مجتمعات

الأرصاد العالمية: الحرارة الشديدة لم تعد استثناء بل أصبحت قاعدة

الأرصاد العالمية: الحرارة الشديدة لم تعد استثناء بل أصبحت قاعدة

للعلّم -
لم تعد موجات الحر الشديد ظاهرة عابرة أو نادرة في سجلات المناخ، بل باتت مشهداً متكرراً يفرض نفسه على الطقس في مختلف القارات، لتصبح قاعدة جديدة يعايشها البشر صيفاً بعد صيف، ومع أن الأرصاد الجوية في الأردن تؤكد أن الموجة الحالية ليست استثنائية من الناحية المناخية محلياً، إلا أن تصاعد حدتها وتزامنها مع موجات مشابهة في العالم يضعها في سياق التحولات المناخية التي يعيشها الكوكب.

محلياً، أوضح مدير إدارة الأرصاد الجوية رائد رافد آل خطاب،أن الموجة الحارة تبلغ ذروتها يومي الثلاثاء والأربعاء، مع تسجيل درجات حرارة عظمى في العاصمة عمّان بين 39 و41 درجة مئوية، وتجاوزها الأربعينات في مناطق الأغوار والبادية والعقبة. ويرجع السبب إلى اندفاع كتلة هوائية حارة من شبه الجزيرة العربية، وهي ظاهرة مألوفة خلال شهري تموز وآب بفعل المنخفض الموسمي الحراري.

وتظهر السجلات المناخية أن العاصمة عمّان شهدت في 13 آب 2023 أعلى درجة حرارة مسجلة بلغت 43.7 درجة مئوية، خلال موجة حر استمرت 13 يوماً، وهي الأطول في تاريخ المناخ الأردني.

ودعت إدارة الأرصاد الجوية المواطنين إلى الالتزام بإرشادات السلامة، أهمها تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في ساعات الذروة، الإكثار من شرب المياه، ارتداء الملابس الخفيفة والفاتحة، وعدم ترك الأطفال أو كبار السن داخل المركبات المغلقة، إضافة إلى مراقبة صحة الفئات الأكثر عرضة للتأثر بالحر.

وعلى المستوى العالمي، حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من أن موجات الحر الشديد أصبحت أكثر تواتراً وحدّة، ما أدى إلى اشتعال حرائق غابات واسعة وتدهور جودة الهواء. وأظهرت بياناتها أن يوليو 2025 كان ثالث أكثر أشهر يوليو حرارة في التاريخ، وأن الجليد البحري في القطب الشمالي سجل ثاني أدنى مستوى له منذ بدء القياس قبل 47 عاماً.

كما شهدت السويد وفنلندا درجات حرارة تجاوزت 30 درجة مئوية لفترات طويلة، فيما سجلت مناطق في غرب آسيا وشمال إفريقيا أكثر من 45 درجة، وبلغت في جنوب غرب إيران وشرق العراق أكثر من 50 درجة مئوية، ما تسبب في تعطيل الخدمات الأساسية وإغلاق المدارس.

وترى المنظمة أن هذه الموجات مرتبطة مباشرة بتغير المناخ الناتج عن النشاط البشري وانبعاثات غازات الدفيئة، متوقعة أن تصبح أكثر شدة في المستقبل. وتشير إلى ظاهرة القبة الحرارية، التي تحبس الهواء الساخن تحت ضغط جوي مرتفع، لترفع درجات الحرارة لأسابيع متواصلة.

ويؤكد خبراء الأرصاد أن ذروة الصيف لم تنته بعد، ما يعني أن احتمالية تكرار موجات حر مماثلة خلال الأسابيع المقبلة قائمة، في ظل واقع مناخي يزداد سخونة عاماً بعد عام.