وجهات نظر

نتنياهو يلعب على حبال كثيرة

نتنياهو يلعب على حبال كثيرة


يتلاعب نتنياهو بالمواقف والتصريحات ،وهو يحاول الامساك بجميع الخيوط الداخلية والخارجية ،ويتنقل بين الحبال بغطاء امريكي كامل، لكنه لم يصل حتى الان الى النقطة التي يريدها ،ولم يستطع تحقيق الاهداف التي يبتغيها.

فمن جهة يشبع ذوي الاسرى الاسرائيليين والمحتجين داخل الكيان وعودا كاذبة،ويوهمهم بأن استعادة الاسرى هدفا رئيسيا له،علما بأن حياتهم بالنسبة له لا تساوي شيئا،ومن جهة اخرى يعمل على حشد الجيش الجرار لاحتلال مدينة غزة، التي اسقط عليها اكثر من مئة وخمسين الف طن من المتفجرات،وهي شبه مدمرة وغير قابلة للحياة،ويجهز لاحتلالها حوالي سبعة وستين الف جندي وضابط بعتادهم الكامل،لارضاء سموتريتش وبن غفير والذين يقفون على يمينهم،ومن جهة يأمر بالتفاوض على وجه السرعة لابرام الصفقة وانهاء الحرب، لكن دون ان يرسل وفدا وضمن شروطه الخاصة بذلك،التي تتخلص بشرطين فقط ،هما استسلام المقاومة وتفريغ قطاع غزة من السكان والسلاح، والسيطرة الامنية والعسكرية الاسرائيلية على القطاع، وضمه وزرعه بالمستوطنات والمستوطنين.

بالنسبة للشريك الرئيس في الحرب والابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني ،مجرم الحرب ترمب،الذي يدعو الى ضرورة الاسراع بانهاء الوضع الحالي في غزة،من خلال الاستعجال باحتلال جيش الاحتلال كل القطاع وليس مدينة غزة فقط ،فان انهاء الوضع الحالي، يعني تهجير سكان القطاع بالكامل الى صحراء سيناء المصرية،وما تجميع سكان القطاع في جنوبه الا مقدمة لمخطط التهجير،لكن حتى الان يجد هذا المشروع معارضة شديدة من الجانب المصري،ويمارس ترمب شخصيا ضغوطا هائلة على القيادة المصرية للموافقة على التهجير،الضغوط الاميريكة تأخذ شكل الاغراءات تارة والتهديد تارة اخرى،وادوات تلك الضغوط ،سد النهضة الاثيوبي ،حيث يكون الاغراء بمواصلة تدفق المياه الى نهر النيل، كما هي حصة مصر دون نقصان او التهديد بحجبها ،ومن خلال التهديد بوقف المساعدات الامريكية لمصر وتهديدها عسكريا،او الاغراء بتسديد ديونها ومنحها ربع ترليون دولار ،كل ذلك مقابل الموافقة المصرية على تهجير سكان قطاع غزة الى صحراء سيناء،لكن الرفض المصري القاطع ما يزال مشهرا في وجه الامريكان والاسرائيليين.

لهذه الاسباب ،العلاقات المصرية الامريكية الاسرائيلية في هذه الفترة عبارة عن جمر تحت الرماد.

اليوم اصبحت المخططات الاسرائيلية الامريكية مكشوفة وواضحة تماما ،وقد اعلنها نتنياهو شخصيا ،وهي اقامة اسرائيل الكبرى على حساب فلسطين ودول عربية اخرى،وبعد رفض تلك التصريحات ومهاجمتها عربيا،لم يكلف نتنياهو خاطره التراجع عنها او توضيحها بشكل مختلف او الاعتذار عنها ،وضرب عرض الحائط بكل ردود الفعل التي صدرت ضدها.

الضفة الغربية ليست افضل حالا من قطاع غزة ،فهناك غول الاستطيان يبتلع الارض والشعب ،تسونامي وتوسع استيطاني غير مسبوق ،لزيادة عدد المستوطنين ليصل الى مليون مستوطن،وتقسيم الضفة الغربية وتنفتيتها وعزل القدس تماما عنها ،للحيلولة دون اقامة دولة فلسطينية ،والى جانب الاعتداءات اليومية المتكررة والمتواصلة من قبل المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم ،واحتلال منازلهم واغتصابها وسلبها بالقوة والاقامة والسكن فيها،يعمد المستوطنون اليوم الى اسلوب جديد لطرد الفلسطينيين من منازلهم ،حيث بدأوا بادخال مواشيهم من الابقار والاغنام الى ساحات منازل وغرف نوم الفلسطينيين، لاجبارهم على اخلائها والاستيلاء عليها .

لقد قلب المستوطنون بمساعدة وحماية جيش الاحتلال ،حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية الى جحيم لا يطاق،كل ذلك بموازاة ضغط اقتصادي لا يمكن تحمله،حتى انتشر الفقر والعوز والحاجة في صفوف الفلسطينيين ،والقادم اسوأ واعظم.