منوعات

الدماغ والسكر .. علاقة لذيذة ولكن معقدة!

الدماغ والسكر ..  علاقة لذيذة ولكن معقدة!

للعلّم - كشفت دراسة علمية حديثة عن جانب مثير من العلاقة بين الدماغ والسكر، حيث وجد الباحثون أن المنطقة نفسها في الدماغ التي تتفاعل مع السكر لدى البشر، تُظهر استجابة مماثلة تمامًا عند الفئران. هذه النتيجة قد تبدو بسيطة، لكنها تُسلّط الضوء على الطريقة التي يتعامل بها الدماغ مع "المكافأة الحلوة"، وكيف يمكن أن تؤثر على سلوكنا الغذائي وإدماننا للسكريات.

ما الذي يحدث في الدماغ عند تناول السكر؟

عندما نتذوّق شيئًا حلوًا، يقوم الدماغ بإطلاق الدوبامين، وهو الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالسعادة والتحفيز.
هذا الإطلاق المفاجئ يجعلنا نرغب بالمزيد — تمامًا كما يحدث عند الفئران، وفقًا لما لاحظه الباحثون في التجارب.

وتتركز هذه الاستجابة في منطقة تُعرف باسم النواة المتكئة (Nucleus Accumbens)، وهي المسؤولة عن الإحساس بالمكافأة والمتعة. بعبارة أخرى، السكر لا يُرضي الذوق فحسب، بل يُكافئ الدماغ نفسه، مما قد يفسّر سبب صعوبة مقاومة الحلويات.

تشابه مذهل بين البشر والفئران

ما أثار دهشة العلماء هو مدى التشابه في النشاط العصبي بين البشر والفئران.
فقد أظهرت الفحوصات أن نفس المسارات العصبية تُثار في الدماغين عند تذوّق السكر، ما يجعل الفئران نموذجًا دقيقًا لدراسة تأثيرات السكر على الدماغ البشري.

هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام أبحاث جديدة تهدف إلى فهم آلية الإدمان الغذائي، وكيف يمكن السيطرة عليها بطرق آمنة وصحية.

هل السكر إدمان فعلاً؟

بينما لا يُصنَّف السكر رسميًا كمادة مسببة للإدمان مثل المخدرات، إلا أن تأثيره على دوائر المكافأة في الدماغ يجعله قريبًا جدًا من هذا التصنيف.
كلما تناولنا المزيد من السكر، ازدادت رغبتنا في المزيد، مما يدخلنا في حلقة مفرغة من اللذة اللحظية والندم اللاحق.

تُثبت هذه الدراسة أن حبّنا للحلويات ليس مجرد عادة، بل استجابة بيولوجية حقيقية ومتشابهة بين الإنسان والحيوان.
وربما بات علينا أن نتعامل مع السكر ليس كعدو، ولا كصديق دائم، بل كضيف يجب أن نزوره بين حينٍ وآخر — لا أن نسكن معه!