ديني

فائدة ذكر قصص الأنبياء السابقين مع أقوامهم

فائدة ذكر قصص الأنبياء السابقين مع أقوامهم

للعلّم - إن الفوائد والعبر المأخوذة من ذكر قصص الأنبياء السابقين مع أقوامهم كثيرة وأبرزها:

للعبرة والعظة.
تسلية للنبي -صلى الله عليه وسلم-.
إخبار للنبي والمؤمنين بأن الله يمهل الظالمين.
أن نفقه ما جاء في القصص من أخبار وحقائق ومعاني.
التفرقة بين أنماط أهل الحق وأنماط أهل الباطل.
التحدي العظيم لأهل الكتاب.
فائدة للمشركين والظالمين والمتجبرين ليروا ما حدث مع أمثالهم.
بيان سنن الله في خلقه.
فائدة لأهل الدعوة في مناهج الأنبياء عند دعوتهم.
تسلية للمبتلين.
تعلم العفاف وكبح الشهوات كما في قصة سيدنا يوسف.
فوائد للقادة وكيفية إدارة شؤون الناس.

يتضمن كتاب الله عز وجل وهو القرآن الكريم العديد من قصص الأنبياء مع أقوامهم، وكل شيء في القران جاء لحكمة ومنه نستمد الشريعة والعقيدة والأخلاق، وقد قص الله علينا في كتابه أحسن القصص “نحن نقص عليك أحسن القصص لما أوحينا…”، وهذا يتناول كل ما قصه الله علينا في القران، وكان لإيراد هذه القصص فوائد عدة لتربية الأفراد والمتجمعات والقادة والدعاة ودروس وعظة للكفار.


ومن هذه الفوائد أن نفقه ما جاءت به هذه القصص وما حدث وما فعله أهل الحق ونجاتهم وما فعله أهل الباطل وعقوبتهم وكل ذلك فيه عبرة للمؤمن قال تعالي: “لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب”.


التحدي العظيم لأهل الكتاب: لأن أهل الكتاب في هذا العصر كانوا يعلمون باخبار الأنبياء، فتحداهم القرآن بذكر هذه القصص وأثبت أحقية المسلمين بوصفهم بالعلماء عن أحبار اليهود، كما في قوله تعالي: “تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا”.

بيان سنن الله في خلقه: في قصص القران بيان للسنن التي جرت على الأقوام السابقة، وهي تجري على الأقوام اللاحقة وليعتبر بها المؤمنون.


تسلية للمبتلين: في قصص القران ابتلاءات مثل ابتلاء سيدنا أيوب بالمال والأولاد والنفس، وإغراء إبليس لقوم سيدنا أيوب لطرده، فهذا تسلية للمبتلين بذكر قصة البلاء مع نصر الله له، وفي ذلك تسلية للمبتلى وإعانته على الصبر وبناء الشخص المؤمن القوي.

لماذا يتم تكرار القصص في القرآن
لعدة فوائد منها:

زيادة بعض التفاصيل التي لم تذكرها الآيات من قبل.
عدم الممل من القصة.
تأكيد التحدي الذي تحدى به القران المشركون.
التناسق بين الموضوع والمناسبة التي وردت القصة من أجلها.
زيادة بعض التفاصيل التي لم تذكرها الآيات من قبل: فعلى سبيل المثال زادت سورة الحجر في وصف الأصل الذي خُلق منه سيدنا آدم “من صلصال من حمأ مسنون” وهذا الوصف الزائد لم يُذكر في سورة الأعراف التي تناولت خلق سيدنا آدم.


عدم الممل من القصة: لأن العرض الجديد لها يشد الأسماع ويلفت الأنظار، وتبقى هناك متعة بين القارئ والنص القرآني أنه سيعلم شيء مختلف عن هؤلاء القوم الذي تم ذكرهم في سورة سابقة.

تأكيد التحدي الذي تحدى به القران المشركون: فقد تحدي القرآن المشركون أن يأتوا بشيء مثله، فهذا التنوع في السرد والعبارات دليل على عجزهم عن الإتيان بمثله.

التناسق بين الموضوع والمناسبة التي وردت القصة من أجلها: فأحيانًا تقتضي المناسبة إبراز معنى في الحوار لم يكن ضروري إبرازه في حوار آخر، وذلك من بلاغة وإعجاز القرآن.


كما أن هذا التكرار للقصص في القران الكريم يتم في سياقات مختلفة وألفاظ مترادفة وهو من سمات القصص القرآني الظاهر، فيتكرر ذكر القصة الواحدة أكثر من مرة في السور وفي كل مرة يتنوع السياق ويتعدد الأسلوب، ونرى القصة ترد بعبارات جديدة وأحداث جديدة.

وذلك من الأنماط المتنوعة من أساليب البلاغة والبيان، ولذلك عد الكثير من العلماء والمفسرون أن هذا التكرار والتنوع من مظاهر الفصاحة والبيان، وقد قال الزركشي -رحمه الله-: “إبراز الكلام الواحد في فنون كثيرة وأساليب مختلفة لا يخفى ما فيه من الفصاحة”.

ومن الأقوام التي ذكرت في القرآن وتكرر ذكرها كانت أقوام عاد وثمود وبني إسرائيل وهم قوم سيدنا موسى، حتى أن بني إسرائيل وسيدنا موسى هم أكثر قوم تم ذكرهم في القرآن بشدة حتى أن بعض السلف قالوا: “كاد القرآن أن يكون كله لموسى -عليه السلام-”

القصص القرآني وبني إسرائيل
من قرأ القرآن سيلاحظ أن أكثر ثوم تم ذكرهم في القرآن كانوا بني إسرائيل وهم قوم سيدنا موسى، بالرغم من ذكر أقوام سابقة مثل:

قوم نوح.
عاد وثمود.
قوم صالح.
يونس ولوط.
قوم إبراهيم.
وهؤلاء جميعًا كانوا قبل بني إسرائيل، ولكن جاء ذكرهم في القرآن في معرض أخذ العبر عندما حل بهم العذاب لتكذبيهم الأنبياء والرسل فاستحقوا العقوبة على ذلك، وإنما نجد ذكر بني إسرائيل كان أكثر منهم جميعًا مجتمعين ويعود ذلك لعدة أسباب:

أن أكثر الرسل الذين تم ذكرهم في القرآن كانوا من بني إسرائيل.
أن بعض بني إسرائيل سكن الجزيرة العربية وكان لهم موقف معارض للتوحيد، وذكر قصصهم كان للبرهنة على صدق النبي عليه الصلاة والسلام.
إخبار المسلمين بهؤلاء القوم وأنهم قوم بهت، ويضغنون العداوة والبغضاء للآخرين.
تحذير المسلمين من صفات بني إسرائيل لأنهم أكثر قوم أُرسل إليهم رُسل وقد كذبوا بجميعهم.
بني إسرائيل كانوا القوم المختار، وقد تم استبدالهم بقوم سيدنا محمد، ويجب علينا أن نعرف صفات القوم الذين استبدلهم الله حتى لا نُستبدل مثلهم.

لذلك فقد تم ذكر بني إسرائيل في أكثر القرآن لمعرفة ما أنعم الله به عليهم، وكفرانهم بهذه النعم وتكذبيهم للرسل، وأن الله أمهلهم حتى بعد قتلهم للانبياء، ولذلك فقد استبدلهم الله بقوم آخرين وهم قوم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.

وذكر صفات بني إسرائيل وقصصهم كان من حجج القرآن على أنه هو الحق وتحدي كبير لليهود بذكر كل ما فعلوه مع أنبيائهم خاصة مع سيدنا موسى.

مقاصد القصص القرآني
إثبات الوحدانية لله عز وجل والامر بعبادته.
وإثبات الوحي والرسالة.
إثبات البعث والجزاء.
تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم وأمته.
العبرة بأحوال المرسلين وأممهم.
بيان جزاء الأمم السابقة ونهاية مصيرهم.
تربية المؤمنين على العقيدة الصحيحة والإيمان بالله.
الدعوة إلى الخير والإصلاح ومنع الفساد.
مواجهة اليأس والصبر.
بيان قدرة الله المطلقة من ذكر المعجزات والخوارق التي جاءت لتدل على قدرة الله عز وجل.
بيان نعم الله على أوليائه وأنبيائه.
والنظر في ذكر الأقوام السابقة سواء كان جاء ذكر الأقوام السابقة بالترتيب ام لا ولكن النظر إلى قصصهم وأفعالهم وما استحقوه على ذلك من نعيم أو عذاب فيه عبرة للمؤمن والكافر وأهل الكتاب والجاحدين بالقران فقد جاء القرآن لكافة الناس.