سوالف

دراسة تكشف مفارقة لافتة بين الرجال والنساء في الألم العاطفي

دراسة تكشف مفارقة لافتة بين الرجال والنساء في الألم العاطفي

للعلّم - يشتهر مصطلح "القلب المنكسر" كتشبيه للحزن العميق الناتج عن الفقد أو الانفصال العاطفي، لكن ما وراء هذا الوصف المجازي تكمن حقيقة طبية وعلمية تؤكد أن الألم النفسي لا يقل تأثيرًا عن الألم الجسدي. حديثًا، كشفت دراسة علمية حديثة مفارقة لافتة بين الرجال والنساء في كيفية الشعور والتعامل مع هذا الألم، مما يفتح أفقًا جديدًا لفهم التجربة العاطفية الإنسانية.

القلب المنكسر: أكثر من مجرد ألم عاطفي
عندما يمر الإنسان بفقد عاطفي كأنه يُعاني من جرح حقيقي في القلب، لكن ليس فقط من الناحية النفسية. فقد أثبتت الأبحاث أن استجابة الجسم لهذا الألم يمكن أن تسبب تغيرات في ضربات القلب، ضغط الدم، وحتى في نظام المناعة.

مفارقة الرجال والنساء في تجربة "القلب المنكسر"
1. النساء أكثر تأثرًا عاطفيًا، الرجال أكثر عرضة جسديًا
أظهرت الدراسة أن النساء يعشن ألمًا عاطفيًا أكثر حدة ويميلن إلى التعبير عنه بشكل مفتوح، ما يسمح لهن بالتعامل معه تدريجيًا. أما الرجال، فعلى الرغم من تعبيرهم الأقل، فإن أجسامهم تتفاعل بقوة أكبر جسديًا، مع أعراض مثل ارتفاع ضغط الدم أو زيادة خطر النوبات القلبية.

2. آليات التكيف تختلف
النساء غالبًا ما يلجأن إلى الدعم الاجتماعي والتحدث عن مشاعرهن، بينما يميل الرجال إلى كبت المشاعر أو اللجوء إلى حلول سريعة قد لا تكون صحية، مما يزيد من التوتر البدني.

3. التأثير على الصحة الجسدية
تُشير الدراسة إلى أن الرجال يعانون من مضاعفات قلبية ونفسية أكثر بعد تجربة فشل عاطفي، مثل متلازمة القلب المنكسر (Takotsubo Cardiomyopathy) التي تُعرف أيضًا بـ"متلازمة القلب الحزين".

ماذا تعني هذه المفارقة؟
هذه النتائج تؤكد أن تجربة "القلب المنكسر" ليست متجانسة بين الجنسين، وأن الدعم العاطفي والبدني يجب أن يكون موجهًا بشكل مختلف حسب الجنس، لمساعدة الأفراد على التعافي بشكل أفضل.

نصائح للتعامل مع ألم "القلب المنكسر"
التحدث والتعبير عن المشاعر: سواء كنت رجلاً أو امرأة، فتح باب الحديث يخفف من الضغط النفسي.

المراقبة الصحية الدورية: خاصة لمن عانى مؤخرًا من فقد أو انفصال.

الاهتمام بالنظام الغذائي والتمارين: لدعم صحة القلب والجسم.

الاستشارة النفسية والطبية: في حال استمرار الأعراض أو الشعور بالإحباط الشديد.

"القلب المنكسر" هو تجربة إنسانية مشتركة، لكن أجسادنا وقلوبنا تتفاعل معها بطرق مختلفة حسب جنسنا. فهم هذه الفروقات يساعد في تقديم دعم أفضل يراعي خصوصية كل فرد، ويعزز من فرص التعافي الكامل على الصعيدين النفسي والجسدي.