وجهات نظر

حملاتهم تزيد دعم الأردن لغزة

حملاتهم تزيد دعم الأردن لغزة


تأخذك أعمالهم السيئة وحملاتهم التحريضية واعتداءاتهم، نحو التأكّد أنهم مبرمَجون لإبادة الأحلام والآمال، وكل ما من شأنه إزاحة بوصلة الاهتمام عن القضية الفلسطينية، وحماية الحق الفلسطيني والدفاع عنه، والسعي لنُصرة الأهل في غزة، تجعلك تتأكد أنهم يعيشون لغايات تدمير كل ما من شأنه مساندة وعون الغزيين، باعتداءات وتشويش وتشويه جهود عظيمة لا تبحث عن أي ردة فعل ولا حتى عن شكر ، هدفها فقط مد يد العون والسند.

ما نتابعه منذ أيام من حملات تحريض متواصلة على الأردن ودوره المتواصل في تقديم المساعدات الإنسانية للأهل في غزة، والتي شملت أيضا سلسلة من الاعتداءات على مقرّات السفارات والبعثات الدبلوماسية الأردنية في الخارج، حقيقة ليس مدانا فحسب، إنما هو مرفوض أردنيا شعبيا ورسميا، حدّ الغضب، سيما وأن جميعنا يعلم جيدا من يقف خلف كل هذه الأعمال، ليس هذا فحسب إنما جميعنا يؤمن حدّ اليقين أنها حملات مقصودة، ومتعمّدة، وما هي إلاّ محاولات بائسة لفرض أجنداتهم وأفكارهم، واحباط الأردن عن أداء دوره تجاه الأهل في غزة، الأردن الذي لا ينتظر شيئا من كل ما يقدّمه للغزيين، لا ينتظر حتى «شكرا» من كل ما يقدّمه.

حملات التحريض المتواصلة على الأردن، والتشكيك بهذا الدور المقدّس، لا يخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي، ذلك أن الأردن هو صاحب الدور الأقوى، والمنفرد بالكثير من التفاصيل في غزة، وفيما يقومون به ورغم معرفتنا بهم، أرى أن الحديث عنهم بضمير المستتر أو الغائب أفضل، ليبقوا في لغتنا كما في حياتنا أصواتا نشازا لا يستحقون حتى أن ينالوا شرف ذكر هوياتهم أو انتماءاتهم أو تنظيماتهم، فيما يقومون به تغذية للمصالح الإسرائيلية وتغييب مطلق للصالح الفلسطيني، والحق الغزّي.

الأردن الذي أكد أنّ حملات التشويه المُمنهَجة ومن يقف وراءها لن يطالوا مواقفه التاريخية الثابتة في دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف وجهوده من أجل إنهاء العدوان على غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يسببها العدوان، فهذا الواجب الوطني مستمر لن يتأثر ولن يكون له أي مواقف من تلك التي يأملها هؤلاء المحرّضون والمشككون، فما يسعون له لم يتحقق، وسيبقى أفكارا سوداء تحرق باطلهم وتزيدهم قهرا من الأردن وعظمته.

ليست مصادفة انتشار هذه الحملات، وحتى الاعتداءات على سفاراتنا الأردنية بالخارج، وليست صنيعة ردة فعل لأي حدث أو حتى تضامن كما يدّعون، إنما هي ردة فعل سطحية وهشة ومكشوفة لما يقوم به الأردن من محاسبة من يخالف القانون من تنظيمات محظورة، وكأنهم يظنون أن ما يقومون به ليس واضحا، إنما هو واضح حدّ عمقهم الفكري الأسود.

وزارة الخارجية وشؤون المغتربين خاطبت وزارات خارجية الدول التي وقعت فيها هذه الاعتداءات على سفاراتنا وسفرائها المعتمدين لدى المملكة، وطالبت باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتأمين الحماية الكاملة لبعثات المملكة والعاملين فيها، تنفيذًا لالتزامات هذه الدول بموجب أحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، ليس هذا فحسب إنما أكدت الوزارة أنها تتابع هذه الاعتداءات مع الجهات المعنيّة لضمان محاسبة مرتكبيها ومنع تكرارها.

هي الإجراءات الدبلوماسية وفقا لأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، ويبقى الإجراء الشعبي الأردني الرافض لكل هذه الحملات والاعتداءات، الصامد بمواقفه خلف قيادتنا الفذّة، بإصرار على أن الأردن لن يخذل الغزيين ولا الفلسطينيين، ولن يتخلى عن مواقفه الإنسانية والسياسية والدبلوماسية الداعمة لهم، بل على العكس ما يحدث يزيد إصرار الأردني على تقديم الأكثر نُصرة للأهل في غزة، مؤكدا على المؤكّد، برفض حازم لكل ما يقوم به من يقف خلف هذه الحملات والاعتداءات، ووعد أردني أن ما يقومون به لم يثنيهم عن مواقفهم الأخلاقية والإنسانية تجاه غزة وفلسطين.