سوالف

وحدي في المجهول: حين يُرهقكِ الخوف من الغد وتعصف بكِ فوبيا المستقبل

وحدي في المجهول: حين يُرهقكِ الخوف من الغد وتعصف بكِ فوبيا المستقبل

للعلّم - ليالٍ طويلة تقضينها بالتفكير… ماذا لو لم أنجح؟ ماذا لو بقيتُ وحدي؟ ماذا لو لم يكن الغد أفضل؟
هي ليست مجرد تساؤلات عابرة، بل دوامة فكرية مرهقة تُعرف بـ فوبيا المستقبل والوحدة – واحدة من أكثر المخاوف الصامتة انتشارًا في العصر الحديث، خاصة بين النساء الطموحات الحالمات اللواتي يحملن في قلوبهن أكثر مما يظهرن.

ما هي فوبيا المستقبل؟
فوبيا المستقبل أو Chronophobia هي خوف مرضي من المجهول القادم، تترافق غالبًا مع قلقٍ دائم بشأن الحياة، العمل، العلاقات، وحتى الصحة. وعندما تتزاوج هذه الفوبيا مع الخوف من الوحدة، فإنها تخلق شعورًا داخليًا بالخواء، وكأنكِ محاصرة في غرفة بلا نوافذ.

كيف يظهر هذا الخوف؟
القلق المستمر من "الفراغ العاطفي" أو عدم وجود شريك حياة.

تفكير زائد في المستقبل لدرجة فقدان الحاضر.

قلة النوم أو الكوابيس المتكررة.

فقدان الشغف، وتأجيل القرارات المهمة خوفًا من الخطأ.

مقارنات دائمة مع من حولكِ وكأن الزمن يسبقكِ بخطوات.

من أين يأتي هذا الشعور؟
ضغوط المجتمع: "متى ستتزوجين؟" "ماذا حققتِ؟"

تجارب سابقة: فشل، خذلان، أو وحدة غير مرغوبة.

عقلكِ المثالي: الذي يريد خطًا مستقيمًا لحياة غير مستقيمة أصلًا.

كيف تتعاملين أنثويًا وذكيًا مع فوبيا المستقبل والوحدة؟
1. ابدئي من الحاضر:
ركّزي على ما بين يديكِ اليوم. المستقبل يُبنى بلحظات صغيرة. لا تسمحي له بخطف متعة اللحظة.

2. أعطي لنفسكِ حق الاختيار لا الاستسلام:
لستِ مضطرة للركض وفق خطط الآخرين. اختاري مساركِ، حتى وإن كان مختلفًا أو أبطأ.

3. دلّلي وحدتكِ... لا تعاقبيها:
اجعلي لحظاتكِ مع نفسكِ ممتعة. حضّري عشاءً لنفسك، اقرئي رواية، ضعي عطرًا تحبينه، شاهدي فيلمًا دافئًا. الوحدة ليست نقمة، بل فرصة للتواصل مع ذاتكِ.

4. ضعي خطة مرنة لا صارمة:
اكتبي أهدافًا خفيفة قابلة للتعديل، بدون جلد أو ضغط. كأن تقولي: "سأحاول"، بدلًا من "يجب أن أكون".

5. تواصلي... تواصلي... تواصلي:
ابحثي عن الدفء في العلاقات الصادقة، ولو كانت قليلة. لا تحتاجين عشرات الأشخاص… يكفي قلب واحد يشعر بكِ.

6. استشيري متخصصًا عند الحاجة:
إذا بدأ القلق يعطّل حياتكِ اليومية، فلا تترددي في التحدث إلى معالج نفسي. الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الجسدية.

وأخيرًا يا أنيقة الروح:
المستقبل لا يطلب منكِ أن تتنبئي به، بل أن تكوني قوية بما يكفي لمواجهته.
أما الوحدة، فليست عيبًا، بل مساحة تنبت فيها أجمل زهرة: نفسكِ.
امنحي نفسكِ الحب الذي تبحثين عنه… فحين يهدأ قلبكِ، كل شيء يُصبح أسهل.