موضة

هل مستحضرات العناية بـ الشعر والبشرة الخالية من الكبريتات دائمًا الأفضل؟

هل مستحضرات العناية بـ الشعر والبشرة الخالية من الكبريتات دائمًا الأفضل؟

للعلّم - في السنوات الأخيرة، ظهرت موجة واسعة من الدعوات لاستخدام المستحضرات الخالية من الكبريتات، خصوصًا في مجال العناية بالشعر والبشرة. أصبحت الكلمات مثل "خالية من الكبريتات"، و"نقية"، و"طبيعية" علامات تسويقية محببة على عبوات الشامبو والصابون وغسولات الوجه. ورغم فوائد هذا النوع من المنتجات لبعض الفئات، إلا أن هناك جانبًا آخر أقل تداولًا: لماذا قد لا تكون المستحضرات الخالية من الكبريتات مناسبة للجميع؟ وهل هي فعلًا الخيار الأفضل دومًا؟

ما هي الكبريتات؟ ولماذا تُستخدم؟
الكبريتات (Sulfates) هي مركبات منظّفة تُستخدم منذ عقود في مستحضرات التجميل والعناية الشخصية. أكثرها شيوعًا: Sodium Lauryl Sulfate (SLS) وSodium Laureth Sulfate (SLES). وتُعرف بقدرتها الفائقة على تكوين رغوة كثيفة وتنظيف الدهون والشوائب بكفاءة عالية.

السبب وراء التحول إلى المستحضرات الخالية من الكبريتات
دُفعت الشركات لإنتاج مستحضرات خالية من الكبريتات بسبب شكاوى بعض المستهلكين من:

تهيج فروة الرأس أو البشرة الحساسة.

جفاف الشعر، خاصة المجعد أو المصبوغ.

فقدان الزيوت الطبيعية من الجلد والشعر.

ومع ذلك، فإن التخلص التام من الكبريتات ليس دائمًا الخيار الأمثل، وإليك الأسباب:

1. قد لا تنظف بفعالية كافية
المستحضرات الخالية من الكبريتات غالبًا ما تكون ألطف، لكنها لا تملك القدرة نفسها على إزالة الزيوت والأوساخ الثقيلة، خاصة إذا:

كنت تستخدم الكثير من منتجات التصفيف أو الزيوت.

تعيش في بيئة ملوثة أو حارة تؤدي لتراكم العرق والدهون.

تعاني من فروة رأس دهنية.

النتيجة؟ تراكم المنتج، انسداد المسام، وملمس دهني مزعج في الشعر أو البشرة.

2. ليست مناسبة لجميع أنواع الشعر
رغم أن الشعر المجعد والجاف يستفيد من اللطف الذي تقدمه المستحضرات الخالية من الكبريتات، إلا أن:

الشعر الناعم أو الخفيف قد يُصبح أثقل وأقل حيوية.

الشعر الدهني قد يبدو غير نظيف بعد الغسل.

هذا لأن تركيبة الشامبو الخالي من الكبريتات لا تزيل الدهون بالشكل المطلوب.

3. قد تحتوي على بدائل مهيجة
بعض الشركات تعوّض غياب الكبريتات باستخدام بدائل اصطناعية مثل Cocamidopropyl Betaine، والتي قد تسبب تهيجًا لبعض أنواع البشرة. لذا، مصطلح "خالٍ من الكبريتات" لا يعني بالضرورة "آمن لكل الناس".

4. ليست دائمًا الخيار الأفضل للبشرة
إذا كنتِ تستخدمين غسول وجه أو جسم خالٍ من الكبريتات، ولاحظتِ أنه لا ينظف بعمق أو يترك بقايا على الجلد، فقد يكون السبب هو التركيبة اللطيفة جدًا، خاصة لمن يملكون بشرة دهنية أو معرضة لحب الشباب. في هذه الحالة، تنظيف غير كافٍ قد يؤدي إلى انسداد المسام وزيادة البثور.

5. السعر المرتفع دون فائدة ملموسة
غالبًا ما تكون المستحضرات الخالية من الكبريتات أغلى ثمنًا، ومع ذلك، فإن الفارق في الأداء لا يكون ملحوظًا لدى الجميع. لذلك، دفع تكلفة أعلى مقابل "شعور أفضل" فقط ليس خيارًا منطقيًا للجميع.

إذًا، ما الحل؟ كيف تختارين المنتج المناسب؟
الحل ليس في الابتعاد التام عن الكبريتات أو التمسك بها، بل في معرفة طبيعة شعرك وبشرتك، واختيار المستحضر وفقًا لذلك. إليكِ بعض النصائح:

إذا كنتِ تعانين من الجفاف أو الحكة أو الشعر التالف، جربي منتجًا خاليًا من الكبريتات.

إذا كان شعرك دهنيًا أو فروة رأسك تحتاج لتنظيف عميق، لا بأس باستخدام شامبو يحتوي على الكبريتات بشكل معتدل.

اختاري المنتجات التي تحتوي على مكونات مرطبة ومتوازنة في الحموضة.

لا تنخدعي بمصطلحات التسويق فقط، وراجعي المكونات الفعلية على العبوة.

الخلاصة: الاعتدال هو الأساس
المستحضرات الخالية من الكبريتات قد تكون مفيدة للبعض، لكنها ليست الحل السحري للجميع. الكبريتات ليست "عدوًا"، بل مكوّن فعّال قد تحتاجينه من وقت لآخر، خصوصًا إذا كان شعرك أو بشرتك تتطلبان تنظيفًا أعمق. الأهم دائمًا هو الاستماع لاحتياجاتك الشخصية واختيار ما يناسبك، لا ما يُروّج له فقط.