مجتمعات

الخطيب: خطاب الملك واضح وقوي وداعم للقضية الفلسطينية

الخطيب: خطاب الملك واضح وقوي وداعم للقضية الفلسطينية

للعلّم - قال وزير الخارجية الأسبق عبد الإله الخطيب إن خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي ألقاه في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، جاء في منتهى الوضوح والقوة، ويعكس استمرار جهد جلالته المتواصل، لا سيما خلال العامين الماضيين.

وأضاف الخطيب، أن جلالة الملك، منذ بدء الحرب على غزة، لم يدخر أي جهد لبناء موقف دولي موحد، مشيراً إلى أن الأردن كان من أوائل الدول الداعية والداعمة لحل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد لحل الأزمة.

وبيّن أن خطاب جلالة الملك ركز على القضية المركزية والأهم، وهي ما يجري في الضفة الغربية وقطاع غزة من قتل وتشريد وتجويع، والمعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل حرمانه من أبسط حقوقه.

وأشار الخطيب إلى أن أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة أظهرت بوضوح الحاجة الملحّة لاتخاذ خطوات عملية على الأرض لتحقيق حل الدولتين وتحقيق السلام العادل والدائم.

وأكد أن الملك أشار خلال كلمته إلى تطور الموقف الدولي وزيادة عدد الدول المعترفة بالدولة الفلسطينية، كما نوه إلى تحرك الرأي العام الدولي وتأييده للحقوق الفلسطينية، وضرورة ترجمة ذلك عملياً.

وخلال خطابه في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن قيام الدولة الفلسطينية ليس مكافأة للفلسطينيين، بل هو حق لا جدال فيه.

وأضاف جلالته "لن يتحقق الأمن إلا عندما تبدأ فلسطين وإسرائيل في العيش جنبا إلى جنب. هذا هو حل الدولتين، وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، الذي يدعو لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب دولة إسرائيلية آمنة تعيش بسلام مع جيرانها".

ووجه جلالته تساؤلات في غاية الأهمية حول استمرار معاناة الشعب الفلسطيني جراء القصف العشوائي والتشريد وحرمانهم من حقوقهم الأساسية وكرامتهم الإنسانية.

وقال جلالته: "إلى متى يستمر القصف العشوائي الذي يستهدف الفلسطينيين مراراً وتكراراً. وإلى متى يُستهدف الفلسطينيون ويصابون وتُشوّه أجسادهم مراراً وتكراراً. ويُشردون ويُهجرون من كل شيء مراراً وتكراراً. وإلى متى يُحرمون من حقوقهم الأساسية وكرامتهم الإنسانية مراراً وتكراراً".

وتساءل الملك: "متى سيجد هذا الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي حلا يحمي حقوق جميع الأطراف ويوفر حياة طبيعية للأسر التي تعيش في قلب هذا الصراع؟ ومتى ستستعيد منطقتنا فرص الازدهار والإمكانات بدلاً من المعاناة والدمار؟".

وأوضح جلالته أن هذا الصراع "أقدم صراع مستمر في العالم"، وهو "احتلال عسكري لفلسطين، لشعب مسلوب الإرادة من قبل دولة تدّعي الديمقراطية، وانتهاك صارخ لقرارات الأمم المتحدة المتكررة والقانون الدولي واتفاقيات حقوق الإنسان".

وأضاف: "أن الحرب على غزة واحدة من أحلك الأحداث في تاريخ هذه المنظمة، وبرغم أننا نعيش هذا الرعب في عصور ما قبل الأمم المتحدة، يبقى أن الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي ما زال متصدراً على جدول أعمال الأمم المتحدة على امتداد عقود".

وتابع الملك: "إلى متى سنكتفي بإصدار الإدانة تلو الأخرى دون أن يتبعها قرار ملزم؟ عندما يتعلق الأمر بالصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، يبدو أن ما يدور في مراكز صنع القرار السياسي لا يمتّ بصلة لما يحدث على أرض الواقع من معاناة".

وقال جلالته "على مدى عقود، شهدنا عدة محاولات للتوصل إلى حل من خلال اتفاقيات مرحلية وتدابير مؤقتة لم تنجح أي منها في تحقيق الهدف النهائي".

وتابع "قد يرى كثيرون أن هذه الإجراءات كانت بمثابة وسيلة لتشتيت الانتباه، بينما كانت إسرائيل تستولي على المزيد من الأراضي وتتوسع بالمستوطنات غير القانونية، وتهدم البيوت، وتشرد أحياء بأكملها، وتعرضت الأماكن المقدسة في القدس للتخريب والتدنيس من قبل أولئك الذين يتمتعون بحماية الحكومة.

وأضاف جلالته "على مدى هذه السنين كلها، لم تتمكن العائلات الإسرائيلية أيضا من العيش في أمان حقيقي، لأن العمليات العسكرية لا يمكن أن توفر لها الأمن الذي تحتاجه".

وقال جلالته "كل هذا يتمثل بشكل واضح في غزة، حيث استشهد أكثر من 60 ألف فلسطيني، واستشهد أو أصيب 50 ألف طفل... أميال من الأراضي التي صارت أنقاضا محترقة... دُمرت الأحياء والمستشفيات والمدارس والمزارع وحتى المساجد والكنائس، وانتشرت المجاعة".

وشدد جلالته على أن ما نراه هو مجرد لمحة، فلم يسبق في التاريخ الحديث أن تم منع عدسات وسائل الإعلام الدولية بهذا الشكل، من نقل الواقع كما هو، وبعد مرور عامين تقريبا، لا تزال قسوة هذا العدوان مستمرة بلا توقف.

المملكة