.