منوعات

تأثير التجارب الاجتماعية على صحة الدماغ وخطر الخرف

تأثير التجارب الاجتماعية على صحة الدماغ وخطر الخرف

للعلّم - أجرى فريق دولي من العلماء دراسة موسعة لاستكشاف كيفية تأثير التجارب الاجتماعية عبر مراحل الحياة المختلفة على نمو الدماغ ووظائفه، ومدى ارتباطها بضعف الإدراك والإصابة بالخرف لاحقاً.

الدراسة، التي شارك فيها باحثون من المعهد العالمي لصحة الدماغ (GBHI) بكلية ترينيتي دبلن، واتحاد أبحاث الخرف في أمريكا اللاتينية (ReDLat)، ومعهد صحة الدماغ في أمريكا اللاتينية (BrainLat)، تناولت مجموعة واسعة من العوامل الاجتماعية مثل مستوى التعليم، والأمن الغذائي، والوضع الاقتصادي، وتجارب الطفولة، والتعرض للأحداث الصادمة، إضافة إلى سهولة الحصول على الرعاية الصحية.

وشملت العينة 2211 مشاركاً من ست دول، من بينهم مرضى ألزهايمر وتنكس الفص الجبهي الصدغي. وأظهرت النتائج أن تراكم التجارب الاجتماعية السلبية على مدى الحياة يرتبط بضعف الأداء الإدراكي والوظيفي، وباضطرابات الصحة النفسية، فضلاً عن تغيّرات ملموسة في بنية الدماغ وشبكاته العصبية. وبيّن الباحثون أن تأثير تراكم هذه العوامل أقوى بكثير من تأثير أي عامل منفرد.

ولفتت الدراسة إلى أن هذه النتائج لا يمكن تفسيرها بالاختلافات بين الدول أو بالعوامل الديموغرافية أو بأساليب جمع البيانات، ما يشير إلى أن الضغوط الاجتماعية المتراكمة تصبح جزءاً من البنية البيولوجية للدماغ.

وشدد الباحثون على أن الوقاية من الخرف ينبغي أن تبدأ في سن مبكرة، من خلال تحسين جودة التعليم، والحد من انعدام الأمن الغذائي، وضمان الوصول العادل إلى الرعاية الصحية، وتوفير بيئات اجتماعية داعمة.

وقال خواكين ميجيو، عالم الأعصاب وكبير معدّي الدراسة:
"إن التفاعل بين عوامل الخطر القابلة للتعديل والتجارب الاجتماعية يمهّد الطريق لتصميم برامج وقائية مخصصة لكل شخص وفقاً لنمط حياته وتجارب طفولته."

وأضاف أغوستين إيبانيز، أستاذ صحة الدماغ ومدير معهد BrainLat:
"تؤكد نتائجنا وجود ارتباط منهجي بين التجارب الاجتماعية على مدار الحياة وصحة الدماغ، ما يستدعي تطوير نماذج جديدة تراعي تأثير البيئة الاجتماعية في مراحل الشيخوخة ومخاطر الخرف."

ونشرت الدراسة في مجلة Nature Communications.