منوعات

تغييران غذائيان بسيطان قد يخففان أعراض الاكتئاب والقلق

تغييران غذائيان بسيطان قد يخففان أعراض الاكتئاب والقلق

للعلّم - استعرض باحثون من جامعة بوند في كوينزلاند، أستراليا، العلاقة بين النظام الغذائي والصحة النفسية من خلال مراجعة علمية شاملة شملت 25 دراسة، ضمّت بيانات أكثر من 57 ألف شخص بالغ.

وخلصت الدراسة إلى أن إجراء تعديلين بسيطين في النظام الغذائي—تقليل السعرات الحرارية وخفض استهلاك الدهون—قد يسهم في التخفيف من أعراض الاكتئاب والقلق، لاسيما لدى الأفراد الأكثر عرضة لأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل المصابين بالسمنة أو مقاومة الإنسولين.

ويُقصد بالنظام الغذائي منخفض الدهون أن تقل نسبة الدهون عن 30% من إجمالي السعرات اليومية، بما يتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية. أما النظام المقيد للسعرات، فيستند إلى استهلاك نحو 1500 سعرة حرارية يومياً، مع الابتعاد عن الأطعمة المعالجة والسكريات.

وعلى الرغم من النتائج الواعدة التي نشرتها مجلة "حوليات الطب الباطني"، فقد شدد الباحثون على أن جودة الأدلة المتوفرة ما تزال محدودة، مؤكدين أهمية استشارة المختصين قبل إجراء أي تغييرات غذائية لأغراض نفسية.

وتعزز هذه النتائج أدلة متزايدة تربط بين التغذية والمزاج النفسي. فقد أظهرت دراسة سابقة نشرتها مجلة BMC Medicine أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب الذين اتبعوا حمية البحر الأبيض المتوسط لمدة 3 أشهر تحسنت صحتهم النفسية مقارنة بمن حافظوا على أنظمتهم الغذائية المعتادة.

تعتمد حمية البحر الأبيض المتوسط على تناول الفواكه والخضروات بكثرة، إلى جانب الحبوب الكاملة والبقوليات والأسماك، مع تقليل استهلاك اللحوم الحمراء والسكريات.

من جانب آخر، تشير الأبحاث إلى دور محتمل للألياف في دعم الصحة النفسية عبر تعزيز توازن ميكروبيوم الأمعاء. ففي مراجعة شملت 18 دراسة ونشرت عام 2023، وجد باحثو جامعة أديلايد أن زيادة استهلاك الألياف بمقدار 5 غرامات يومياً يقلل خطر الاكتئاب بنسبة 5% لدى الأشخاص المعرضين للخطر. وتوصي هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) بتناول ما لا يقل عن 30 غراماً من الألياف يومياً.

وفي المقابل، تحذر دراسات حديثة من الأثر السلبي للأطعمة الفائقة المعالجة، مثل المشروبات الغازية ورقائق البطاطا والآيس كريم، على الصحة النفسية. إذ أظهرت دراسة في مجلة Clinical Nutrition أن كل زيادة بنسبة 10% في استهلاك هذه الأطعمة ترتبط بزيادة مماثلة في خطر ظهور أعراض الاكتئاب.

ورغم تنامي الأدلة على العلاقة بين النظام الغذائي والمزاج، إلا أن الخبراء يؤكدون أن هذا الارتباط ليس بالضرورة سببياً، إذ قد تتداخل عوامل أخرى مثل النشاط البدني، والسمنة، والتدخين.