سوالف

مدينة نيويورك الأمريكية تفتح حربا من نوع آخر

مدينة نيويورك الأمريكية تفتح حربا من نوع آخر

للعلّم - أطلقت مدينة نيويورك حملة جديدة وغير تقليدية لمكافحة واحدة من أكثر القوارض إزعاجاً، وذلك عبر توزيع طُعم ممزوج بحبوب منع الحمل في أرجاء المدينة.

وقد بدأ تنفيذ البرنامج الأسبوع الماضي في حي هارلم، بتكلفة سنوية تُقدّر بنحو 600 ألف دولار. ويشمل المشروع توفير الحبوب المخصّصة للحد من تكاثر الجرذان، بالإضافة إلى تمويل فريق يتألف من خمسة موظفين بدوام كامل، من بينهم عالم أبحاث ومساعد لمكافحة الآفات، وفقًا لوثائق مجلس المدينة.

ويأتي هذا الإجراء بعد خطوة سابقة تمثّلت في وضع حاويات قمامة مبتكرة تُعرف باسم "صناديق الإمباير" في نفس الحي، بهدف منع الجرذان من العثور على بقايا الطعام المنتشرة على الأرصفة.

وفي تصريح لصحيفة "نيويورك بوست"، أعربت مفوضة مكافحة الجرذان، كاثلين كورادي، عن تفاؤلها بالمشاريع الجديدة الخاصة باحتواء النفايات، موضحة أن تقليل مصادر الطعام يضعف قدرة الجرذان على التكاثر. وأضافت: "العلم يخبرنا أن القضاء على ظروف النمو المناسبة هو السبيل لتحقيق انخفاض مستدام في أعدادها، ونحن نلمس بالفعل نتائج واعدة".

وتعتمد استراتيجية المدينة على إنشاء "محطات لمنع الحمل لدى الجرذان"، حيث تحتوي على طُعم يجذب القوارض، ويعمل على تثبيط الإباضة لدى الإناث وتقليل خصوبة الذكور.

ويمثل هذا الجهد جزءًا من "قانون فلاكو" الذي أقره مجلس المدينة بعد أن تُوفيت البومة الشهيرة "فلاكو" نتيجة لتعرضها للسم المستخدم في قتل الجرذان.

ووفقًا لممثلي المدينة، فإن هذه الحبوب توضع في حاويات آمنة مقاومة للعبث، وتشكل خطرًا ضئيلًا جدًا على البشر أو الحيوانات الأليفة أو الكائنات البرية غير المستهدفة.

ومن المقرر أن يُجري قسم الصحة في المدينة عمليات تفتيش شهرية لرصد وجود الجرذان، فيما سيُرفع تقرير مفصل إلى العمدة ومجلس المدينة بعد نهاية المرحلة التجريبية الممتدة لعام كامل لتقييم فعالية البرنامج.

وعلى الرغم من أن بعض أحياء المدينة شهدت انخفاضًا في عدد بلاغات رؤية الجرذان خلال الأشهر الستة الماضية – نتيجة تطبيق حاويات نفايات مغلقة – فإن حي غرب هارلم، حيث يُنفّذ البرنامج الجديد، سجّل ارتفاعًا بنسبة 7.8% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بحسب تحليل لصحيفة "نيويورك بوست".

وترى كورادي أن نجاح الحملة يعتمد بدرجة كبيرة على تعاون أصحاب العقارات، مشيرة إلى أن معظم الممتلكات (98%) في المدينة تابعة للقطاع الخاص. وأكدت أن "تغيير السلوك البشري أمر صعب، ولكن ضروري للحد من أعداد الجرذان".

واختتمت كورادي بالتأكيد على أن القوارض بطبعها محلية، ولا تتحرك بعيدًا عن أماكن إقامتها بحثًا عن الطعام، مما يعني أن القضاء على مصادر الغذاء في منطقة ما لا يؤدي بالضرورة إلى انتقال الجرذان إلى مناطق أخرى.