وجهات نظر

غزة الصفقة على النار

غزة الصفقة على النار


الصفقة مجازاً على النار، وفي الواقع هي تحت النار، إذ تفاوض اسرائيل وهي تقتل بالأسلحة والتجويع والتعطيش والتهديد بالاجتياح والاحتلال وتسميه تطهير غزة، لكن الرياح تجري بما لايشتهي القتلة النازيون في اسرائيل تلاميذ جابوتنسكي ومفرخي المستوطنيين الذين يعيشون تحت حماية الدولة بجرائمهم ، وهي تستحق ان تسمى دولة ارهابية، لأنها تمارس الارهاب بشكله السافر وقد كتبت عن العقيدة الاسرائيلية الدينية والعسكرية، وفيها طحن رؤوس الأطفال بالمطرقة، وهو تقليد قديم استعمله المكابيين القدماء، والقتل بوضع رأس الطفل على صخرة وتفتيت دماغه، فأي عقيدة هذه؟ وأيضاً في حرق الأطفال الأحياء كما جرى للطفل محمد خضير، في الضفة الغربية قبل سنوات.

نتنياهو في ورطة والكماشة الداخلية تشدد القبضة عليه في ادانات متسعة تحدث عنها كبار القادة الاسرائيليين السياسيين، أولمرت وأيهود باراك، والعسكريين من مختلف الرتب، وهم يدعون الى انقاذ اسرائيل من استمرار عملية الخطف التي تقودها مدرسة نتنياهو الفاشية بأساليبها النازية.

هذه بداية زلزال اسرائيلي داخلي قد يكون تأخر، ولكنه يأتي الآن وستكون ارتداداته قوية، فالاسرائيليون من عائلات المخطوفين وانصارهم وكل من ظل يؤمن بالحياة في ذلك المجتمع الفاشي يرون ضرورة التحرك الآن قبل فوات الأوان، وهم يعملون على فك التفاف الأفعى عن الجسم الاسرائيلي

نتنياهو تورط في حرب لا سقف لها ولم يحالفه النصر فيها، فما زال يلهث ويبحث عن أهداف ولم ينجز سوى هدم المباني في الابادة والتطهيرالعرقي، وهذه الصور المبثوثة من الأطفال الذي يتساقطون من سوء التغذية المفروض .

العالم الحر يرتجف من هول الصدمة والعقل الأوروبي لم يعد يستوعب مرة أخرى المذابح والمحارق التي تعيد الأسلوب النازي والمحرقة ومن بعض أحفاد الضحايا.

نتنياهو يمارس دور الجلاد، ويريد أن يعتقد العالم أنه ضحية، وهي الكذبة التي انتهت وتبخرت وكشفتها غزة الآن أمام العالم الغاضب الذي ضجر من اسرائيل وممارساتها.

ما زالت الحكومة الاسرائيلية تهرب الى الأمام، وأحد أشكال هروبها نشر خرائط التوسع والاعتداء بالتصريحات على توسيع يصيب دول الجوار ويستهدفها، ولكن السحر سينقلب على الساحر، فقد كان الموقف الأردني وكذلك المصري واضحاً من الخطط الاسرائيلية التي يجري الرد عليها ودونها خرط القتاد.

لن يقبل الأردن ولن تقبل مصر مهما ازدادت التهديدات ومحاولات الدس والنيل من مواقفهما وستمضي الأردن وكذلك مصر في مواقفهما من القضية الفلسطينية، مهما حاولت اسرائيل الكذب والادعاء والتلفيق، ففي النهاية لن تتورط الأردن في السيناريو الاسرائيلي ولديها خبرات سابقة.

ولن تتورط مصر كذلك، ولن يستطيع نتنياهو أن يرتكب حماقة العدوان على البلدين، فإن ارتكب ستكون في ذلك نهايته لأن البلدين سيدافعان عن أنفسهما وشعوبهما معهما تماماً، وستندم اسرائيل ندماً لم تعشه من قبل.

الأردن يتمسك بمواقفه وهو ليس طرياً وعظمه أزرق ويعرف كيف يتحرك في الأزمات وهو يكتنز روحاً وطنية عالية وإرادة جبارة وتعرف اسرائيل الأردن في الميادين العسكرية والسياسية دون ادعاء أننا نملك اسلحة كأسلحتها وتكنولوجيا مثلها وأمولاً كما تملك أو حلفاء كما لديها، ولكننا نملك الارادة الصلبة القوية والإيمان المطلق بعدالة موقفها وقضيتها، فقد صبرنا كثيراً على العدوان وإدمان اسرائيل عل ىمواصلة النفخ في البالون، الذي سيصل بها الى انفجارات حاسمة تصبين مستقبلها فقد بدأ العالم يكشفها وهو لن يتضامن معها حتى وإن وقفت الولايات المتحدة معها وناصرتها، فالشعب الأمريكي يرى وسينهض. في لحظة تاريخية حاسمة، وتبقى اسرائيل لمصيرها، فهل تنذكر كتاب التقصير الذي تحدثت فيه جولداء مائير، وهل تنذكردعم الولايات المتحدة لاسرائيل عام 1973، ونقول ليس في كل مرة تسلم الجرة والله غالب على أمره.