مجتمعات

محللون: إسرائيل تسعى لتغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي في غزة

محللون: إسرائيل تسعى لتغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي في غزة

للعلّم - أكد محللون سياسيون أن الاحتلال الإسرائيلي ماضٍ في مخططاته لتغيير الواقع الديمغرافي والجغرافي عبر سياسات التهجير القسري والاستيلاء على الأرض.

وأجمع المتحدثون في حديثهم لبرنامج "صوت المملكة"، الأحد، على أن ما يجري ليس مجرد حرب، بل مشروع طويل الأمد يهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه وفرض وقائع جديدة على الأرض.

قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، حسن المومني، إن الاحتلال هو في جوهره "سرقة أو سيطرة"، مضيفًا أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جاد في مساعيه الرامية إلى تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي في قطاع غزة.

وأشار المومني خلال حديثه في برنامج "صوت المملكة" إلى أن نتنياهو والائتلاف الحاكم في إسرائيل جادون في موضوع التهجير القسري أو الطوعي للفلسطينيين من غزة، مشددًا على أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي نشأت خلال عامي الحرب وفّرت بيئة قد تسهم في خروج السكان من القطاع سواء طوعًا أو تحت الضغط.

وأضاف أن إسرائيل تستخدم العمليات العسكرية كأداة ضغط لإنجاز صفقة شاملة، موضحًا أن نتنياهو لم يعد يتحدث عن صفقة جزئية، بل عن صفقة شاملة تتضمن من وجهة نظره استسلام حركة حماس، ونزع سلاحها، ومنع وجود سلطة وطنية فلسطينية، وهو يعتقد أنه قادر على تحديد نهاية الحرب وفق هذه الشروط.

وأكد المومني أن الائتلاف الحاكم في إسرائيل، والغالبية الداعمة لنتنياهو، تؤيد استمرار الحرب، مبينًا أن آخر استطلاع رأي في إسرائيل أظهر أن 80% من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى، ويرون أن حماس لم تعد تشكل تهديدًا.

ولفت المومني إلى أن كل الأطياف السياسية الإسرائيلية تتفق على استمرار الاحتلال، ولا توجد رؤية إسرائيلية جادة لعملية السلام.

من جانبه، قال منسق شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، تيسير محيسن، إن التصعيد العسكري الإسرائيلي الحالي في غزة يأتي استكمالاً لخطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي أقرها الكابنيت الإسرائيلي، وبدأ تنفيذها على الأرض فعليًا.

وأوضح محيسن أن تنفيذ الخطة بدأ فعليًا باجتياح منطقة الزيتون، ومطالبة سكانها بالإخلاء، إلى جانب استمرار القصف المركز في أكثر من منطقة داخل القطاع.

وأضاف أن "ما يجري هو ذات النمط الذي اعتدنا عليه خلال الحرب"، مشيرًا إلى أن نتنياهو عادة ما يسبق الاجتياحات البرية والعمليات الميدانية بتهديدات إعلامية، ثم تتبعها عمليات قصف وتدمير ميداني، ليعلن لاحقًا "الانتصار" من تلك المنطقة، كما حدث في شمال غزة.

وأكد أن هذا الأسلوب المتكرر يعكس جدية التهديدات الإسرائيلية في كل مرة، وهو جزء من نمط واضح لإدارة الحرب وتوسيع رقعتها على الأرض.

الكاتب الصحفي سامح المحاريق قال إن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة لا يمكن اعتباره "احتلالا" بل هو "سرقة" تهدف إلى إفراغ القطاع من سكانه، دون تحمل أية مسؤولية قانونية تجاههم.

وأضاف المحاريق أن إسرائيل تسعى إلى استكمال عملية التطهير والتهجير، بعد ما قامت به في شمال غزة، وتحاول اليوم تنفيذ الأمر ذاته في مدينة غزة، وربما تتجه مستقبلاً نحو جنوب القطاع.

وأوضح أن ما يجري هو عملية منهجية لسرقة الأراضي الفلسطينية في غزة، معتبرًا أن هذا المسعى الإسرائيلي ليس وليد اللحظة، بل هو جزء من مشروع طويل الأمد، تجلى سابقًا في "صفقة القرن" التي طرحت تبادل أراض بين النقب وقطاع غزة.

وتابع، "نتنياهو يتحرك بدافع عاملين؛ النشوة بتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، والرغبة بالهروب من المحاسبة القانونية، مضيفا أن نتنياهو يحاول تقديم نفسه كـ"نبي جديد لإسرائيل"، عبر توسيع نطاق تحركاته الإقليمية في سوريا ولبنان وغزة".

وأكد المحاريق أن ما يجري في غزة ليس احتلالًا وإنما استيلاء وسرقة، مشددًا على أن نتنياهو يسعى إلى السيطرة على كل ما يمكن أن تطاله يده في غزة والضفة الغربية والمنطقة عمومًا.

المملكة