وجهات نظر

الأردن يعانق المستقبل في عيد الجلوس الملكي

الأردن يعانق المستقبل في عيد الجلوس الملكي

في التاسع من حزيران 2025، يرفع الأردنيون رؤوسهم فخراً واعتزازاً بذكرى الجلوس الملكي السادسة والعشرين للملك عبد الله الثاني بن الحسين، الذي تولى سلطاته الدستورية في 9 حزيران 1999 . مناسبة يعيد فيها الشعب استحضار مسيرة وطنية متجددة ومكتنزة بالإنجازات والأمل، صاغ فيها جلالته رؤية متكاملة لبناء الدولة الحديثة وتعزيز دور المواطن.

منذ انتصاف عام 1999، شق الأردن طريقه بثبات نحو دولة المؤسسات، إذ امتدت الإصلاحات من تعزيز استقلال القضاء وتفعيل سيادة القانون، إلى إطلاق حزمة إصلاحات اقتصادية هدفت لتحرير السوق، وجذب الاستثمار، وتحويل الاقتصاد نحوالرقمية والاقتصاد الأخضر. لم تقتصر الجهود على العاصمة، بل شملت كل شبر في الوطن : شهد نهضة في التعليم والاقتصاد والخدمات والصحة ، وشهد قفزات في مشاريع البنى التحتية المحلية ودعم البلديات ورواد الأعمال.

هذا العهد الهاشمي قدم فرصة حقيقية للشباب والمرأة، فارتقت ريادة الأعمال، وانتشرت مبادرات التعليم والتدريب المهني، ما مكّن جيل اليوم من الإسهام وبناء مجتمعه. أما على الصعيد الرياضي، فقد كان الدعم الملكي حافزاً لتسجيل الأردن إنجازاً تاريخياً بتأهل منتخبنا الوطني لكرة القدم لأول مرة لكأس العالم 2026.

وقد مثلت الزيارات المتكررة لجلالته لكل محافظة وجامعة ومركز بحث، ترجمة حقيقية عن اهتمامه بالتواصل مع المواطنين، وتعزيز مفهوم "الأسرة الأردنية الواحدة"، سواء في الكرك التي وُقعت فيها اتفاقيات للبنى التحتية والاستثمار الزراعي، أو في الطفيلة التي حُفز فيها القطاع الزراعي والسياحي. وبالتوازي، شهدت الصناعة الوطنية تدشيناً لمشاريع نوعية: فـ"شركة البوتاس العربية" أطلقت استراتيجية للنمو حتى 2034، تعكس رؤية متقدمة بتعزيز التصدير والدخول في السوق العالمي.

لقد ظل الأردن خلال هذا العهد منارة بيئة استثمارية ومركزاً للتكنولوجيا والتجارة الإلكترونية، تكريساً لرؤية الملك ببناء اقتصاد معرفي واعتماد على حوكمة رشيدة، ما عزز موقع المملكة دولياً.

ولم يغفل العاهل الأردني دوره الإنساني على الساحة العربية والدولية. من دعم القضية الفلسطينية عبر توحيد الصف العربي والمطالبة بوقف الحرب ورفع الحصار، إلى قيادة جهود الإغاثة والمساعدات الإنسانية، مروراً بدور جلالة الملك الملكي في الحماية المستمرة للمقدسات في القدس ومساندة الأونروا، وصولاً إلى القمة الثلاثية في العقبة، ومشاركته في جنازة قداسة البابا فرنسيس وعدد من اللقاءات الرسمية مع زعماء العالم.

أما القيادة العسكرية فكانت دائماً في طليعة البذل والعطاء. إذ قام جلالته بتكريم أبناء الجيش الأردني، ومنح المتقاعدين العسكريين ميداليات اليوبيل الفضي، انسجاماً مع قيم الوفاء والتضحيات.وقد مثل نشاط الملكة رانيا العبد الله امتداداً ديناميكياً لنهج جلالة الملك في تعزيز التعليم والتنمية، يترك بصمة واضحة على مؤسسات تعليمية وصحية، وعلى جهود التمكين المجتمعي والريادة النسائية.

في عيد جلوسه السادس والعشرين، يصل الأردن إلى محطة تاريخية بنكهة الأمل والإرادة، حيث تتوحد الهمم نحو تحقيق التنمية المستدامة وتحرير الطاقات الشبابية، وصون الكرامة الوطنية، واستمرار الزخم الإصلاحي المتوازن في السياسة والاقتصاد والمجتمع. ويظل العهد الهاشمي رمزاً للأمن والاستقرار، ودرعاً وطنياً في وجه التحديات، قائداً لمسيرة السلام والدور الإنساني المتميز.

كل عام وجلالة الملك عبد الله الثاني وشعب الأردن بألف خير، سائلين المولى أن يديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والرخاء والازدهار تحت راية الهاشميين.