الاستيطان الرعوي يلتهم الضفة
هناك ما يسمى بالاستيطان الرعوي الذي يدرج في الشجب أو الاحتجاج، ولا تتصدى له أي جهة، ففي حين الاستيطان المتواصل خلال ثلاثين سنة 1.5% من مساحة الأرض، فإن الاستيطان الرعوي التهم أكثر من ثلث الضفة الغربية، فما هي قصة الاستيطان الرعوي الذي نأتي على ذكره الآن؟
بعد الأخبار عن اعلان الحكومة الاسرائيلية عن اقامة 22مستوطنة جديدة في محاولتها المستمرة السيطرة على كل الأرض الفلسطينية.
الاستيطان الرعوي مثاله (يطلق المستوطنون أبقارا يأتون بها الى أراضي القرى الفلسطينية لتسير فيها وترعى، ويبدأ دفع هذه الأبقار ببقرة أو اثنتين، حتى إذا تصدى لها الفلاح صاحب الأرض، جاءه المستوطن المسلح وطلب منه ترك الأبقار تمشي حيث تشاء، إذ أنها تمشي بتوجيه كمايقول بتوجيه الرب، وحيث تصل، لا بد من المصادرة وإقامة استيطان جديد ترعى فيه الأبقار ويعقبه البناء والمصادرة.
هذا الاستيطان دفع أحد الباحثين الجادين في الاستيطان أن يجوب المنطقة المستهدفة وغيرها، ليجد أن هناك على الطريق بين نابلس ورام الله، قد أقيمت مستوطنتان جديدتان في كل واحدة منها 50 الى 60 وحدة سكنية، وتقعان على جبل بين مستوطنتي عيلي وشيلون وهما لم يذكرا في الاعلانات أو التقارير أو الأخبار أو لوحات المستوطنين ولا في قرارات الحكومة الاسرائيلية ولا حتى بيانات او معرفة السلطة الفلسطينية، وقد ظهرتا كما يقول الباحث كالورم السرطاني وبشكل مفاجئ.
إذن أبقار المستوطنين هي التي تحدد مكان مصادراتهم ووصولهم، وهي تذكر بقول قديم لموشي ديان وزير الحرب الاسرائيلي الأسبق، حين قال، حدودنا تصل حيث تصل بساطير جنودنا، أما الآن فإن الكلفة أقل حين تكون الحدود حيث تصل أبقار المستوطنين.
الطريقة الجديدة إذن أن يطلق المستوطنون المسلحون أبقارهم ويمشون خلفها ليحددوا استيطانهم، لتكون المنطقة التي تقطعها الأبقار وترعى فيها هي ملك للمستوطنين أصحاب الأبقار. وفي حال الاحتجاج الفلسطيني من أهل القرى يجري اقتحام قراهم ومزارعهم وحرقها وتدميرها، وكأنه جرى الاعتداء على أبقار مقدسة.
في حين يحظر على أي فلسطيني أن يرعى باغنامه كما رأينا في مناطق الاغوار والخان الأحمر ومسافر يطا ومجمعات البدو الذين دمرت مضاربهم ورحلوا.
هذا الأمر يسير ويصدر رون ويمر وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة نتنياهو تشريعاً جديداً يطبق فيه القانون على 65% من مساحة الضفة الغربية، بينما يطالب تيار آخر يقوده يسرائيل غاتس، بضم كامل الضفة الغربية كما يطالب سموتيرتش وزير المالية الاسرائيلي، زعيم اليهودية الدينية في الحكومة، والمطالبون بضم الضفة، قدموا مخططاً متكاملاً فيه عشرون كانتونا غير متصلة بالضفة الغربية، وقد بدأ الجدال ايهما يؤخذ به مشروع ال 65% أم مشروع الضم الكامل، وفي السياق جاءت الموافقة على اقامة 22 مستوطنة جديدة أمس الأول، ولا نقاش الآن يتطرق الى الوجود الفلسطيني على الإطلاق.
المخطط الذي عرض على الكنسيت والمسمى مخطط كيدار، وتعلم به السلطة الفلسطينية، يعني أن يحشر الفلسطينون في الضفة في (سبعة معازل) وهو من أبشع أشكال الفصل العنصري، وهنا حديث عن عشرين كانتوناً وهذا غير كاف من وجهة نظر اليمين الحاكم.
وفي التطبيق العملي أعلن عن انشاء 22 مستوطنة لاغلاق كل الفضاء الذي بقي في الضفة خاصة في شمالها، حتى لا يبقى موقع متصل جغرافياً بين المدن ولا حتى القرى.
وقد لحق ذلك مشروع منع استخدام الفلسطيني للطرق الرئيسية التي كانوا يستخدمونها وخاصة على طريق نابلس رام الله ومعاليه اوديم وبيت لحم، واستبدالها بطرق فرعية غير مؤهلة مما يفرض المزيد من التقطيع والمعاناة القاسية المصحوبة بعمليات الهدم وتعقيد البناء والدعوة للتهجير، اسوة بمخيم جنين وطولكرم الآن.
وكل ذلك يجري معظمه في مناطق (ج)، التي تشكل ثلث الضفة الغربية و (ب) التي تشكل الثلث الآخر الذي شمله اتفاق أوسلو، حيث صودر منه 34 ألف دونم حتى الآن.
إذن غيرت اسرائيل قواعد اللعبة وودعت كل وعودها واتفاقياتها وأدارت ظهرها للقانون الدولي ومفهوم الاحتلال، ومنعت حتى المندوبين الدوليين من التدخل أو حتى السفراء لدى السلطة من الاطلاع على ما يجري، ومثال ذلك ما حدث عند زيارة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية الاجنبية من رام الله الى جنين، حيث أطلقت النار عليهم في رسالة تحذيرية، أن لا أحد من حقه التدخل في شأن الاحتلال في الضفة والقدس، وأن الأمر متروك للصهيونية الدينية التي تمثل غالبية المستوطنين ومنهم رئيس الشاباك الجديد.
القادة الاسرائيليون المتحكمون في القرار والجيش والاستيطان، يقولون لن نسمح أن ينهار المفهوم العقائدي لنا في الضفة، ولذا لا بد من احكام الاحتلال لها وممارسة التطهير فيها واقتلاع سكانها، ولا مقاومة من طرف السلطة أو اي أطراف فلسطينية، سوى الاستنكار الذي يعتقد اصحابه أنه يمكن أن يحمي الوجود الفلسطيني.
لقد وضعت حكومة نتنياهو السلطة والناس في الضفة الغربية تحت ضغط شديد، وقدمت غزة نموذجاً وتريد استثمار حالة الخوف من الانهيار في محاولة منها اعادة بناء الفصل العنصري بتوفير غطاء له وترويض الحالة الدولية تجاهه.
فهل فقد الفلسطينيون في الضفة الغربية قدرتهم كما تظهر اسرائيل بسكوتهم تجاه ما يجري من إبادة في غزة ليكون ذلك مقدمة لتكرار تجربة غزة عليهم ومسحهم من خارطة التوازنات، وتهميش السلطة كما حدث من تغييبها عن أي قرارات أو زيارات دولية من المبعوثين الامريكيين وغيرهم،
وهل أصبحت معركة الوجود الفلسطيني هي المطروحة؟ إذ أن الضفة الآن بدات تفقد مقومات صمودها في معركة مفتوحة بتهجير متدرج ... لسكانها ضمن مخطط الصهيونية الدينية المنفلتة من عقالها بدون ردّ والذي عبر عنه سموترتش، منذ عام 1917، في برنامج وخرائط عرضت.
الضفة مقبلة على مرحلة خطيرة جداً من ارهاب المستوطنين المتوحش، يذكر باعادة انتاج حالة فلسطين عشية النكبة عام 1948، وطرد الفلسطينيين واقتلاعهم وتجاوز كل الخطوط الحمراء.
بعد الأخبار عن اعلان الحكومة الاسرائيلية عن اقامة 22مستوطنة جديدة في محاولتها المستمرة السيطرة على كل الأرض الفلسطينية.
الاستيطان الرعوي مثاله (يطلق المستوطنون أبقارا يأتون بها الى أراضي القرى الفلسطينية لتسير فيها وترعى، ويبدأ دفع هذه الأبقار ببقرة أو اثنتين، حتى إذا تصدى لها الفلاح صاحب الأرض، جاءه المستوطن المسلح وطلب منه ترك الأبقار تمشي حيث تشاء، إذ أنها تمشي بتوجيه كمايقول بتوجيه الرب، وحيث تصل، لا بد من المصادرة وإقامة استيطان جديد ترعى فيه الأبقار ويعقبه البناء والمصادرة.
هذا الاستيطان دفع أحد الباحثين الجادين في الاستيطان أن يجوب المنطقة المستهدفة وغيرها، ليجد أن هناك على الطريق بين نابلس ورام الله، قد أقيمت مستوطنتان جديدتان في كل واحدة منها 50 الى 60 وحدة سكنية، وتقعان على جبل بين مستوطنتي عيلي وشيلون وهما لم يذكرا في الاعلانات أو التقارير أو الأخبار أو لوحات المستوطنين ولا في قرارات الحكومة الاسرائيلية ولا حتى بيانات او معرفة السلطة الفلسطينية، وقد ظهرتا كما يقول الباحث كالورم السرطاني وبشكل مفاجئ.
إذن أبقار المستوطنين هي التي تحدد مكان مصادراتهم ووصولهم، وهي تذكر بقول قديم لموشي ديان وزير الحرب الاسرائيلي الأسبق، حين قال، حدودنا تصل حيث تصل بساطير جنودنا، أما الآن فإن الكلفة أقل حين تكون الحدود حيث تصل أبقار المستوطنين.
الطريقة الجديدة إذن أن يطلق المستوطنون المسلحون أبقارهم ويمشون خلفها ليحددوا استيطانهم، لتكون المنطقة التي تقطعها الأبقار وترعى فيها هي ملك للمستوطنين أصحاب الأبقار. وفي حال الاحتجاج الفلسطيني من أهل القرى يجري اقتحام قراهم ومزارعهم وحرقها وتدميرها، وكأنه جرى الاعتداء على أبقار مقدسة.
في حين يحظر على أي فلسطيني أن يرعى باغنامه كما رأينا في مناطق الاغوار والخان الأحمر ومسافر يطا ومجمعات البدو الذين دمرت مضاربهم ورحلوا.
هذا الأمر يسير ويصدر رون ويمر وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة نتنياهو تشريعاً جديداً يطبق فيه القانون على 65% من مساحة الضفة الغربية، بينما يطالب تيار آخر يقوده يسرائيل غاتس، بضم كامل الضفة الغربية كما يطالب سموتيرتش وزير المالية الاسرائيلي، زعيم اليهودية الدينية في الحكومة، والمطالبون بضم الضفة، قدموا مخططاً متكاملاً فيه عشرون كانتونا غير متصلة بالضفة الغربية، وقد بدأ الجدال ايهما يؤخذ به مشروع ال 65% أم مشروع الضم الكامل، وفي السياق جاءت الموافقة على اقامة 22 مستوطنة جديدة أمس الأول، ولا نقاش الآن يتطرق الى الوجود الفلسطيني على الإطلاق.
المخطط الذي عرض على الكنسيت والمسمى مخطط كيدار، وتعلم به السلطة الفلسطينية، يعني أن يحشر الفلسطينون في الضفة في (سبعة معازل) وهو من أبشع أشكال الفصل العنصري، وهنا حديث عن عشرين كانتوناً وهذا غير كاف من وجهة نظر اليمين الحاكم.
وفي التطبيق العملي أعلن عن انشاء 22 مستوطنة لاغلاق كل الفضاء الذي بقي في الضفة خاصة في شمالها، حتى لا يبقى موقع متصل جغرافياً بين المدن ولا حتى القرى.
وقد لحق ذلك مشروع منع استخدام الفلسطيني للطرق الرئيسية التي كانوا يستخدمونها وخاصة على طريق نابلس رام الله ومعاليه اوديم وبيت لحم، واستبدالها بطرق فرعية غير مؤهلة مما يفرض المزيد من التقطيع والمعاناة القاسية المصحوبة بعمليات الهدم وتعقيد البناء والدعوة للتهجير، اسوة بمخيم جنين وطولكرم الآن.
وكل ذلك يجري معظمه في مناطق (ج)، التي تشكل ثلث الضفة الغربية و (ب) التي تشكل الثلث الآخر الذي شمله اتفاق أوسلو، حيث صودر منه 34 ألف دونم حتى الآن.
إذن غيرت اسرائيل قواعد اللعبة وودعت كل وعودها واتفاقياتها وأدارت ظهرها للقانون الدولي ومفهوم الاحتلال، ومنعت حتى المندوبين الدوليين من التدخل أو حتى السفراء لدى السلطة من الاطلاع على ما يجري، ومثال ذلك ما حدث عند زيارة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية الاجنبية من رام الله الى جنين، حيث أطلقت النار عليهم في رسالة تحذيرية، أن لا أحد من حقه التدخل في شأن الاحتلال في الضفة والقدس، وأن الأمر متروك للصهيونية الدينية التي تمثل غالبية المستوطنين ومنهم رئيس الشاباك الجديد.
القادة الاسرائيليون المتحكمون في القرار والجيش والاستيطان، يقولون لن نسمح أن ينهار المفهوم العقائدي لنا في الضفة، ولذا لا بد من احكام الاحتلال لها وممارسة التطهير فيها واقتلاع سكانها، ولا مقاومة من طرف السلطة أو اي أطراف فلسطينية، سوى الاستنكار الذي يعتقد اصحابه أنه يمكن أن يحمي الوجود الفلسطيني.
لقد وضعت حكومة نتنياهو السلطة والناس في الضفة الغربية تحت ضغط شديد، وقدمت غزة نموذجاً وتريد استثمار حالة الخوف من الانهيار في محاولة منها اعادة بناء الفصل العنصري بتوفير غطاء له وترويض الحالة الدولية تجاهه.
فهل فقد الفلسطينيون في الضفة الغربية قدرتهم كما تظهر اسرائيل بسكوتهم تجاه ما يجري من إبادة في غزة ليكون ذلك مقدمة لتكرار تجربة غزة عليهم ومسحهم من خارطة التوازنات، وتهميش السلطة كما حدث من تغييبها عن أي قرارات أو زيارات دولية من المبعوثين الامريكيين وغيرهم،
وهل أصبحت معركة الوجود الفلسطيني هي المطروحة؟ إذ أن الضفة الآن بدات تفقد مقومات صمودها في معركة مفتوحة بتهجير متدرج ... لسكانها ضمن مخطط الصهيونية الدينية المنفلتة من عقالها بدون ردّ والذي عبر عنه سموترتش، منذ عام 1917، في برنامج وخرائط عرضت.
الضفة مقبلة على مرحلة خطيرة جداً من ارهاب المستوطنين المتوحش، يذكر باعادة انتاج حالة فلسطين عشية النكبة عام 1948، وطرد الفلسطينيين واقتلاعهم وتجاوز كل الخطوط الحمراء.