ديني

صفات الشخص العائن .. احذر منه صاحب هذه الصفات

صفات الشخص العائن  ..  احذر منه صاحب هذه الصفات

للعلّم - صفات الشخص العائن لم يأتي الشرع على تحديدها أو حصرها بأشخاص يحملونها، لكن الثقافات في دول الغرب والشرق على حدٍّ سواء اعتمدت مجموعة من الصفات للعائن بحسب الاعتقادات السائدة في تلك المجتمعات، وهي عموماً:

الصفات الجسدية.
الصفات المعنوية.
الصفات الجسدية: أي السمات البدنية التي يمكن أن ندركها عن طريق الحواس، ومن أمثلتها في الثقافات ما ينتشر والولايات المتحدة وتم توثيقه بموسوعة (Encyclopedia of Superstitions) للخرافات عن علامات صاحب العين الحاره بأنّه غالبيتها في الوجه وبعضها في الجسد كالتالي:

سمات العائن في الوجه: ويعتقد في بعض الثقافات الغربية بإنها (اتصال الحاجبين – كثافة الحاجب – المسافة القصيرة بين الحاجب والعين – شكل العين ذات البؤبؤ المزدوج أو الشديد الوضوح)، وقد أضافت الثقافة الشرقية إليها صفة عدم التوازن والانسجام مع العين الأخرى بالشكل لمرض أو لعلة.
سمات العائن الجسدية في بقية الجسم: والتي يتفق الغالبية بأنها نقص في الأعضاء الخارجية أو عاهة دائمة، مثل (تقوّس الظهر – نقص السّمع – العرج – الرقبة القصيرة – العور – الشعر الكثيف في البدن).
الصفات المعنوية: وهو ما لا يمكن إدراكه بالحواس ومن أمثلتها ما يلي:

الحرمان: يقول الاعتقاد الموروث والسائد في المكسيك أن المحروم من يمتلك طاقة سلبية تتفرغ فيما يؤذي العوام، فالمحروم من الأبناء لديه طاقة سلبية تجاه الأطفال متى حَسُن حالهم، ومحروم من المال لديه تأثيرات سلبية تجاه اقتناء الأشياء المادية الجميلة، ومحروم الصحة يحسد الأصحاء.
مواليد برج الجدي الترابي: يوجد اعتقاد غربي بأن مواليد النصف الأول من برج الجدي أشخاصاً كثيري الطاقة السلبية القادرة على إيذاء الأشخاص والأشياء.
وقد أثبتت بعض الدراسات في التراث العالمي وجود علاقة بين نوعي صفات العائن الجسدية والمعنوية، مما يتمثل بالطاقة السلبية التي دلت عليها الصفات وبين نزعة الحسد؛ فإن اجتمعتا كانتا كفيلتين بإحداث الضرر بالآخرين عبر قوى خفية في عين العائن، لكنّ الواقع يقول إنّ كافة المواصفات سالفة الذكر لا تعدو مسألة التخمين والإيمان بالخرافات، لأن الشرع لم يأتي على ذكرها فهي مجرد توقعات وبدع.

من هو الشخص العائن
العائن هو من يصيب الآخرين بالأذى من عينه سواءً رأى المعيون أم لم يراه.

تعتبر الإصابة بالعين من الأمور المعلومة والثابتة عادةً وشرعاً، ولا يشترط رؤية العائن للشيء المعِين حتى يصيبه بالعين، فقد يقع ذلك بمجرد الوصف أو التخيل عقب الرواية؛ وهو ما أكده العالم ابن القيم الجوزي عندما حدّث العوام بأن مصدر الأذى لدى العائن هو نفسه التي يتعدى تأثيرها الرؤية، منوهاً بأن الأعمى يصيب بالعين إذا وصف الشيء له فتؤذيه نفسه وإن لم يره.

ومن أدلة ذلك في الشرع قوله تعالى منبهاً النبي الأكرم -صلى الله عليه وسلم-: {وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ}، كما ثبت أن الحسد موجود بقوله تعالى: {قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰاثَٰاتِ فِي ٱلۡعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}.

والعائن يختلف عن الحاسد بأن مفهوم الحاسد أوسع في النطاق؛ فالعائن حالة خاصة من الحاسد يجوز الإستعاذة منهما ومن سهام الأذى التي تخرج من نفسهما باتجاه (المحسود – المَعِين) والتي يمكن أن تصيبه أو تخطئه، وأصل الإصابة بالعين من العائن الإعجاب بالشيء من قبل العائن ثم ملاحقته بنفسه الخبيثة مستعيناً بعينه التي تبث زعافها باتجاه المَعِين، ويرى أهل العلم أنّ العائن ممكن أن يَعين نفسه دون إرادته ولكن لطبعه، وقد جرت العادة في الإسلام بحبس من يشهد بأنه عائن لاتقاء شره والإنفاق عليه حتى الموت. [2]

هل العائن مبتلى
الأصل إنّ العائن مبتلى من الله تعالى بالعين والعين حق فمن أصاب الناس بعينه بدون قصد عليه بالمعوذات، أما إذا تعمّد فيجب أن يؤاخذ ويعاقب.

الواجب على المسلم الحذر وتحصين نفسه من العائن سواءً تعمّد إصابة الناس وأشياؤهم بالعين أم لم يتعمّد، ومن تعمّد الإصابة بالعين وثبت عنه ذلك يُحبس عن العامّة، أما إذا كان عائناً دون اختياره فالله تعالى لن يحاسبه على ما ابتلي به استناداً لقوله الحق في محكم التنزيل: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ }.


من واجب المسلم أن يحصن نفسه من أذى العين وهي حق، فيقول في كل صباح وفي كل مساء: (أعوذ بكلمات الله التامَّات من شرِّ ما خلق) ويكررها ثلاثاً، وعليه بقراءة آية الكرسي إثر صلاته وأن يقرأ سورة الإخلاص والمعوذتين ما استطاع وأقله ثلاثاً في الصباح ومثلها في المساء، بالإضافة لما تيسر من الأذكار والمعوذات الأخرى التي تعتبر شرعاً من أسباب العافية من الشرور.

ومن علم أنّه يؤذي النّاس بعينه دون قصد ورغب بالخلاص من ذلك فعليه بقراءة ما تيسر من الذكر لله كأسباب واقية من شرها والإكثار من الدعاء بالبركة فيما يراه من أموال الناس وأحوالهم، بالإضافة لإيمانه ويقينه بأنّ العين حق وأن قضاء الله وقدره واقع لا محالة، وعليه التورّع ما استطاع إذا دخل شيئاً مما يراه أو يسمع وصفه في نفسه مدخلاً حسناً.

علاج الشخص العائن
إنّ العين حق وهي من قضاء الله وقدره، فلا علاج للعائن الذي علم أنه يؤذي الناس بغير عمد سوى التحفظ عن هذا الأذى ما استطاع.

يُفترض على العائن متى أدرك من تلقاء نفسه أنه قادر على إصابة الناس وأرزاقهه بعينه أن يتحفظ ما استطاع عن الأذى، فيقلل من اختلاطه بالآخرين ويغض بصره عنهم وعن أرزاقهم، وحريٌّ به المداومة على الدعاء لهم بالبركة فيقول إذا ما رأى شيئاً عجبت له نفسه: “ما شاء الله، لا قوة إلا بالله”.

وهو ما أكده ابن القيم الجوزي في كتابه زاد المعاد؛ فقال: (وإذا كان العائن يخشى ضرر عينه، وإصابتها للمعين، فليدفع شرها بقوله: اللهم بارك عليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة لما عان سهل بن حنيف: “ألا بركت عليه” أي: قلت: اللهم بارك عليه. ومما يدفع به إصابة العين قول: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله. روى هشام بن عروة، عن أبيه أنه كان إذا رأى شيئاً يعجبه، أو دخل حائطاً من حيطانه قال: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله).

وقد دعا الإمام النووي إلى التحرّز ممن عُرف بأنه عائن واجتنابه، وعلى الحاكم منعه من مخالطة الناس فيلزمه داره ويؤمنه بالمأكل والملبس إذا كان معسر الحال، جاعلاً ضرره لأكبر من آكل الثوم والبصل الممنوع من دخول بيت الله كي لا يؤذي المصلين.


كيف اعرف اني عائن
المعجبة.
الحاسدة.
القاتلة.
يختلف العوام في مسألة العين وهم عموماً طرفين متناقضين وأخر وسط بينهما، أما الطرف الأول فينكرها بعكس الثاني المغالي بإثباتها وكلاهما خاطئ، لأن الصواب في الرأي الوسط المؤمن بأنها حق تثبته دلائل لا تتنافى مع القدر، فقال النبي الأكرم -صلى الله عليه وسلم-: “لو كانَ شيءٌ سابقُ القدَرَ لسبقَتْهُ العينُ، وإذا اسْتُغْسِلْتُم فاغْسِلُوا”، وللعين ثلاثة أنواع يمكن تمييزها لمعرفة العائن:

المعجبة: أي العين التي تتخطى حدّ الإعجاب بما رأت فيكون لها أثرها بإفساده ولكن بإذن الله، ويكفي لعلاجها دعاء البركة عند معاينة الشيء لقول الرسول الأكرم: “إذا رأى أحدُكم ما يُعجبُهُ في نَفسِهِ، أو مالِهِ فليبرِّكْ علَيهِ فإنَّ العَينَ حقٌّ”.

الحاسدة: وهي عين من تتمنى نفسه زوال النعم عن الغير “المحسود”، فتطلق العين سهام نابعة من نفس خبيثة تضر المحسود وماله وأشياؤه، ويقتصر علاجها على التحصن بالأذكار كما فعل نبينا الأكرم عندما أعاذ سبطيه الحسن والحسين فقال: “أعيذُكُما بِكلماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كلِّ شيطانٍ وَهامَّةٍ ومن كلِّ عينٍ لامَّةٍ”.

القاتلة: العين الأشد في الأذى مما يتعمّد صاحبها الضرر فيفضي إلى المنية، وعليه يكون الإسراع في علاجها واجب، إذ تعالج عادة بالرقية الشرعية واستغسال العائن ثم رش ما غسله على المعيون لنجاته كما حصل مع سهل بن حنيف عند ما مر به عامر بن ربيعة عند اغتساله، فسُرّ بجمال جلده ليصيبه بالعين كالصريع، حتى أمره الرسول بالغسل وصب ماء الغسل عليه فعافاه الله.