سنة أولى حكومة
تمر الذكرى الأولى لتشكيل حكومة الدكتور جعفر حسان، قبل أيام، وبالكاد يحتفل الدكتور بهذا في قبول دعوة أو دعوتين من اصدقائه، احداها تناولت جرداً لما قدمته الحكومة وأين توقفت وأسرعت أو ابطأت، وان كنت اتمنى لو كان ذلك التقييم السريع جاء من دراسة معلنة أو في نقاش علني يشارك فيه خبراء ومختصون وشخصيات موضوعية من غير أصحاب الرئيس أو المقربين منه.
على أي حال، ومن وجهة نظر شخصية محايدة، فإن حكومة حسان قد مضت وأمضت عاماً دون صدامات أو مشاكل تذكر، فقد استطاع الرئيس بحكم خبرته من عمله في الديوان كمدير لمكتب جلالة الملك وقربه منه وقراءة أفكاره ومعرفة كيف يفكر وما هي أولوياته واهتماماته، من أن يستفيد من ذلك ويأخذ به، فتجنب كثيراً من الاشكالات التي وقع فيها غيره، حتى وأن كان بعضهم قد مرّ من نفس المسرب، ولكن بعبرة في التعلم.
لم يكن حسان استفزازياً ولا مدعياً، كان صبوراً، وبدأ حيث يريد الملك أن يبدأ بزيارات غير تشريفية، حاولت الابتعاد عن مفهوم العلاقات العامة واستبدالها بالمعاينة والتشخيص والاستماع لما يقال وما يعرض، وقد شد الرئيس وزراءه بأسلوبه وطريقته في ادارة الحوار، وابقاء المسافة قائمة ما بين الوعد والتنفيذ، فلا يمنح وعودا لا ينفذها ولا يعد بما لا يستطيع عمله.
وقد اعتبر في ذلك ممن سبقوه، إذ لم يرد أن ينسب الى مدرسة عنق الزجاجة، ولا حتى بغد أفضل بل أراد ان يقول هذا هو الواقع فساعدوني على تجاوزه.
قد يرى البعض من المراقبين الذين لا تتوفر لديهم المعلومات، مثلي، أن هذه الحكومة قد ابتعدت عن أن تقدم نفسها بصبغة سياسية، فلم ترفع شعارات ولم تضع يدها في الفرن الملتهب في المنطقة، لا بالتصريحات ولا الإجراءات، وإنما أرادت أن تقدم نفسها حكومة تكنوقراط، أكثر منها غير ذلك، لأنها كانت تدرك ان الانخراط في الصبغة السياسية هي محاولة للهروب والذرائع والتأجيل، لأن المواطن بدأ يدرك أن المنطقة كلها لا تضع سياسة، وإنما تكتفي وتتأثر وأن الذي يريد ان يسير للامام عليه الأخذ بالأسهل بما يستطيع أن يعمل، والأسهل هنا هو معالجة قضايا الناس والإجابة على اسئلتهم بالقدر الذي يتعاطى مع الواقع وحل كثير من اشكالاته وليس ادارة ازماته فقط، وهنا عملت الحكومة ما جعل الكثيرين يتقبلون أو يتفهمون وينتظرون.
صحيح أن بعض الألغام ارادت بعض الصالونات أن تضعها في طريق الحكومة وأن تدفعها الى مسارات اخرى، ولكنها لم تنجح وبقيت في مسارها في العمل الداخلي الخدماتي الملتقط للاشياء الأكثر الحاحا، وإن كانت هذه القضايا غير لامعة أو جاذبة، وإنما روتينية، ولكنها واجبة.
حكومة حسان تدخل عامها الثاني وهي أكثر عزماً على المضي، لم يصيبها العطب الذي يصيب حكوماتنا بسرعة، فيجعلها واهنة تلجأ الى التعديل وتتذرع به مراهنة على أنها ما زالت تمسك برأس الخيط، وان سجلها في التعامل مع مختلف الأطراف المعنية في الدرجة الأولى بالتعامل معها من السلطات الثلاث ما زال عامراً ومستقراً، فقد قطعت شوطا مع برلمان هادئ ومتزن ومتفهم، ساعدها في اطفاء الكثير من بؤر التوتر وأوقف مزايدات كان يمكن أن تعصف بها.
لقد ساعد الملك هذه الحكومة، وهي حكومته بمزيد من المتابعة والنصح والتوجيه والعناية، فقد كان يعلم أن الرئيس حسان يبذل جهداً كبيرا وانه لايصرف وعودا لاتتحقق ، ولذا كانت هنا له خطوات قامت من الدعم الملكي، كان من المفترض أن تقوم بها الحكومة، لكنها كانت دعماً مباشراً للحكومة لتستمر وتكسب.
اليوم تواجه الحكومة قضايا البطالة وجيوب الفقر وضرورة تنشيط مكونات الانتاج من صناعة وزراعة وسياحة، وكلها تشكل الروافع الأساسية في الموازنة ودعمها، وهذا التحدي ما زال ماثلاً رغم أن الرئيس الموصوف بادراكه لأبعاد الاقتصاد الأردني كما جاء في كتابه عن الاقتصاد الأردني في زمن صعب وعنوانه "الاقتصاد الأردني بناء رحم الأزمات"، ولديه وصفات لذلك، لكنه يريد الوقت المناسب لاطلاقها، اذ ان المرحلة السابقة عبر العام الأول حكومة لم يكن مناسباً وسط التوترات التي سادت المنطقة وتحديات الحرب على غزة وواقع دول الجوار الأخرى وخاصة سوريا.
لقد حملت الخارجية الأردنية عن الرئيس عبء التصريحات السياسية والتعامل مع كرة النار بنجاح وكان ذلك اضافة لرصيد الحكومة، حيث مكن الملك الخارجية من أن تلعب دورها بصيغة وطنية ملموسة ومثل ذلك كان من الداخلية، وما زالت الوزارات تتفاعل.
تمر الذكرى الأولى لتشكيل حكومة الدكتور جعفر حسان، قبل أيام، وبالكاد يحتفل الدكتور بهذا في قبول دعوة أو دعوتين من اصدقائه، احداها تناولت جرداً لما قدمته الحكومة وأين توقفت وأسرعت أو ابطأت، وان كنت اتمنى لو كان ذلك التقييم السريع جاء من دراسة معلنة أو في نقاش علني يشارك فيه خبراء ومختصون وشخصيات موضوعية من غير أصحاب الرئيس أو المقربين منه.
على أي حال، ومن وجهة نظر شخصية محايدة، فإن حكومة حسان قد مضت وأمضت عاماً دون صدامات أو مشاكل تذكر، فقد استطاع الرئيس بحكم خبرته من عمله في الديوان كمدير لمكتب جلالة الملك وقربه منه وقراءة أفكاره ومعرفة كيف يفكر وما هي أولوياته واهتماماته، من أن يستفيد من ذلك ويأخذ به، فتجنب كثيراً من الاشكالات التي وقع فيها غيره، حتى وأن كان بعضهم قد مرّ من نفس المسرب، ولكن بعبرة في التعلم.
لم يكن حسان استفزازياً ولا مدعياً، كان صبوراً، وبدأ حيث يريد الملك أن يبدأ بزيارات غير تشريفية، حاولت الابتعاد عن مفهوم العلاقات العامة واستبدالها بالمعاينة والتشخيص والاستماع لما يقال وما يعرض، وقد شد الرئيس وزراءه بأسلوبه وطريقته في ادارة الحوار، وابقاء المسافة قائمة ما بين الوعد والتنفيذ، فلا يمنح وعودا لا ينفذها ولا يعد بما لا يستطيع عمله.
وقد اعتبر في ذلك ممن سبقوه، إذ لم يرد أن ينسب الى مدرسة عنق الزجاجة، ولا حتى بغد أفضل بل أراد ان يقول هذا هو الواقع فساعدوني على تجاوزه.
قد يرى البعض من المراقبين الذين لا تتوفر لديهم المعلومات، مثلي، أن هذه الحكومة قد ابتعدت عن أن تقدم نفسها بصبغة سياسية، فلم ترفع شعارات ولم تضع يدها في الفرن الملتهب في المنطقة، لا بالتصريحات ولا الإجراءات، وإنما أرادت أن تقدم نفسها حكومة تكنوقراط، أكثر منها غير ذلك، لأنها كانت تدرك ان الانخراط في الصبغة السياسية هي محاولة للهروب والذرائع والتأجيل، لأن المواطن بدأ يدرك أن المنطقة كلها لا تضع سياسة، وإنما تكتفي وتتأثر وأن الذي يريد ان يسير للامام عليه الأخذ بالأسهل بما يستطيع أن يعمل، والأسهل هنا هو معالجة قضايا الناس والإجابة على اسئلتهم بالقدر الذي يتعاطى مع الواقع وحل كثير من اشكالاته وليس ادارة ازماته فقط، وهنا عملت الحكومة ما جعل الكثيرين يتقبلون أو يتفهمون وينتظرون.
صحيح أن بعض الألغام ارادت بعض الصالونات أن تضعها في طريق الحكومة وأن تدفعها الى مسارات اخرى، ولكنها لم تنجح وبقيت في مسارها في العمل الداخلي الخدماتي الملتقط للاشياء الأكثر الحاحا، وإن كانت هذه القضايا غير لامعة أو جاذبة، وإنما روتينية، ولكنها واجبة.
حكومة حسان تدخل عامها الثاني وهي أكثر عزماً على المضي، لم يصيبها العطب الذي يصيب حكوماتنا بسرعة، فيجعلها واهنة تلجأ الى التعديل وتتذرع به مراهنة على أنها ما زالت تمسك برأس الخيط، وان سجلها في التعامل مع مختلف الأطراف المعنية في الدرجة الأولى بالتعامل معها من السلطات الثلاث ما زال عامراً ومستقراً، فقد قطعت شوطا مع برلمان هادئ ومتزن ومتفهم، ساعدها في اطفاء الكثير من بؤر التوتر وأوقف مزايدات كان يمكن أن تعصف بها.
لقد ساعد الملك هذه الحكومة، وهي حكومته بمزيد من المتابعة والنصح والتوجيه والعناية، فقد كان يعلم أن الرئيس حسان يبذل جهداً كبيرا وانه لايصرف وعودا لاتتحقق ، ولذا كانت هنا له خطوات قامت من الدعم الملكي، كان من المفترض أن تقوم بها الحكومة، لكنها كانت دعماً مباشراً للحكومة لتستمر وتكسب.
اليوم تواجه الحكومة قضايا البطالة وجيوب الفقر وضرورة تنشيط مكونات الانتاج من صناعة وزراعة وسياحة، وكلها تشكل الروافع الأساسية في الموازنة ودعمها، وهذا التحدي ما زال ماثلاً رغم أن الرئيس الموصوف بادراكه لأبعاد الاقتصاد الأردني كما جاء في كتابه عن الاقتصاد الأردني في زمن صعب وعنوانه "الاقتصاد الأردني بناء رحم الأزمات"، ولديه وصفات لذلك، لكنه يريد الوقت المناسب لاطلاقها، اذ ان المرحلة السابقة عبر العام الأول حكومة لم يكن مناسباً وسط التوترات التي سادت المنطقة وتحديات الحرب على غزة وواقع دول الجوار الأخرى وخاصة سوريا.
لقد حملت الخارجية الأردنية عن الرئيس عبء التصريحات السياسية والتعامل مع كرة النار بنجاح وكان ذلك اضافة لرصيد الحكومة، حيث مكن الملك الخارجية من أن تلعب دورها بصيغة وطنية ملموسة ومثل ذلك كان من الداخلية، وما زالت الوزارات تتفاعل.