سوالف

تشابه في الملامح .. هل يعني تشابهًا في الأمراض؟ أسرار الجينات بين التوائم

تشابه في الملامح ..  هل يعني تشابهًا في الأمراض؟ أسرار الجينات بين التوائم

للعلّم - عندما تنظرين إلى توأمين متماثلين، قد يخطر في بالكِ فورًا: "هل يصابان بالأمراض نفسها كما يتشابهان في الشكل؟". والجواب ليس بهذه البساطة، فالعلم يكشف أن الوراثة تلعب دورًا كبيرًا، لكن ليست العامل الوحيد. إليكِ تفصيلًا دقيقًا عن ما يحدث داخل "نسختين متطابقتين" من الحمض النووي.

التوأم المتماثل: تشابه جيني لا يعني تطابقًا مطلقًا
التوائم المتماثلة (أحادية الزيجوت) يتشاركون في 100% من الجينات، ما يجعلهم الأكثر تشابهًا وراثيًا على الإطلاق. هذا يعني أنهم أكثر عرضة للإصابة بنفس الأمراض الوراثية مثل:

السكري من النوع الأول

التصلب اللويحي

بعض أنواع السرطان

اضطرابات التوحد

الفُصام (الشيزوفرينيا)

لكن… هل هذا يعني أنهما حتما سيصابان بنفس المرض؟ ليس بالضرورة.

الجينات وحدها لا تكفي
العوامل البيئية تلعب دورًا محوريًا في تحديد ما إذا كان التوأمان سيطوران المرض نفسه. فمثلاً:

نمط الحياة: توأم يمارس الرياضة ويتّبع حمية غذائية صحية، والآخر يعيش نمطًا غير صحي — النتائج ستكون مختلفة على الأرجح.

التعرّض للمحفزات: مثل الفيروسات، التلوث، الضغوط النفسية، وحتى البيئة المحيطة بهم.

الطفرات العشوائية: قد تحدث طفرات جينية صغيرة في أحد التوأمين خلال الحياة، مما يؤثر على قابلية الإصابة.

التوأم غير المتماثل.. تشابه جزئي وتأثير مختلف
أما التوأم غير المتماثل (ثنائي الزيجوت)، فيشتركان في حوالي 50% فقط من الجينات، مثل أي شقيقين عاديين. لذا، احتمال إصابتهما بنفس الأمراض أقل، ويعتمد بشكل كبير على نمط حياتهما وبيئتهما وليس على الشيفرة الوراثية وحدها.

أمراض قد تظهر عند أحد التوأمين فقط
حتى التوائم المتماثلة يمكن أن يُصاب أحدهما بمرض دون الآخر، وهذه بعض الأمثلة:

الاكتئاب أو القلق المزمن قد يظهر عند أحد التوأمين فقط بسبب اختلاف في أساليب التكيف النفسي.

الحساسية أو الربو قد تتأثر بنوعية الهواء في المنطقة التي يعيش فيها كل منهما.

السمنة أو السكري تظهر عند أحد التوأمين إذا اتبع نمطًا غذائيًا مختلفًا.

هل يساعد التوأم في فهم الأمراض الوراثية؟
نعم! التوائم هم كنز علمي للأبحاث الطبية، فدراسات "التوأم" تساعد العلماء على التفريق بين تأثير الجينات وتأثير البيئة. عندما يُصاب أحد التوأمين بمرض والآخر لا، يكون ذلك فرصة نادرة لدراسة الأسباب الدقيقة وراء المرض.

خلاصة بجملة واحدة؟
التشابه الجيني لا يعني المصير الطبي المتماثل. فالعوامل البيئية، السلوكيات، والصدف الجينية تصنع الفارق.