متداول تكنولوجيا

معلومات ونصائح هامة لرحلة فضائية ناجحة

معلومات ونصائح هامة لرحلة فضائية ناجحة

للعلّم - هل خطر ببالكِ يوماً أن تتجاوزي حدود الجاذبية، أن تنظري إلى الأرض لا من نافذة طائرة، بل من نافذة كبسولة فضائية تُحلِّق بكِ في مدارات الكون؟ تخيّلي المشهد: زرقة كوكبنا تتقلص شيئاً فشيئاً، بينما تُحيط بكِ عتمة الفضاء وسكونه المَهيب، ثم فجأة تنفصل الجاذبية، فتطفين بحرية، تتذوقين إحساس انعدام الوزن كما لم تفعليه من قبل وتعيشين لحظة يصعب وصفها، لكنها ستظل محفورةً في ذاكرتكِ إلى الأبد. ربما كنتِ تعتقدين أن هذا الحلم لا يخصك وأنه حكرٌ على العلماء ورواد الفضاء الذكور المدربين، أو أنه رفاهية بعيدة لا مكان لها في واقعك. لكن العالم يتغير والتكنولوجيا تفتح آفاقاً جديدةً لم تكن متاحةً من قبل. وسياحة الفضاء، التي كانت ذات يوم مجرد سيناريو في فيلم خيال علمي، باتت اليوم حلماً واقعياً تضعه شركات كبرى بين يدي المغامرات الطموحات من النساء، مهما كانت خلفيتهن أو مجالات اهتمامهن. نعم، بإمكانك أن تكوني جزءاً من هذا التحوّل، أن تحجزي مكانك على متن رحلة فضائية وتخوضي مغامرة غير مسبوقة. لكن قبل أن تُقلعي إلى السماء، لا بد أن تتعرفي إلى المسار: من أين تبدئين، ما أنواع الرحلات المتاحة، مَن يقود السباق نحو الفضاء وما المتطلبات التي عليكِ الاستعداد لها، صحياً وذهنياً ومادياً.

كيف بدأت سياحة الفضاء؟
سياحة الفضاء هي السفر إلى الفضاء لأغراض الترفيه أو الاستكشاف دون الحاجة إلى أن تكوني رائدة فضاء. انطلقت أولى هذه الرحلات عام 2001 حين قرر رجل الأعمال الأمريكي دينيس تيتو دفع ملايين الدولارات لزيارة محطة الفضاء الدولية. ومنذ ذلك الحين، سارت نساء ملهمات على خُطاه، من أبرزهن أنوشه أنصاري، أول امرأة تموّل رحلتها الفضائية بنفسها.

الشركات الرائدة في مغامرة الفضاء
ثلاث شركات كبرى تفتح بوابات الكون أمام المسافرات:
Blue Origin: أنشأها جيف بيزوس وتقدم رحلات شبه مدارية.
Virgin Galactic: تأسست على يد ريتشارد برانسون وتمنح تجربة انعدام الجاذبية لبضع دقائق.
SpaceX: يقودها إيلون ماسك وتتيح رحلات مدارية تدور حول الأرض لأيام.

أين يبدأ الفضاء؟
الفاصل بين الأرض والفضاء يُعرف بخط كارمان ويقع على ارتفاع 62 ميلاً. لكن ناسا وهيئة الطيران الأمريكية تعتبر أن الفضاء يبدأ من ارتفاع 80 ميلاً.

أنواع الرحلات المتاحة
هناك 3 أنواع من الرحلات إلى الفضاء:

الرحلات شبه المدارية: قصيرة المدى من 10–15 دقيقة، تُحلق بكِ إلى الفضاء وتعيدكِ، مع دقائق من انعدام الوزن.
الرحلات المدارية: تدوم ليوم أو أكثر، وتدور حول الأرض.
زيارة محطة الفضاء الدولية: أطول وأغلى خيار، وتوفر تجربةً معيشةً بجانب رواد فضاء محترفين.

وسائل النقل إلى الفضاء
قبل أن تنطلقي في رحلتكِ إلى الفضاء، عليكِ أن تتعرفي إلى الوسائل التي ستحملكِ إلى ما فوق السحاب، فلكل وسيلة طابعها الفريد وتجربتها المختلفة في الوصول إلى النجوم.

صواريخ الإقلاع العمودي: مثل New Shepard وFalcon 9.
مركبات تُطلق من طائرات: مثل SpaceShipTwo.
بالونات عالية الارتفاع: مثل Spaceship Neptune، بتجربة فاخرة وأقل ضغطاً بدنياً.

هل تحتاجين إلى تدريب؟
نعم، ويتوقف على نوع الرحلة:

الرحلات القصيرة: تدريب ليوم أو يومين يشمل السلامة وانعدام الجاذبية.
الرحلات المدارية: تدريب يمتد لأسابيع، يتضمن محاكاة العيش في الكبسولة.
البالونات: لا تتطلب تدريباً خاصاً.
ملاحظة: العديد من النساء خضن التجربة بعد الأربعين والخمسين، فالأهم هو الصحة العامة، لا اللياقة العالية.
حالتكِ الصحية والاستعداد الطبي
لستِ بحاجة لأن تكوني رياضيةً محترفةً، فقط صحة جيدة. الحمل يُمنع تماماً في الرحلات، وكذلك الأمراض المزمنة الخطرة. ستخضعين لفحص طبي شامل قبل الرحلة.

كيف تصبحين سائحة فضائية؟
إذا راودكِ حلم الطيران إلى الفضاء، فاعلمي أن الطريق إليه لم يعد معقداً كما كان؛ إليكِ الشروط الأساسية التي تفتح لكِ باب السماء لتصبحي سائحةً فضائيةً.

أن تكوني فوق 18 عاماً.
بصحة جيدة.
اجتياز تدريبات السلامة والتأقلم.
الاستعداد المالي أو الدخول في برامج دعم.
بعض البرامج كانت تتطلب سابقاً الجنسية الأمريكية أو درجات علمية متقدمة، لكنها لم تعد شروطاً صارمة في كل الشركات.

ماذا عن الأمان؟
وسط كل هذا الانبهار، لا تنسَي أن الأمان في مقدمة أولويات الشركات الفضائية، بتقنيات متقدمة وأنظمة إنقاذ مدروسة بدقة.

توجد أنظمة إنقاذ عند الطوارئ.
تتم مراقبة الإشعاعات.
توفر المركبات كبسولات آمنة ومزودة بالأوكسجين.
تُوقّعين وثيقة موافقة على المخاطر.