من يصنع الحساسيات بين الأردن والعراق؟
يعتقد محللون سياسيون في تواقيت مختلفة ان هناك حساسيات في العلاقة بين الأردن والعراق، خصوصا، بعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003.
والمؤكد هنا أن الأردن بقي حريصا على علاقته بالعراق، في ظل محاولات صناعة انفصام في العلاقة وهي محاولات تورطت بها جهات عراقية ايرانية الهوى وأردنية بعثية الهوى، واقليمية وتحديدا ايران التي صنفت الأردن عدوا في أدبياتها السياسية في بعض الظروف لاعتبارات كثيرة، وأطلقت حملات إساءات عبر السوشال ميديا، خصوصا في حرب غزة، وصنعت موجات النفور من خلال غرف الانترنت السوداء، والتي استدرجت خلفها الجماهير الحاشدة.
في تواقيت معينة خرجت تيارات عراقية بعد عام 2003 واعتبرت ان الأردن كان صدامي الهوى، وبعض هذه التيارات طالبت امام بقطع العلاقة، أو قطع النفط، او حتى اغلاق الحدود، وفي تلك التواقيت جاءت تيارات عراقية الى الحكم ولم تكن ايجابية تماما مع الأردن، ويمكن ذكر اسماء محددة حول حقب مختلفة استعدت الأردن، ومقابل هذه التيارات كانت هناك اتجاهات عراقية قوية على صلة ايجابية بالأردن، وبعض رموزها زار الأردن مرارا، وبعضها الآخر حظي بدعم الأردن الكامل خلال توليه مواقع سياسية، مثلا، او في ظروف متباينة.
اللافت للانتباه هنا ان العلاقة بقيت قوية برغم حالات التقلب، فالأردن من جهته منع تدفق الارهاب الى العراق، وهو الإرهاب الذي فتك بالعراقيين، وتسبب بأذى كبير لهم، كما ان جاذبية العراقيين بين الأردنيين بقيت مرتفعة، وليس ادل على ذلك من المعاملة الاجتماعية الخاصة التي يحظى بها العراقيون بين الناس في الأردن، سواء الطبقة المحسوبة على العهد السابق وتعيش في الأردن، او حتى من النواب العراقيين الحاليين وعائلاتهم، او من رموز التغيير في العراق، وهذا يعني في المحصلة ان الأردن تجاوز بكثير محاولات تعريف الأردن بكونه صدامي الهوى، وحاول طوال سنوات تأسيس علاقة ايجابية مع العراقيين، وهي علاقة لا تستند اصلا الى ما يظنه البعض حول فروقات سعر النفط المباع الى الأردن، وهي تكاد لا تذكر مقارنة باستهلاك الأردن، ولا قيمة لها اصلا في مقياس الامن الجيوسياسي، ولا تعد ذات اهمية استثنائية مقارنة ببقية الحسابات بين البلدين.
مناسبة هذا الكلام محاولات صدع العلاقة بين الشعبين على خلفية كرة القدم، والفوضى التي نراها قبل وبعد كل مباراة بين منتخبي البلدين، ودخول الجماهير على خط التحريض والتجييش، وكأن هناك ثأرا بين البلدين والشعبين، وهذا امر لا يمثل حالة سياسية، تعبر عن توجهات مراكز القرار في البلدين، بقدر تعبيرها في جانب من جوانبها عن سوء فهم لطبيعة العلاقة بين الشعبين، من جوانب مختلفة، بعضها يرتبط ربما بالتحريض المذهبي، او العلاقة مع ايران، او حتى الظن بأن هناك ازمة بين البلدين، وهكذا تتبدى صورة مغايرة للواقع، حيث تختطف الجماهير عناوين العلاقة التي تعد اليوم جيدة جدا، حتى في الحد الادنى.
هذه مناسبة للدعوة لتصعيد العلاقة بين البلدين بالمعنى الايجابي، وهناك تقصير من النخب السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية والاعلامية في البلدين.
تداخل العوامل السياسية والمذهبية والتدخل الاقليمي، ترك ثقلا في مراحل مختلفة من العلاقة، واربك المزاج الشعبي، لكن قراءة العوامل المشتركة وتداخل المصالح الاهم، وعناصر التاريخ والجغرافيا والدم اهم بكثير، من اتجاهات نخبوية تستعدي الأردن او العراق، وتتشارك معها للمفارقة اتجاهات شعبية تتجاهل حقا كلفة هكذا مناخات تريد الفصل بين بلدين متجاورين، وبينهما تاريخ وارث ومصالح.
ما يمكن قوله ختاما ان قراءة العلاقة الأردنية العراقية يجب ان تتجنب الخضوع لعوامل مثل الحملات الشعبية على خلفية مباراة كرة قدم، ولا لعوامل مثل اتجاهات سياسية تستعدي هذا البلد او ذاك، لان الاهم هو حسبة الواقع، وليس تفاصيل اللحظة التي تعبر احيانا عن قصور في النظرة، وعن قلة ادراك لخريطة التحالفات في المنطقة، وحاجتنا جميعا الى بعضنا بعضا في ظل ظروف متقلبة جدا.
هذه حساسيات زائفة بين الأردن والعراق، ولا ينبغي الاستثمار فيها ابدا.
يعتقد محللون سياسيون في تواقيت مختلفة ان هناك حساسيات في العلاقة بين الأردن والعراق، خصوصا، بعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003.
والمؤكد هنا أن الأردن بقي حريصا على علاقته بالعراق، في ظل محاولات صناعة انفصام في العلاقة وهي محاولات تورطت بها جهات عراقية ايرانية الهوى وأردنية بعثية الهوى، واقليمية وتحديدا ايران التي صنفت الأردن عدوا في أدبياتها السياسية في بعض الظروف لاعتبارات كثيرة، وأطلقت حملات إساءات عبر السوشال ميديا، خصوصا في حرب غزة، وصنعت موجات النفور من خلال غرف الانترنت السوداء، والتي استدرجت خلفها الجماهير الحاشدة.
في تواقيت معينة خرجت تيارات عراقية بعد عام 2003 واعتبرت ان الأردن كان صدامي الهوى، وبعض هذه التيارات طالبت امام بقطع العلاقة، أو قطع النفط، او حتى اغلاق الحدود، وفي تلك التواقيت جاءت تيارات عراقية الى الحكم ولم تكن ايجابية تماما مع الأردن، ويمكن ذكر اسماء محددة حول حقب مختلفة استعدت الأردن، ومقابل هذه التيارات كانت هناك اتجاهات عراقية قوية على صلة ايجابية بالأردن، وبعض رموزها زار الأردن مرارا، وبعضها الآخر حظي بدعم الأردن الكامل خلال توليه مواقع سياسية، مثلا، او في ظروف متباينة.
اللافت للانتباه هنا ان العلاقة بقيت قوية برغم حالات التقلب، فالأردن من جهته منع تدفق الارهاب الى العراق، وهو الإرهاب الذي فتك بالعراقيين، وتسبب بأذى كبير لهم، كما ان جاذبية العراقيين بين الأردنيين بقيت مرتفعة، وليس ادل على ذلك من المعاملة الاجتماعية الخاصة التي يحظى بها العراقيون بين الناس في الأردن، سواء الطبقة المحسوبة على العهد السابق وتعيش في الأردن، او حتى من النواب العراقيين الحاليين وعائلاتهم، او من رموز التغيير في العراق، وهذا يعني في المحصلة ان الأردن تجاوز بكثير محاولات تعريف الأردن بكونه صدامي الهوى، وحاول طوال سنوات تأسيس علاقة ايجابية مع العراقيين، وهي علاقة لا تستند اصلا الى ما يظنه البعض حول فروقات سعر النفط المباع الى الأردن، وهي تكاد لا تذكر مقارنة باستهلاك الأردن، ولا قيمة لها اصلا في مقياس الامن الجيوسياسي، ولا تعد ذات اهمية استثنائية مقارنة ببقية الحسابات بين البلدين.
مناسبة هذا الكلام محاولات صدع العلاقة بين الشعبين على خلفية كرة القدم، والفوضى التي نراها قبل وبعد كل مباراة بين منتخبي البلدين، ودخول الجماهير على خط التحريض والتجييش، وكأن هناك ثأرا بين البلدين والشعبين، وهذا امر لا يمثل حالة سياسية، تعبر عن توجهات مراكز القرار في البلدين، بقدر تعبيرها في جانب من جوانبها عن سوء فهم لطبيعة العلاقة بين الشعبين، من جوانب مختلفة، بعضها يرتبط ربما بالتحريض المذهبي، او العلاقة مع ايران، او حتى الظن بأن هناك ازمة بين البلدين، وهكذا تتبدى صورة مغايرة للواقع، حيث تختطف الجماهير عناوين العلاقة التي تعد اليوم جيدة جدا، حتى في الحد الادنى.
هذه مناسبة للدعوة لتصعيد العلاقة بين البلدين بالمعنى الايجابي، وهناك تقصير من النخب السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية والاعلامية في البلدين.
تداخل العوامل السياسية والمذهبية والتدخل الاقليمي، ترك ثقلا في مراحل مختلفة من العلاقة، واربك المزاج الشعبي، لكن قراءة العوامل المشتركة وتداخل المصالح الاهم، وعناصر التاريخ والجغرافيا والدم اهم بكثير، من اتجاهات نخبوية تستعدي الأردن او العراق، وتتشارك معها للمفارقة اتجاهات شعبية تتجاهل حقا كلفة هكذا مناخات تريد الفصل بين بلدين متجاورين، وبينهما تاريخ وارث ومصالح.
ما يمكن قوله ختاما ان قراءة العلاقة الأردنية العراقية يجب ان تتجنب الخضوع لعوامل مثل الحملات الشعبية على خلفية مباراة كرة قدم، ولا لعوامل مثل اتجاهات سياسية تستعدي هذا البلد او ذاك، لان الاهم هو حسبة الواقع، وليس تفاصيل اللحظة التي تعبر احيانا عن قصور في النظرة، وعن قلة ادراك لخريطة التحالفات في المنطقة، وحاجتنا جميعا الى بعضنا بعضا في ظل ظروف متقلبة جدا.
هذه حساسيات زائفة بين الأردن والعراق، ولا ينبغي الاستثمار فيها ابدا.