مدارسنا ليست أبنية فقط… بل مصانع للوعي والانتماء
إن المدرسة الأردنية اليوم تتجاوز كونها مجرد جدران وألواح وكتب؛ فهي الفضاء الذي تُصاغ فيه ملامح المجتمع, وتتشكل فيه القيم، وتُغرس المبادئ التي تمثل نواة الشخصية الوطنية والإنسانية لأجيال المستقبل. إن المدرسة ليست عبارة عن بنية مادية فحسب، بل هي أيضًا مركز حيوي يُعزز من التعلم الفعّال والنمو الشامل للطلبة.
وفي ظل التحولات العميقة التي يمرّ بها عالم اليوم، من تراجع في منظومة القيم، وازدياد وتيرة الفردانية، وتضخّم ثقافة الاستهلاك على حساب المعرفة والتأمل، تبرز المدرسة بوصفها موقعًا استراتيجيًا في معركة الوعي. فهي ليست فقط مكانًا لتلقين المناهج، بل هي أيضًا ميدانٌ لصناعة العقل الناقد، والوجدان الحرَ، والانتماء الإيجابي.
في الأردن، حيث تتقاطع التحديات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تبقى المدرسة أحد الحصون الأساسية التي نحتمي بها من خطر التفكك المجتمعي. فهي المؤسسة التي ينبغي أن نعيد لها دورها الحقيقي، لا كأداة لتفريغ المناهج، بل كصانعة للمواطنة الفاعلة. فالطالب الذي يشعر بالأمان في مدرسته، ويحظى بفرصة التعبير الحرّ والنقاش البنّاء، ويتلقى تربية على الحوار والتسامح والانتماء، سيكون حتمًا شريكًا في بناء مستقبل أردني أكثر عدالة وتماسكًا.
ورغم ما تحققه مدارسنا من نجاحات جزئية، إلا أنها ما زالت تعاني، في كثير من الحالات، من غياب الرؤية التربوية الشمولية، ومن هيمنة النموذج التعليمي التقليدي الذي يُقصي الإبداع ويُغذّي التلقين. كما أن العلاقات داخل البيئة المدرسية كثيرًا ما تُدار بعقلية إدارية بحتة، تهتم بالمظهر لا بالجوهر، وتُقيّم المعلم والطالب بأرقامٍ وأوراقٍ لا بأثرٍ ووعي.
المعلم هنا ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل هو القدوة وهو المهندس الحقيقي لبناء شخصية الطالب. ومن دون تمكينه، وإعلاء مكانته، وتحفيزه على التجديد والتفكير، لا يمكن إحداث أي تحوّل نوعي في التربية. وعليه ؛ يجب أن ننظر إلى دور المعلم بوصفه مسؤولًا عن تشكيل القيم والاتجاهات لدى الطالب، وتحفيزه على الابتكار والتفكير النقدي.
آن الأوان أن نعيد تعريف المدرسة الأردنية: ماذا نريد منها؟ ما غايتنا من التعليم؟ ما شكل الإنسان الذي نطمح إلى تخريجه من هذا النظام التربوي؟ لا يمكن أن نظل نُعلّم أبناءنا من أجل “شهادة” أو “وظيفة” فحسب، بل علينا أن نُعدّهم أيضًا ليكونوا مواطنين فاعلين، ناقدين، منتمين، منفتحين، وملتزمين بقيم النزاهة والمسؤولية.
هذا التحوّل لا يبدأ من السياسات فقط، بل من كل معلم ومدير وولي أمر ومجتمع محلي. فالجميع شركاء في التربية. وكل تهاون أو تقصير في هذه المهمة يعيد إنتاج الأزمات ذاتها، ويؤجل لحظة التصحيح التي يدفع ثمنها الوطن من رصيده الأخلاقي؛ والقيمي؛ والإنساني.
فلنُعِد للمدرسة الأردنية مكانتها، ولنُعِد تعريف “النجاح” ليصبح أوسع من درجات الامتحان، وأعمق من شهادة التوجيهي. فالنجاح الحقيقي هو أن تخرج من المدرسة وأنت أكثر إنسانية، أكثر وعيًا، وأكثر التزامًا بأن تكون جزءًا من الحل، لا من المشكلة. ويجب علينا العمل على إدخال برامج تعليمية تركز على المهارات الحياتية، التفكير النقدي، والابتكار، كي نجهز طلبتنا لمواجهة تحديات المستقبل.
وفي ظل التحولات العميقة التي يمرّ بها عالم اليوم، من تراجع في منظومة القيم، وازدياد وتيرة الفردانية، وتضخّم ثقافة الاستهلاك على حساب المعرفة والتأمل، تبرز المدرسة بوصفها موقعًا استراتيجيًا في معركة الوعي. فهي ليست فقط مكانًا لتلقين المناهج، بل هي أيضًا ميدانٌ لصناعة العقل الناقد، والوجدان الحرَ، والانتماء الإيجابي.
في الأردن، حيث تتقاطع التحديات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تبقى المدرسة أحد الحصون الأساسية التي نحتمي بها من خطر التفكك المجتمعي. فهي المؤسسة التي ينبغي أن نعيد لها دورها الحقيقي، لا كأداة لتفريغ المناهج، بل كصانعة للمواطنة الفاعلة. فالطالب الذي يشعر بالأمان في مدرسته، ويحظى بفرصة التعبير الحرّ والنقاش البنّاء، ويتلقى تربية على الحوار والتسامح والانتماء، سيكون حتمًا شريكًا في بناء مستقبل أردني أكثر عدالة وتماسكًا.
ورغم ما تحققه مدارسنا من نجاحات جزئية، إلا أنها ما زالت تعاني، في كثير من الحالات، من غياب الرؤية التربوية الشمولية، ومن هيمنة النموذج التعليمي التقليدي الذي يُقصي الإبداع ويُغذّي التلقين. كما أن العلاقات داخل البيئة المدرسية كثيرًا ما تُدار بعقلية إدارية بحتة، تهتم بالمظهر لا بالجوهر، وتُقيّم المعلم والطالب بأرقامٍ وأوراقٍ لا بأثرٍ ووعي.
المعلم هنا ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل هو القدوة وهو المهندس الحقيقي لبناء شخصية الطالب. ومن دون تمكينه، وإعلاء مكانته، وتحفيزه على التجديد والتفكير، لا يمكن إحداث أي تحوّل نوعي في التربية. وعليه ؛ يجب أن ننظر إلى دور المعلم بوصفه مسؤولًا عن تشكيل القيم والاتجاهات لدى الطالب، وتحفيزه على الابتكار والتفكير النقدي.
آن الأوان أن نعيد تعريف المدرسة الأردنية: ماذا نريد منها؟ ما غايتنا من التعليم؟ ما شكل الإنسان الذي نطمح إلى تخريجه من هذا النظام التربوي؟ لا يمكن أن نظل نُعلّم أبناءنا من أجل “شهادة” أو “وظيفة” فحسب، بل علينا أن نُعدّهم أيضًا ليكونوا مواطنين فاعلين، ناقدين، منتمين، منفتحين، وملتزمين بقيم النزاهة والمسؤولية.
هذا التحوّل لا يبدأ من السياسات فقط، بل من كل معلم ومدير وولي أمر ومجتمع محلي. فالجميع شركاء في التربية. وكل تهاون أو تقصير في هذه المهمة يعيد إنتاج الأزمات ذاتها، ويؤجل لحظة التصحيح التي يدفع ثمنها الوطن من رصيده الأخلاقي؛ والقيمي؛ والإنساني.
فلنُعِد للمدرسة الأردنية مكانتها، ولنُعِد تعريف “النجاح” ليصبح أوسع من درجات الامتحان، وأعمق من شهادة التوجيهي. فالنجاح الحقيقي هو أن تخرج من المدرسة وأنت أكثر إنسانية، أكثر وعيًا، وأكثر التزامًا بأن تكون جزءًا من الحل، لا من المشكلة. ويجب علينا العمل على إدخال برامج تعليمية تركز على المهارات الحياتية، التفكير النقدي، والابتكار، كي نجهز طلبتنا لمواجهة تحديات المستقبل.