وجهات نظر

يهددوننا بالاحتلال والتوسع .. هذه عقيدتهم

يهددوننا بالاحتلال والتوسع ..  هذه عقيدتهم


لفت انتباهي ما ذكرته صحيفة معاريف الاسرائيلية عن كراس (كتيب) أمر سموترتش، وزير المالية الاسرائيلي وزعيم الصهيونية التوارتية السياسية، بتوزيعه على الجنود الذاهبين الى غزة وعلى الجيش كله وطلب من بن غفير أن يوزعه على الشرطة.

والكتيب الواقع في 27 صفحة، كما ذكرت الصحيفة عنوانه، (دليل المختار في قتل الأغيار، )والأغيار هم غير اليهود، والكتاب من تأليف حاخامين في الحركة الصهيونية الدينية، هما الحاخام اسحق شابيرا، رئيس المدرسة الدينية المسماة، (يوسف ما يزال حياً)، ويقيم المؤلف في مستوطنة يتسهار جوار نابلس.

أما المؤلف الآخر كما ذكرت معاريف، فهو الحاخام يوسي التيسور، وقد كتب تحت عنوان عقيدتنا، وهذا الكراس هو المرشد لمن يريد معرفة (الفرائض السبع )في، (الهالا خاه،) أي الشريعة اليهودية، وفيه تفصيل الحالات التي يجوز فيها حتى قتل الاطفال الرضع وقد أسماهم الكراس، (سدادو الطرق،) أي الذين يسدون طريق النجاح أمام اسرائيل ويجب قتلهم اطفالاً، لأنهم إن كبروا قتلونا حتى لو كانو من محبي العالم أو السلام وحتى لو لم يكونوا متدينين على الاطلاق أنهم (شعب العدو).

هذه هي الصهيونية التوراتية المتربعة في حكومة اسرائيل والتي تمارس حرب الابادة في غزة وعلى رأسها نتنياهو وعصابته، وقد اعتمد عقيدتهم ويريد ان يصبح نبيهم بعد ان أخذتهم العزة بالأثم، نتنياهو كما قال: إنه مبعوث العناية الروحية ليفعل ذلك، التوسع واشعال الحرب التي تمكن اسرائيل من البقاء مع نشر الخرائط التي رايناها.

أين نحن من ذلك؟ وأين نحن من هذه العقيدة؟ وهذه الثقافة التي هي أخطر من النازية، فالنازية كانت عقيدة سياسية، أما هذه فهي عقيدة سياسية ودينية وتتخذ من نتنياهو الآن نبيها الذي تتهيئ له الانتصارات بالحروب ويدعو للتوسع من الفرات الى النيل.

الكتيب يتحدث عن الحالات التي يجوز لليهودي فيها قتل غير اليهودي حتى تصبح الفرائض نافذة.

وفي الكراس فتوى قتل الاطفال لأنهم يسدون طريق المستقبل عن اسرائيل حتى لو كانوا رضعاً، ويفضل قتلهم بالمطرقة فوق الصخر ونثر جماجمهم، كما في عقيدة الميكابيين اليهود القدماء التي جرى احياؤها على يد يهودا المكابي.

لقد جعلت هذه العقيدة من الرب طاغوتا دموياً يستبيح لهم جميع الأمم، ولذا تحدثت عنه معاريف بالتفصيل، ويقول الكتاب (علينا تدمير الأغيار، (شعوب العدو)، التي تعرقل احتلالنا وتوسعنا وابادة البشر والشجر والحجر وحتى الحيوانات الطبيعية وحتى الكبار والنساء.

والكتيب يسجل في ذلك أبشع صور الوحشية ويدعو لابادة كل من يقابل جندنا في الطريق، ذبحاً وتحريقاً، فهذا ما قررته الشريعة الربانية واباحته اباحة مطلقة، والرب في الفرائض السبع يسفر عن هويته بوضوح ويعلن أنه الآن (الرب رجل الحرب).

كان سموترتش الأسبوع الماضي يلوح بالكراس أمام مستوطنة معاليه أدوميم في مشروع التوسعة ومعه زعيمة الاستيطان دانييلا فايس التي ظهرت في الصورة تمسك بخريطة المخطط

رأس المدرسة، الحاخام اسحق شابيرا هو ملهم الثلاثة الارهابيين الذين يحفظون الكراس عن ظهر قلب وهم، نتنياهو وبن غفير وسموترتش وهو أخطرهم، ومن اعمدة هذه المدرسة الحاخام كوك و شاؤول يسرائيل الذي يقود مركاز هراف معقل الصهيونية الدينية في القدس، حيث يطبع الكراس ويوزع على الجنود والمستوطنين وصبية التلال وغيرهم من تنظيمات المستوطنين، وقد أعاد طباعته الحاخام شابيرا مدير المدرسة الدينية أكثر من مرة.

مصادر الكتيب كما يقول المؤلفان، هما التوارة والها لاخاة، الشريعة اليهودية، واقتباسات من الحاخام كوك وهو من آباء الصهيونية الدينية، وفي احدى الفقرات كما يقول كتاب (دليل المحتار في قتل الاغيار، ): وفي كل مكان يكون فيه حضور الأغيار يعرض حياة اسرائيل يكون قتل الأطفال واجباً ولو كانوا ابرياء.

حاخامات اليمين الاسرائيلي يوقعون الطبعة ويعملون على توزيعها وتدريسها وشرحها ويوصون باقتنائها وشرائها بواسطة المدرسة الدينية التي يديرها شابيرا.

هذه الأفكار الدينية التي تمارس الآن من جانب الجيش الاسرائيلي في غزة وفي الضفة، حين أحرق المستوطنون الطفل محمد أبو خضير، وهي جريمة لم يعاقب فاعلها ولم تستنكرها حكومة نتنياهو ولم تجد من يتصدى لها ولا تعتبر اسرائيل ذلك تحريضاً أو مساً بالسلام أو بالعلاقات مع الشعوب الاغيار،

ولكن غير مسموح للآخرين من الاغيار الحديث عن الدفاع عن النفس او الصمود أو المقاومة، لأن ذلك يسد الطريق على مستقبل اسرائيل.

أضع مفردات هذه العقيدة بين يدي القراء ليستنيروا أي عدو نواجه ولماذا لا يستغرب تهديده وتلويحه المستمر بالحرب والتوسع والمجازر التي ارتكتب منذ وعد بلفور وعشية النكبة 1948 وبعدها وعددها أكثر من 80 مجزرة، معظمها ارتكبتها العصابات الصهيونية ضد الأطفال، وفي ظل هكذا عقيدة، ارتكبت مجزرة قانا حيث قتل طلاب المدارس وكذلك في بلدة بحر البقر في مصر وصبرا وشاتيلا ومجازر المدارس التي هدمت على روس الأطفال والنساء وعددها يزيد عن ستين في غزة وحرق الخيم بساكنيها من الأطفال الذين منع انقاذهم، وروايات الجنود المعلنة الذين يفاخرون بقتل الأطفال والتدريب على أجسادهم و... وهم قادمون لاستلام المساعدات الغذائية التي تديرها الادارة الأمريكية في منظمة غزة الإنسانية.

كل من يتحدث عن العقيدة الفاشية المجرمة الاسرائيلية القادمة من ديانة يهودية صهيونية متعددة الاسماء يتهم باللاسامية ويحب معاقبته وحرق كتبه ومصادرتها وقطع اسباب رزقه

فهل سيستمر هذا التخويف وتستمر هذه الفزاعة التي ابتزت بها الصهيونية دول العالم ومفكريه وكل من أنكر المحرقة أو استنكر أعمال الابادة في غزة.

بدأت الغشاوة تزاح عن أنظار العالم الان ليكتشف من خلال حرب الابادة على غزة حجم الجريمة والتضليل والكذب والخداع الذي لف العالم لسنوات طويلة وما زال يجد من يسانده من المرضى السياسيين المؤيدين للصهيونية الدينية واشكالها الأخرى.

من التاريخ نذكر بصدام الأدوميين الذين كانت عاصمتهم بصيرا ومن البترا، حيث كان الصدام الكبير ما بين الانباط والادوميين من جهة وبين المكابيين عام 197 قبل الميلاد.

المصابون بالمرض يستحضرون تاريخ قبل ثلاثة آلاف سنة ليقيموا مستوطنتهم اسرائيل ويوسعوها. لايريدون استحضار التاريخ الحي للنكبة الفلسطينية قبل سبعة عقود، حيث ما زال الدم طازجاً والجثث لم تتلاشى فما زالت غزة تباد وتقاوم وما زال الانسان فيها كالاشجار يموت واقفا، هذه عقيدة عدونا، فلنقرأ جيداً فنحن جميعاً عندهم (سدادو الطرق.) ونحن نفخر بذلك حين يتعلق الأمر بالحفاظ على الوطن وشعارنا جميعا لن يمروا