حسان كير
عرفنا الخطوة الجرئية التي اتخذها الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، في مجال التأمينات الصحية في الولايات المتحدة، وقد اعتبر ذلك انجازاً كبيرا له، وكان ذلك البرنامج يسمى، (أوباما كير، )وقد واجه صداً وحصاراً من الجمهوريين وقوى ضاغطة أخرى جرى تعطيله أو النيل من إندفاعاته وانتشاره واختصاره لأسباب قيل أنها تتعلق بالكلف المادية والتنافس السياسي.
على المستوى الوطني الأردني، جاء إقرار برنامج الحكومة والذي تحمس له رئيس الوزراء، جعفر حسان، ويتعلق بتأمينات واسعة لتغطية أمراض السرطان لفئات عديدة ودرجات. متنوعة، والبرنامج جريء، وهو أبرز بصمة يمكن أن تكون في تاريخ الحكومات منذاكثر من عقد من الزمن بل يكاد يكون كذلك في حكومة حسان، وهو خطوة تراكمية ايجابية لمؤسسة الحسين للسرطان وجهود الأميرة غيداء طلال، ورغم أهمية هذه الخطوة الكبيرة والانسانية والتي تصب في توفير مظلة التامينات الصحية واحياء ودعم الطبقة الوسطى التي استهدفت التجانس مع تفكير الرئيس حسان، المعبر عنه بوضوح في كتابه المهم (الاقتصاد السياسي الأردني بناء في رحم الآزمات) والذي أدعو الى قراءته وتتبع تطور الاقتصاد الأردني واشكاليات التقدم والنكوص وحتى المراوحة والتمييز بين اقتصاديات التنمية واقتصاد التواكل، حيث حرص الدكتور حسان، على الانتقال من اقتصاد التواكل والاقتصاد الريعي الذي عاشه الأردن الى الاقتصاد الانتاجي والمخطط له.
فقد أستهلكنا وقتاً طويلاً في الانتقال من الدور وتكوين هوية المجتمع، بقدر ما عكست واقعه وتطلعاته، فأصبحت الدولة الممول والمستهلك الأول في الاقتصاد والمخطط والمنظم والمبادر والمنشء والداعم لمعظم القطاعات والمصدر الرئيسي للانفاق في الاستثمار وتوزيع الدخل.
هذه الأعباء الكبيرة التي لا بد أن تنتهي مع تقدم الدولة وصعودها، وهي تدخل المؤية الثانية
، لقد سبب البطء في الانتقال تشوهات وحالة من الاتكالية، وهي المفردة المتكررة كثيراً في كتاب الدكتور حسان، كما تسبب في اعتمادية القطاع الخاص على العام وعلى الدولة وعدم قدرته على انطلاقة تجعل منه الرافع الأساسي في الاقتصاد، كما الاقتصاديات العالمية القادرة.
حسان، متفائل بأن التطور كفيل بإحداث متغيرات يمكن أن تقبل الرهان عليها، ولذا جاء كتابه ليدون بحرص ودقة وتقديم أمثلة وتشخيص دقيق من كافة النواحي التي مرّ بها الاقتصاد الأردني وأين أسرع وأين ابطأ وتغيّر.
نعود الى الخطوة التي أنجزت بتغطية تأمينات السرطان والتي كان يجب أن يجري الاهتمام بها أكثر وأن يجري التوقف عندها كانجاز كبير وهام بعيد عن الشعبوية السريعة غير المثمرة وميزة لحكومة أرادت أن تميّز نفسها عن سابقاتها.
إنني أسمي هذا المشروع الهام (حسان كير) وقد جرى إقراره، وأتمنى أن يستوي على سوقه وأن يثمر ويطرح ثماره على مجتمعنا الذي ظل يرى في هذه الخطوة أملاً.
لقد أعلنت الحكومة عن تخصيص 124 مليون دينار من الموازنة العامة بتأمين 4.1 مليون أردني في مركز الحسين للسرطان، ضمن برنامج رعاية لعلاج السرطان، وقد جرى توقيع اتفاقية بين الحكومة، حيث شهد الرئيس التوقيع وبين مؤسسة ومركز الحسين الذي تقوده وتمثله الأميرة غيداء طلال رئيسة هيئة أمناء مؤسسة مركز الحسين.
وهناك تفاصيل جرى الاعلان عنها في من تشملهم الاتفاقية وأعمارهم وشرائحهم، وحتى آليات العمل وخطواته، لتدخل هذه الخطوة في باب المؤسسية وتكون إنجاز لصالح الأردنيين جميعاً.
كنت كتبت ذات يوم معجباً بأداء مركز الحسين للسرطان من خلال تجربة حيّة وتفوقه في المنطقة كلّها وتطور المركز
وموازاته لمراكز عالمية معروفة، والقدرة الكبيرة على التحمل في الانجاز والاعتناء بالمركز، كانجاز أردني بارز لا يزاحمه أيّ انجاز آخر في قيمته، ورأيت أن الإنسان على هذه الأرض منذ فجر التاريخ الى اليوم، قد أنجز شيئين مهمين، هما: مدينة البترا، وما تمثله والثاني هو مركز الحسين للسرطان الذي يحق لكل أردني أن يفخر به ليكون عنواناً على إرادة الأردنيين وقدرتهم على الاصطفاف في طابور التطور العالمي من باب الصحة والمعالجة والرعاية، وهذا ما يشجع على دفع الحكومة لانجاز مشاريع استراتيجية أخرى بنفس الجرأة.
ما صرح به الوزير النشيط، مهند شحادة، يغني عن الكثير من الشرح، فقد كان مسروراً بالانجاز ومحتفياً به احتفاءً عميقاً غير بروتوكولي ويمكن أن يفاخر بهذه الخطوة وما تعنيه، وكونها خطوة صحيحة باتجاه التأمين الصحي الشامل، خاصة وان السرطان من اعقد الأمراض واكثرها كلفة في العلاج والرعاية.
الكلفة العالية التي تتحملها الحكومة تصل الى 124 مليون دينار، والفرق تتحمله مؤسسة الحسين للسرطان، وهي مؤسسة ناجحة ومثابرة وقادرة على تخطي العقبات، وتحقيق مبلغ 8.5 مليون المطلوبة منها للبرنامج، فقد أثبتت نفسها في أكثر من موقع.
يستحق رئيس الوزراء، حفر حسان، الثناء والشكر على هذا الإنجاز (حسان كير) ويستحق مركز الحسين والمؤسسة الدعم، وهما رافعتان أساسيتان لتحمل هذا المشروع والقدرة على انجازه.
الأميرة غيداء التي تترك المجال للأعمال وليس الأقوال، والتي نجحت المؤسسة في ظل رعايتها، قالت: إن هذه الاتفاقية نتاج أكثر من عشرين عاماً للوصل الى هذه المرحلة من مرض السرطان ونقدر للحكومة هذه الخطوة والانجاز الكبير الذي سيشمل أكثر من 4 مليون أردني ويكون لدى المرضى منهم فرصة للشفاء بعدالة.
نعم نستطيع أن نقول الان بعد طول انتظار أنه "جاء الصبي وصلوا على النبي"، ولم نعد نقول "بس يجي الصبي بنصلي على النبي" فالصبي جاء، وهو التأمين والنبي نديم الصلاة عليه دائماً.
عرفنا الخطوة الجرئية التي اتخذها الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، في مجال التأمينات الصحية في الولايات المتحدة، وقد اعتبر ذلك انجازاً كبيرا له، وكان ذلك البرنامج يسمى، (أوباما كير، )وقد واجه صداً وحصاراً من الجمهوريين وقوى ضاغطة أخرى جرى تعطيله أو النيل من إندفاعاته وانتشاره واختصاره لأسباب قيل أنها تتعلق بالكلف المادية والتنافس السياسي.
على المستوى الوطني الأردني، جاء إقرار برنامج الحكومة والذي تحمس له رئيس الوزراء، جعفر حسان، ويتعلق بتأمينات واسعة لتغطية أمراض السرطان لفئات عديدة ودرجات. متنوعة، والبرنامج جريء، وهو أبرز بصمة يمكن أن تكون في تاريخ الحكومات منذاكثر من عقد من الزمن بل يكاد يكون كذلك في حكومة حسان، وهو خطوة تراكمية ايجابية لمؤسسة الحسين للسرطان وجهود الأميرة غيداء طلال، ورغم أهمية هذه الخطوة الكبيرة والانسانية والتي تصب في توفير مظلة التامينات الصحية واحياء ودعم الطبقة الوسطى التي استهدفت التجانس مع تفكير الرئيس حسان، المعبر عنه بوضوح في كتابه المهم (الاقتصاد السياسي الأردني بناء في رحم الآزمات) والذي أدعو الى قراءته وتتبع تطور الاقتصاد الأردني واشكاليات التقدم والنكوص وحتى المراوحة والتمييز بين اقتصاديات التنمية واقتصاد التواكل، حيث حرص الدكتور حسان، على الانتقال من اقتصاد التواكل والاقتصاد الريعي الذي عاشه الأردن الى الاقتصاد الانتاجي والمخطط له.
فقد أستهلكنا وقتاً طويلاً في الانتقال من الدور وتكوين هوية المجتمع، بقدر ما عكست واقعه وتطلعاته، فأصبحت الدولة الممول والمستهلك الأول في الاقتصاد والمخطط والمنظم والمبادر والمنشء والداعم لمعظم القطاعات والمصدر الرئيسي للانفاق في الاستثمار وتوزيع الدخل.
هذه الأعباء الكبيرة التي لا بد أن تنتهي مع تقدم الدولة وصعودها، وهي تدخل المؤية الثانية
، لقد سبب البطء في الانتقال تشوهات وحالة من الاتكالية، وهي المفردة المتكررة كثيراً في كتاب الدكتور حسان، كما تسبب في اعتمادية القطاع الخاص على العام وعلى الدولة وعدم قدرته على انطلاقة تجعل منه الرافع الأساسي في الاقتصاد، كما الاقتصاديات العالمية القادرة.
حسان، متفائل بأن التطور كفيل بإحداث متغيرات يمكن أن تقبل الرهان عليها، ولذا جاء كتابه ليدون بحرص ودقة وتقديم أمثلة وتشخيص دقيق من كافة النواحي التي مرّ بها الاقتصاد الأردني وأين أسرع وأين ابطأ وتغيّر.
نعود الى الخطوة التي أنجزت بتغطية تأمينات السرطان والتي كان يجب أن يجري الاهتمام بها أكثر وأن يجري التوقف عندها كانجاز كبير وهام بعيد عن الشعبوية السريعة غير المثمرة وميزة لحكومة أرادت أن تميّز نفسها عن سابقاتها.
إنني أسمي هذا المشروع الهام (حسان كير) وقد جرى إقراره، وأتمنى أن يستوي على سوقه وأن يثمر ويطرح ثماره على مجتمعنا الذي ظل يرى في هذه الخطوة أملاً.
لقد أعلنت الحكومة عن تخصيص 124 مليون دينار من الموازنة العامة بتأمين 4.1 مليون أردني في مركز الحسين للسرطان، ضمن برنامج رعاية لعلاج السرطان، وقد جرى توقيع اتفاقية بين الحكومة، حيث شهد الرئيس التوقيع وبين مؤسسة ومركز الحسين الذي تقوده وتمثله الأميرة غيداء طلال رئيسة هيئة أمناء مؤسسة مركز الحسين.
وهناك تفاصيل جرى الاعلان عنها في من تشملهم الاتفاقية وأعمارهم وشرائحهم، وحتى آليات العمل وخطواته، لتدخل هذه الخطوة في باب المؤسسية وتكون إنجاز لصالح الأردنيين جميعاً.
كنت كتبت ذات يوم معجباً بأداء مركز الحسين للسرطان من خلال تجربة حيّة وتفوقه في المنطقة كلّها وتطور المركز
وموازاته لمراكز عالمية معروفة، والقدرة الكبيرة على التحمل في الانجاز والاعتناء بالمركز، كانجاز أردني بارز لا يزاحمه أيّ انجاز آخر في قيمته، ورأيت أن الإنسان على هذه الأرض منذ فجر التاريخ الى اليوم، قد أنجز شيئين مهمين، هما: مدينة البترا، وما تمثله والثاني هو مركز الحسين للسرطان الذي يحق لكل أردني أن يفخر به ليكون عنواناً على إرادة الأردنيين وقدرتهم على الاصطفاف في طابور التطور العالمي من باب الصحة والمعالجة والرعاية، وهذا ما يشجع على دفع الحكومة لانجاز مشاريع استراتيجية أخرى بنفس الجرأة.
ما صرح به الوزير النشيط، مهند شحادة، يغني عن الكثير من الشرح، فقد كان مسروراً بالانجاز ومحتفياً به احتفاءً عميقاً غير بروتوكولي ويمكن أن يفاخر بهذه الخطوة وما تعنيه، وكونها خطوة صحيحة باتجاه التأمين الصحي الشامل، خاصة وان السرطان من اعقد الأمراض واكثرها كلفة في العلاج والرعاية.
الكلفة العالية التي تتحملها الحكومة تصل الى 124 مليون دينار، والفرق تتحمله مؤسسة الحسين للسرطان، وهي مؤسسة ناجحة ومثابرة وقادرة على تخطي العقبات، وتحقيق مبلغ 8.5 مليون المطلوبة منها للبرنامج، فقد أثبتت نفسها في أكثر من موقع.
يستحق رئيس الوزراء، حفر حسان، الثناء والشكر على هذا الإنجاز (حسان كير) ويستحق مركز الحسين والمؤسسة الدعم، وهما رافعتان أساسيتان لتحمل هذا المشروع والقدرة على انجازه.
الأميرة غيداء التي تترك المجال للأعمال وليس الأقوال، والتي نجحت المؤسسة في ظل رعايتها، قالت: إن هذه الاتفاقية نتاج أكثر من عشرين عاماً للوصل الى هذه المرحلة من مرض السرطان ونقدر للحكومة هذه الخطوة والانجاز الكبير الذي سيشمل أكثر من 4 مليون أردني ويكون لدى المرضى منهم فرصة للشفاء بعدالة.
نعم نستطيع أن نقول الان بعد طول انتظار أنه "جاء الصبي وصلوا على النبي"، ولم نعد نقول "بس يجي الصبي بنصلي على النبي" فالصبي جاء، وهو التأمين والنبي نديم الصلاة عليه دائماً.