منوعات

دراسة تحذّر: النوم تحت الأنوار قد يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب

دراسة تحذّر: النوم تحت الأنوار قد يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب

للعلّم - في زمن أصبحت فيه الإضاءة جزءًا لا يتجزأ من نمط حياتنا، تأتي الدراسات الحديثة لتذكّرنا بأن أجسامنا لا تزال تعتمد على إيقاع بيولوجي حساس، صُمّم على ضوء الشمس وظلام الليل. وقد كشفت دراسة علمية حديثة أنّ النوم تحت الأنوار، حتى لو كانت خافتة، قد يرفع من خطر الإصابة بأمراض القلب واضطرابات التمثيل الغذائي، بسبب تأثيره المباشر على ساعة الجسم الداخلية.

هذا الاكتشاف يفتح بابًا واسعًا لنقاش علمي وصحي حول مدى تأثير الإضاءة الليلية على جودة النوم وصحة القلب على المدى البعيد.

كيف يؤثر الضوء ليلًا على أجسامنا؟

عندما يحل الليل، ينتظر الدماغ إشارة الظلام لإفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم. لكن الإضاءة الاصطناعية، حتى لو كانت ضعيفة مثل ضوء الهاتف أو مصباح صغير، يمكن أن تربك هذه الآلية الدفاعية الطبيعية.

1. اضطراب الساعة البيولوجية

الضوء يجعل الدماغ يعتقد أن الوقت ما يزال نهارًا، ما يؤدي إلى:

تأخر النوم

نوم متقطع

قلة الوصول للنوم العميق

وهذه العوامل ترتبط مباشرة بزيادة الإجهاد على القلب.

2. ارتفاع معدل ضربات القلب أثناء النوم

تشير الدراسة إلى أن وجود الضوء يفعّل الجهاز العصبي الودي، المسؤول عن ردّات الفعل السريعة. هذا النشاط الزائد يمنع الجسم من الدخول في حالة الراحة الكاملة التي يحتاجها القلب ليصلح نفسه.

3. مقاومة الإنسولين

وجد الباحثون أن النوم تحت الضوء قد يزيد من مقاومة الإنسولين، ما يمهد للإصابة بالسكري، وهو أحد أهم عوامل الخطر لأمراض القلب.

من الأكثر تأثرًا بالإضاءة أثناء النوم؟

كبار السن

الأشخاص الذين ينامون في غرف تطل على شوارع مضاءة

من يستخدمون الهواتف قبل النوم

من يعانون أصلًا من ضعف جودة النوم

وتشير الدراسة إلى أن النساء قد يكنّ أكثر عرضة للتأثر، بسبب حساسية الهرمونات للتغيرات البيئية المحيطة.

أبرز نتائج الدراسة

الضوء الليلي يرفع احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم.

يقلل من كفاءة النوم العميق، المسؤول عن تجديد القلب والأوعية الدموية.

يزيد من الدهون الثلاثية في الدم.

يقلل من قدرة الجسم على تنظيم ضربات القلب أثناء النوم.

كل هذه التغيرات، إذا استمرت لسنوات، قد تتحول إلى أرض خصبة لأمراض القلب والشرايين.

كيف يمكن تقليل المخاطر؟

حتى لو كنتِ مضطرة للنوم مع ضوء خافت، يمكن اتخاذ خطوات بسيطة تقلل الضرر:

1. استخدام ستائر معتمة

تساعد على حجب أضواء الشوارع والمباني المجاورة.

2. الابتعاد عن الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل

الضوء الأزرق الصادر من الأجهزة يُعدّ الأكثر تأثيرًا على الميلاتونين.

3. اختيار إضاءة دافئة وليست بيضاء

الإضاءة الصفراء أقل ضررًا على الساعة البيولوجية.

4. ضبط إضاءة الغرفة على أقل مستوى ممكن

الهدف هو جعل الدماغ يشعر بأكبر قدر من الظلام.

5. تجنّب النوم مقابل التلفاز

حتى لو بدا الصوت مهدئًا، الضوء المستمر يضر بجودة النوم.

لماذا نحتاج إلى هذا الوعي الآن؟

تزايد الاعتماد على التكنولوجيا والعيش في مدن مضاءة ليل نهار جعل النوم في ظلام تام أمرًا شبه نادر. ومع ذلك، أجسامنا لا تزال تعمل بقوانين قديمة: الليل للراحة، والضوء للنشاط. أي خلل في هذه المعادلة ينعكس على الصحة، وأول المتضررين هو القلب.

النوم تحت الأنوار قد يبدو أمرًا عاديًا، لكنه يحرم القلب من الراحة العميقة التي يحتاجها كل ليلة. ومع تراكم التأثيرات، تزداد احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسكري وارتفاع الضغط.

الصحة تبدأ من السلوكيات الصغيرة، وربما يكون إطفاء المصباح ليلًا بداية بسيطة نحو حماية أكبر عضو يواصل العمل من أجلنا… القلب.