يبدو انني انتمي الى اسرة الذين عليهم ان يتألموا
في ذكرى ميلاد الحسين طيب الله ثراه نقرأ في صفحات وطن عانى ويعاني ولكن ما نزع ثوب عروبته وقوميته
كان المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه يقدر قيمة العروبة وضرورة ان تكون هي موجهنا في عملنا وعلاقاتنا ،
حوالي نصف قرن مليئة بالمتاعب والسعي الى العروبة الحقيقية ، وكان بناء الوطن هو الهاجس الاول حتى كان هذا الاردن البهي الوهاج .
ومن متاعب الى اخرى ولسان حال الحسين يرحمه الله يقول :
" يبدو انني انتمي الى اسرة الذين عليهم ان يتألموا "
ولعل مسار العروبة يختلف اليوم ، ويتدحرج حينا ويتعوكل حينا آخر ، وربما احداث غزة اليوم أسقطت كل أوراق التوت . وقد سقطت اوراق من قبلها خاصة في حرب فلسطين 1948 عندما دعا بعض القادة العرب الى ترك الفلسطينيين يقاتلون بمفردهم ونحن نمدهم فقط بالسلاح والمال ، وقد وقف الملك الشهيد عبدالله الاول بصلابة ضد هذا التوجه .
وقدر الاردن منذ تأسيسه ان يواجه تحديات صعاب ،وان يتعرض لجور الاخ والشقيق قبل الصديق ،فلم يكن تأسيس دولة وانقاذ ارض الاردن من براثن مخطط استعماري كبير الا واحدة من مشقات الاسرة الهاشمية في نضالها ضد محاولات الاستلاب والتغول .وواحدة من محطات كان الاردن فيها انه لن يكون ابدا.
الاردن البلد الذي يحمل مشروعا نهضويا طموحا يسعى الى وحدة الصف العربي ،وتوحيد الجهود وبناء القوة الذاتية وتميز بمصداقيته، وتميز بقبول شعوب العرب في اغلبهم لهذا المشروع ، ولكن بروز مشروعات اخرى على قاعدة اقليمية وايدولوجية هذه التي رأت في مشروع النهضة العربية عقبة يجب ازالتها ،وهنا تكمن حقيقة الصراع وحقيقة العداء للاردن ،وهذه هي مصدر متاعب الاردن ،وربما نجد في عنوان كتاب المغفور له الحسين بن طلال " Un Easy Lies A Head " وترجمته ليس من السهل ان تكون ملكا ، ويتحدث عن حقبة العشر سنوات الاولى من حكم جلالته من عام 1953 الى 1963 نجد في هذا الكتاب متاعب الحكم وقساوة التحديات ،ومواجهة محاولات الاغتيال لجلالته ،وتعدد حالات اغلاق الحدود علينا من عربنا ،والقضاء على الاسرة الهاشمية في بغداد ومن حينها ما توقف شلال الدم هناك ، ومحاولة اسقاط طائرة الحسين في سماء دمشق عام 1958 ، ورغم كل الاحداث المؤلمة بوقائعها ونتائجها فإن الاردن ما حاد عن عروبته ودفع باهض الاثمان في سبيل ذلك من مثل احداث العراق ، ولكن ما توقف الاردن عن تنفيذ خطط تنموية شملت كل قطاعات الحياة ،وما توقف عن خدمة قضايا الامة العربية ،
وفي عز ازمات المنطقة يرسل الحسين طيب الله ثراه الجيش الاردني الى الكويت في 13 ايلول 1961 ليحمي استقلال الشقيقة الكويت ويحميها من محاولات عبدالكريم قاسم لاحتلالها ، وما توانى الاردن عن الوقوف مع الشعب التونسي في قضية بنزرت الشهيرة وتواصل جلالته مع الحبيب بورقيبة وكانت المساعدات الاردنية لا تنقطع عن اخواننا في تونس ، وكان جيشنا يقاتل في اليمن في اوائل الستينات الى جانب الشقيقة السعودية ضد المد الشيوعي وانتصارا للمتوكلية اليمنية ، ورابطت قواتنا على ارض عُمان الشقيقة في عام 1975 وقاتلت وقدمت قواتنا الشهداء انتصارا للشرعية السلطانية ومقاومة للشيوعية والتمرد هناك .
كان الحسين طيب الله ثراه ينتصر لكل قضايا الامة العربية ويعلو فوق الجراح ويتجاوز الاساءة وهو يردد ويقول :
اذا احتربت يوما ففاضت دماؤها تذكرت القربى ففاضت دموعها
ووقف الاردن في حرب حزيران يخوضها والحسين يقول هذه حرب ما اردناها لاننا غير مستعدين لها ، وندفع ثمنا للقومية العربية القدس والضفة الغربية وبعد الحرب القى جلالته خطابا مريرا مؤلما ومما قاله :
"يبدو انني انتمي الى اسرة الذين عليهم ان يتألموا" ومن اكبر التحديات للحسين طيب الله ثراه هو تحدي القدس العربية، التي شهدت الاعمار والرعاية منذ عهد الملك المؤسس الشهيد عبدالله الاول ، وتصدى الحسين طيب الله ثراه لكل مشاريع سحبها من الوصاية الاردنية ،وهو من اعمر منبرها بعد فشل كل جهود الامة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي في اعمار المنبر ، وهو الحسين من باع بيته في لندن ليقدم ثمنه لاعمارالقدس والمقدسات
جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه واجه المحن والصعوبات ،ليس فقط من خلال 18 محاولة اغتيال ،ولا من ست محاولات انقلاب ، بل المواجهة هي من سلسلة المؤمرات ضد الاردن ومحاولات تجنيد العملاء وتحويل منظمات هي في الاصل لتكون من اجل فلسطين ولكن لتوجه حرابه الى نحورنا ، ووصلت دبابات عربية غازية الى مشارف عجلون ،ولكن كان بالمرصاد لكل ذلك هي الثلاثية المتينة التي تميز الاردن بها ولا يزال، هذه الثلاثية هي في وحدة القيادة والشعب والجيش ،والتي فشلت كل محاولات اختراقها، وواجهنا بهذه الثلاثية ما تسمى بالربيع العربي ،وواجهنا بها محاولة تفتيت اللحمة العشائرية الاردنية التي هي قوام هذه الدولة وحصنها الحصين في وجه اهل الحداثة الصلعاء والمستوردين واصحاب الاجندات غير الوطنية .
نستذكر كلمة للحسين رحمة الله عليه ذات معاني بعيدة حين قال : الانسان اغلى ما نملك وكلمته حين قال " نقطع اليد التي تمتد الى الجندي "
هو الاردن الذي يزهو في كل يوم بأمنه واقتصاده ،يزهو بجيشه العربي الباسل وباجهزته الامنية التي تسهر على راحة الوطن ، ونعتز اننا نحظى بقيادة هاشمية عربية اصيلة ،تقود الاردن نحو الرقي والتطور بكل معاني العزة والرفعة ،ونحن جميعا نقف في وطن هو الاغلى والاعز بقيادة جلالة مليكنا المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه ،
ويكفي شرفا لكل اردني موقف الاردن من العدوان الغاشم على غزة وجهد الملك عبدالله الثاني العالمية في نصرة الاهل في غزة اضافة لسيل المساعدات الانسانية التي لم تتوقف باتجاه أهلنا في غزة .
نقف في وطن يدعونا لان نحافظ عليه ونحميه بالفكر والرؤية والتطلع نحو الافضل على الدوام ولكن ما غابت المتاعب عن قيادتنا ونستذكر كلمات المدرب " لولي " في الاكاديمية العسكرية البريطانية يقول للملك عبدالله الثاني حين كان تلميذا فيها : يا عبدالله ستغرق في المتاعب ، والذي سيختلف عليك هو حجمها "
وسيقى الاردن قلعة صمود ،باهله جميعا ، وبوحدته الوطنية وبقيمه ومبادئه وفكره النهضوي العربي منذ عهد الثورة العربية الكبرى
كان المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه يقدر قيمة العروبة وضرورة ان تكون هي موجهنا في عملنا وعلاقاتنا ،
حوالي نصف قرن مليئة بالمتاعب والسعي الى العروبة الحقيقية ، وكان بناء الوطن هو الهاجس الاول حتى كان هذا الاردن البهي الوهاج .
ومن متاعب الى اخرى ولسان حال الحسين يرحمه الله يقول :
" يبدو انني انتمي الى اسرة الذين عليهم ان يتألموا "
ولعل مسار العروبة يختلف اليوم ، ويتدحرج حينا ويتعوكل حينا آخر ، وربما احداث غزة اليوم أسقطت كل أوراق التوت . وقد سقطت اوراق من قبلها خاصة في حرب فلسطين 1948 عندما دعا بعض القادة العرب الى ترك الفلسطينيين يقاتلون بمفردهم ونحن نمدهم فقط بالسلاح والمال ، وقد وقف الملك الشهيد عبدالله الاول بصلابة ضد هذا التوجه .
وقدر الاردن منذ تأسيسه ان يواجه تحديات صعاب ،وان يتعرض لجور الاخ والشقيق قبل الصديق ،فلم يكن تأسيس دولة وانقاذ ارض الاردن من براثن مخطط استعماري كبير الا واحدة من مشقات الاسرة الهاشمية في نضالها ضد محاولات الاستلاب والتغول .وواحدة من محطات كان الاردن فيها انه لن يكون ابدا.
الاردن البلد الذي يحمل مشروعا نهضويا طموحا يسعى الى وحدة الصف العربي ،وتوحيد الجهود وبناء القوة الذاتية وتميز بمصداقيته، وتميز بقبول شعوب العرب في اغلبهم لهذا المشروع ، ولكن بروز مشروعات اخرى على قاعدة اقليمية وايدولوجية هذه التي رأت في مشروع النهضة العربية عقبة يجب ازالتها ،وهنا تكمن حقيقة الصراع وحقيقة العداء للاردن ،وهذه هي مصدر متاعب الاردن ،وربما نجد في عنوان كتاب المغفور له الحسين بن طلال " Un Easy Lies A Head " وترجمته ليس من السهل ان تكون ملكا ، ويتحدث عن حقبة العشر سنوات الاولى من حكم جلالته من عام 1953 الى 1963 نجد في هذا الكتاب متاعب الحكم وقساوة التحديات ،ومواجهة محاولات الاغتيال لجلالته ،وتعدد حالات اغلاق الحدود علينا من عربنا ،والقضاء على الاسرة الهاشمية في بغداد ومن حينها ما توقف شلال الدم هناك ، ومحاولة اسقاط طائرة الحسين في سماء دمشق عام 1958 ، ورغم كل الاحداث المؤلمة بوقائعها ونتائجها فإن الاردن ما حاد عن عروبته ودفع باهض الاثمان في سبيل ذلك من مثل احداث العراق ، ولكن ما توقف الاردن عن تنفيذ خطط تنموية شملت كل قطاعات الحياة ،وما توقف عن خدمة قضايا الامة العربية ،
وفي عز ازمات المنطقة يرسل الحسين طيب الله ثراه الجيش الاردني الى الكويت في 13 ايلول 1961 ليحمي استقلال الشقيقة الكويت ويحميها من محاولات عبدالكريم قاسم لاحتلالها ، وما توانى الاردن عن الوقوف مع الشعب التونسي في قضية بنزرت الشهيرة وتواصل جلالته مع الحبيب بورقيبة وكانت المساعدات الاردنية لا تنقطع عن اخواننا في تونس ، وكان جيشنا يقاتل في اليمن في اوائل الستينات الى جانب الشقيقة السعودية ضد المد الشيوعي وانتصارا للمتوكلية اليمنية ، ورابطت قواتنا على ارض عُمان الشقيقة في عام 1975 وقاتلت وقدمت قواتنا الشهداء انتصارا للشرعية السلطانية ومقاومة للشيوعية والتمرد هناك .
كان الحسين طيب الله ثراه ينتصر لكل قضايا الامة العربية ويعلو فوق الجراح ويتجاوز الاساءة وهو يردد ويقول :
اذا احتربت يوما ففاضت دماؤها تذكرت القربى ففاضت دموعها
ووقف الاردن في حرب حزيران يخوضها والحسين يقول هذه حرب ما اردناها لاننا غير مستعدين لها ، وندفع ثمنا للقومية العربية القدس والضفة الغربية وبعد الحرب القى جلالته خطابا مريرا مؤلما ومما قاله :
"يبدو انني انتمي الى اسرة الذين عليهم ان يتألموا" ومن اكبر التحديات للحسين طيب الله ثراه هو تحدي القدس العربية، التي شهدت الاعمار والرعاية منذ عهد الملك المؤسس الشهيد عبدالله الاول ، وتصدى الحسين طيب الله ثراه لكل مشاريع سحبها من الوصاية الاردنية ،وهو من اعمر منبرها بعد فشل كل جهود الامة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي في اعمار المنبر ، وهو الحسين من باع بيته في لندن ليقدم ثمنه لاعمارالقدس والمقدسات
جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه واجه المحن والصعوبات ،ليس فقط من خلال 18 محاولة اغتيال ،ولا من ست محاولات انقلاب ، بل المواجهة هي من سلسلة المؤمرات ضد الاردن ومحاولات تجنيد العملاء وتحويل منظمات هي في الاصل لتكون من اجل فلسطين ولكن لتوجه حرابه الى نحورنا ، ووصلت دبابات عربية غازية الى مشارف عجلون ،ولكن كان بالمرصاد لكل ذلك هي الثلاثية المتينة التي تميز الاردن بها ولا يزال، هذه الثلاثية هي في وحدة القيادة والشعب والجيش ،والتي فشلت كل محاولات اختراقها، وواجهنا بهذه الثلاثية ما تسمى بالربيع العربي ،وواجهنا بها محاولة تفتيت اللحمة العشائرية الاردنية التي هي قوام هذه الدولة وحصنها الحصين في وجه اهل الحداثة الصلعاء والمستوردين واصحاب الاجندات غير الوطنية .
نستذكر كلمة للحسين رحمة الله عليه ذات معاني بعيدة حين قال : الانسان اغلى ما نملك وكلمته حين قال " نقطع اليد التي تمتد الى الجندي "
هو الاردن الذي يزهو في كل يوم بأمنه واقتصاده ،يزهو بجيشه العربي الباسل وباجهزته الامنية التي تسهر على راحة الوطن ، ونعتز اننا نحظى بقيادة هاشمية عربية اصيلة ،تقود الاردن نحو الرقي والتطور بكل معاني العزة والرفعة ،ونحن جميعا نقف في وطن هو الاغلى والاعز بقيادة جلالة مليكنا المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه ،
ويكفي شرفا لكل اردني موقف الاردن من العدوان الغاشم على غزة وجهد الملك عبدالله الثاني العالمية في نصرة الاهل في غزة اضافة لسيل المساعدات الانسانية التي لم تتوقف باتجاه أهلنا في غزة .
نقف في وطن يدعونا لان نحافظ عليه ونحميه بالفكر والرؤية والتطلع نحو الافضل على الدوام ولكن ما غابت المتاعب عن قيادتنا ونستذكر كلمات المدرب " لولي " في الاكاديمية العسكرية البريطانية يقول للملك عبدالله الثاني حين كان تلميذا فيها : يا عبدالله ستغرق في المتاعب ، والذي سيختلف عليك هو حجمها "
وسيقى الاردن قلعة صمود ،باهله جميعا ، وبوحدته الوطنية وبقيمه ومبادئه وفكره النهضوي العربي منذ عهد الثورة العربية الكبرى