وجهات نظر

الرأي في عيد ميلادها .. تستحق أن تبقى صفحاتها حيّة في الوعي والوجدان

الرأي في عيد ميلادها ..  تستحق أن تبقى صفحاتها حيّة في الوعي والوجدان

في عامها الخامس والخمسين، تواصل جريدة الرأي مسيرتها كأحد أبرز أعمدة الإعلام الأردني، شاهدةً على تحولات الوطن، وناقلةً لصوت الناس، ومرآةً أمينةً لهمومهم وتطلعاتهم. منذ صدور عددها الأول في الثاني من يونيو عام 1970، حملت الرأي على عاتقها مسؤولية الكلمة، وسارت بخطى ثابتة نحو ترسيخ المهنية والموضوعية، فغدت مدرسة إعلامية تخرّج فيها عشرات الصحفيين، وأسهمت في صياغة وعي أجيال من القرّاء.

خمسة وخمسون عامًا من العطاء لم تكن سهلة، فقد شهدت خلالها الرأي مراحل دقيقة على المستويين الوطني والإقليمي، لكنها كانت دومًا على قدر التحدي، ملتزمةً بثوابتها الوطنية، ومدافعة عن قضايا الأردن في وجه الحملات والتشويه، دون أن تتخلى عن مهنيتها أو تحيد عن رسالتها الصحفية.

لقد تعاقب على رئاسة تحرير الرأي نخبة من الزملاء الصحفيين الذين تحلوا بالحكمة والموضوعية وروح المسؤولية، وأسهم كلٌّ منهم في ترسيخ نهجها المهني وتعزيز مكانتها كمنبر وطني موثوق. وفي هذا السياق، جاء الدكتور خالد الشقران رئيسًا لتحرير الصحيفة، ليواصل المسيرة برؤية متجددة تجمع بين أصالة الجريدة العريقة ومتطلبات العصر الرقمي، محافظًا على قيم المهنة، وساعيًا لتطوير الأداء التحريري والمهني بما يواكب تطلعات القرّاء ويعزز حضور الرأي في المشهد الإعلامي الأردني والعربي.

وكما كانت قيادة الجريدة ركيزة في استمرارية نهجها، فقد شكل زملاء الرأي من صحفيين ومراسلين وكتّاب، النبض الحقيقي للميدان، فجسدوا الكلمة واقعًا، ونقلوا صوت الناس بقلمٍ صادق وعدسةٍ واعية. كانوا شهودًا على الأحداث، وحاملي رسالة إعلامية سامية تنحاز للحقيقة، وتعكس هموم الوطن والمواطن، فأصبحت الرأي بجهودهم مرآةً حيّة لما يجري في الشارع الأردني، ومصدرًا موثوقًا في نقل الأخبار وتحليلها.

وفي ظل الثورة الرقمية وتغير أنماط استهلاك الإعلام، لم تقف الرأي عند حدود الورق، بل انطلقت نحو الفضاء الإلكتروني بمنصات تفاعلية ومحتوى عصري، لتظل حاضرة في وجدان الجيل الجديد، وقادرة على المنافسة والتطور، دون التفريط بجوهرها.

لذا، فإن هذا المنبر الوطني العريق، الذي ظلّ وفيًا لرسالته الإعلامية ومخلصًا لقضايا وطنه وأمّته، يستحق كل الدعم لمواصلة مسيرته، وترك بصماته في المشهد الصحفي والإعلامي، لا سيّما في ظل التحديات التي تواجه الصحافة الورقية والإعلام المهني عمومًا. فالرأي ليست مجرد جريدة، بل ذاكرة وطن، وسجلّ للتحولات، ومنبرٌ يعكس ضمير المجتمع، ويستحق أن تبقى صفحاته حيّةً في الوعي والوجدان.

كل عام وجريدة الرأي بخير، ومزيدًا من التقدم والتميّز في خدمة الكلمة والوطن.