سوالف

في متاهة القوام المثالي: كيف تتحول الرشاقة إلى هاجس؟

في متاهة القوام المثالي: كيف تتحول الرشاقة إلى هاجس؟

للعلّم - في زمن تصدّرت فيه الصور المثالية على مواقع التواصل، وأصبحت المقارنة عادة يومية، تحوّلت الرغبة في الجمال والرشاقة إلى هوس قاتل بالنحافة لدى كثير من الفتيات. فبدلًا من أن يكون الجسم الصحي هدفًا، أصبح الرقم على الميزان معيارًا للقيمة الذاتية.

فما هو هوس النحافة؟ وما الذي يجعله خطيرًا؟ والأهم، كيف يمكن حماية نفسكِ أو من تحبين من الوقوع في فخه؟

ما هو هوس النحافة؟
هو اضطراب نفسي يتجسد في هوس مفرط بفقدان الوزن، حتى عندما يكون الجسم في حالة طبيعية أو حتى نحيفة بالفعل. الشخص المصاب بهوس النحافة لا يرى جسده كما هو في الواقع، بل يشعر دائمًا أنه "سمين" ويحتاج لتقليل وزنه أكثر، حتى وإن تسبب ذلك في تدهور صحته الجسدية والنفسية.

لماذا هو خطير؟
اضطرابات الأكل: مثل فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa) أو الشره المرضي (Bulimia).

نقص حاد في العناصر الغذائية: يؤدي إلى فقر الدم، ضعف المناعة، وتساقط الشعر.

تأثيرات نفسية: قلق، اكتئاب، عزلة اجتماعية، وانعدام تقدير الذات.

خطر على الخصوبة: يؤدي فقدان الدهون الزائد إلى اضطرابات في الدورة الشهرية، بل وقد يؤثر على الإنجاب.

دور السوشيال ميديا في تضخيم الأزمة:
صور الفاشينيستات والموديلات المعدّلة بالفلاتر ترسّخ صورة واحدة للجمال: النحافة المُفرطة.

تحديات خسارة الوزن السريعة تشجّع على ممارسات غير صحية.

مقاطع "قبل وبعد" قد تعطي إيحاءً بأن السعادة لا تأتي إلا مع جسم نحيف.

خطوات عملية لتفادي الوقوع في هوس النحافة:
1. ركزي على الصحة لا الرقم:
هل تشعرين بالنشاط؟ هل دورتكِ الشهرية منتظمة؟ هل تنامين جيدًا؟ هذه هي مؤشرات الصحة الحقيقية، لا رقم الميزان.

2. تابعي صفحات تعزز صورة الجسد المتوازن:
تابعي مؤثرات يُظهرن أجسامًا متنوعة، ويتحدثن عن تقبّل الذات والحب الصحي للجسم.

3. تجنبي الأنظمة القاسية والعشوائية:
الدايت القاسي يُدمّر جسمكِ ونفسيتكِ. الحل دائمًا في التوازن والاستدامة.

4. استشيري مختصًا عند الحاجة:
إذا لاحظتِ تغيرات حادة في علاقتكِ بالطعام، أو أفكارًا سلبية مستمرة حول جسدكِ، فلا تترددي في استشارة أخصائية نفسية أو تغذية.

5. تحدثي عن مشاعركِ:
قد تكونين في صراع داخلي لا يظهر للخارج. تحدثي مع أمكِ، صديقتكِ، أو مرشدة نفسية لتخفيف الضغط.

في الختام:
جسمكِ ليس عدوكِ، بل هو بيتكِ… وبيتكِ يستحق الحب والرعاية لا القسوة.
النحافة ليست مقياسًا للنجاح أو القبول. الأجمل أن تكوني مرتاحة في جلدكِ، محبّة لذاتكِ، ومتزنة في اختياراتكِ.

تذكّري: الجمال ليس في حجم الجسد، بل في قوة حضوركِ، إشراقة روحكِ، وسلامكِ الداخلي.