منوعات

الصيام وصحة الدماغ: ماذا تقول المراجعات الطبية الحديثة؟

الصيام وصحة الدماغ: ماذا تقول المراجعات الطبية الحديثة؟

للعلّم - لا يزال السؤال الأزلي يعود كل عام: هل الصيام يُضعِف التركيز؟ وهل يتأثر أداء الدماغ عندما يبقى بلا طعام لساعات طويلة؟ مراجعات طبية حديثة تقدّم إجابة مطمئنة للكبار، وتكشف أن الدماغ أكثر ذكاءً مما نعتقد… بل قد يكون الصيام صديقًا خفيف الدم يعرف كيف يدير الطاقة بكفاءة مدهشة.

ماذا تقول المراجعات العلمية؟

تُظهر مراجعات منشورة في مجلات طبية مرموقة أنّ الصيام – سواء في رمضان أو في أنماط الصيام المتقطع – لا يضعف الأداء العقلي للبالغين الأصحّاء. الذاكرة والتركيز والقدرة على اتخاذ القرار تبقى في مستوياتها الطبيعية، شرط أن يكون الشخص معتادًا على الصيام وملتزمًا بالترطيب والتغذية المتوازنة خارج ساعات الصوم.

السبب؟

الدماغ يعتمد أساسًا على الجلوكوز، لكنه عند غياب الطعام يبدأ باستخدام الكيتونات كمصدر طاقة بديل.

الكيتونات أثبتت أنها فعّالة جدًا في دعم الوظائف الإدراكية.

الجسم يفعّل آليات "ترشيد الطاقة" فيخفّض الإرهاق ويحافظ على الوضوح الذهني.

باختصار: الدماغ ليس دراماتيكيًا كما نظن… يغيّر مصادره الغذائية بسهولة ويكمل يومه وكأن شيئًا لم يكن.

وماذا عن التعب الذي نشعر به؟

التعب الذي يعاني منه البعض في بداية الصيام ليس ضعفًا عقليًا، بل هو رد فعل طبيعي لتغيّر نمط الأكل والماء والنوم. ومع التأقلم خلال أيام قليلة، تختفي معظم هذه الأعراض، ويعود الدماغ لعمله بكفاءة عالية.

الصيام والأداء الذهني في العمل

تؤكد المراجعات أن البالغين في بيئات العمل — حتى في المهن التي تتطلب تركيزًا عاليًا — لا يعانون من تراجع معرفي مرتبط بالصيام.
قد يقل النشاط البدني قليلًا، لكن المهارات الإدراكية تبقى متوازنة، خاصة إذا تم تنظيم النوم وتعويض السوائل ليلًا.

الفوائد المحتملة أيضًا

بعض الدراسات تذهب أبعد من ذلك وتقول إن الصيام قد:

يحسّن المرونة العصبية

يدعم وظائف الذاكرة على المدى الطويل

يخفّض الالتهابات المرتبطة بالشيخوخة الدماغية

يرفع هرمونات تساعد على التركيز مثل BDNF

بمعنى آخر: الصيام ليس فقط لا يضر العقل… بل قد يكون في صفّه تمامًا.

الخلاصة

الصيام لا يؤثر سلبًا على الأداء العقلي للبالغين، ويظل الدماغ قادرًا على التفكير، التذكّر، والتحليل دون أية مشكلة. المهم هو ما يحدث خارج ساعات الصيام:

ترطيب جيد

وجبات متوازنة

نوم كافٍ

تجنّب المنبّهات المرهقة

وبذلك يصبح الصيام تجربة متوازنة… بروح خفيفة، وذهن حاضر، ووعي أعلى بعلاقة الجسد والعقل معًا.