ما بعد أكتوبر الوردي… حين يصبح الوعي عادةً لا موسمًا
مع بداية شهر نوفمبر، وبعد أن خبا ضجيج “أكتوبر الوردي”، يبقى السؤال الأهم:
هل انتهى الوعي بانتهاء الشهر؟ أم أنّ التوعية بسرطان الثدي يجب أن تبقى نهجًا مستمرًا لا يرتبط بموعدٍ أو حملةٍ موسمية؟
لقد اخترت أن أكتب عن هذا الموضوع بعد انقضاء شهر التوعية العالمي بسرطان الثدي، لأنّ الوقاية لا تُقاس بالشهور، بل بالاستمرارية. فالأمر لا يتعلّق بحملة إعلامية أو لونٍ ورديٍّ جميل يزيّن الشوارع، بل بثقافة صحية يجب أن تمتد على مدار العام، في المدارس، والمراكز الصحية، وأماكن العمل، وبيوتنا جميعًا.
يُعدّ سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء في العالم، وفي منطقتنا العربية وشرق المتوسط ما زال من الأسباب الرئيسة للوفيات النسائية. ووفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية لعام 2022، تم تشخيص أكثر من 2.3 مليون امرأة بسرطان الثدي عالميًا، وتوفيت نحو 670 ألف امرأة، منها أكثر من 52 ألف حالة وفاة في إقليم شرق المتوسط وحده. ومع ذلك، تُظهر الدراسات أن الكشف المبكر يرفع نسب الشفاء إلى أكثر من 90% إذا تم في المراحل الأولى. وهذا ما يجعل الفحص المنتظم قضية صحة عامة لا تحتمل التأجيل.
وفي السنوات الأخيرة، أصبح الذكاء الاصطناعي يمثل مستقبلًا واعدًا للكشف المبكر عن سرطان الثدي. فقد أظهرت الدراسات أن دقته في تحليل صور الأشعة تتراوح بين 92% و97%، مما أسهم في خفض نسبة الحالات غير المشخّصة بنحو 25%. هذه التقنيات لا تُستخدم فقط في التشخيص، بل أيضًا في التنبؤ المبكر بمستوى الخطورة، وهو ما يمنح الأنظمة الصحية فرصةً للوقاية قبل العلاج، ويزيد من نسب الشفاء ويقلّل من الأعباء المادية والمعنوية على الأسر والمجتمعات.
ولأنّ صحة المرأة كلٌّ متكامل، فإنّ سرطان عنق الرحم يبرز اليوم كإحدى القضايا الصحية الصاعدة في منطقتنا العربية وشرق المتوسط. وهو مرض يمكن الوقاية منه بشكل كبير عبر الفحص الدوري والتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV). وفي هذا المجال، تعمل العديد من دول الإقليم، مثل الأردن والعراق والمغرب واليمن، على البدء بتنفيذ برامج وطنية فعّالة في الوقاية والفحص والتطعيم وبناء القدرات الطبية، ضمن جهودٍ راميةٍ ومتكاتفة لتعزيز الكشف المبكر وضمان الوصول إلى الخدمات الوقائية لجميع الفئات.
هذه الجهود تعكس أن الموضوع لم يعد قضيةً مستجدة، بل عملًا فعليًا مستمرًا على مستوى السياسات الوطنية والإقليمية، في إطار رؤيةٍ مشتركةٍ تهدف إلى خفض معدلات الإصابة والوفيات من هذه الأمراض القابلة للوقاية والسيطرة.
إنّ اللون الوردي الذي يرمز إلى شهر أكتوبر ليس مجرد لون؛ بل رمزٌ للأمل والشجاعة والإصرار على الحياة.
لكن رسالته لا تكتمل إلا إذا تحوّلت إلى ممارسةٍ مستمرة، تعزز الفحص الذاتي، والتصوير الشعاعي المنتظم، والمراجعة الطبية الدورية.
لأنّ المرض حين يُكتشف مبكرًا يُهزم، وحين يُهمل يتقدّم.
هل انتهى الوعي بانتهاء الشهر؟ أم أنّ التوعية بسرطان الثدي يجب أن تبقى نهجًا مستمرًا لا يرتبط بموعدٍ أو حملةٍ موسمية؟
لقد اخترت أن أكتب عن هذا الموضوع بعد انقضاء شهر التوعية العالمي بسرطان الثدي، لأنّ الوقاية لا تُقاس بالشهور، بل بالاستمرارية. فالأمر لا يتعلّق بحملة إعلامية أو لونٍ ورديٍّ جميل يزيّن الشوارع، بل بثقافة صحية يجب أن تمتد على مدار العام، في المدارس، والمراكز الصحية، وأماكن العمل، وبيوتنا جميعًا.
يُعدّ سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء في العالم، وفي منطقتنا العربية وشرق المتوسط ما زال من الأسباب الرئيسة للوفيات النسائية. ووفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية لعام 2022، تم تشخيص أكثر من 2.3 مليون امرأة بسرطان الثدي عالميًا، وتوفيت نحو 670 ألف امرأة، منها أكثر من 52 ألف حالة وفاة في إقليم شرق المتوسط وحده. ومع ذلك، تُظهر الدراسات أن الكشف المبكر يرفع نسب الشفاء إلى أكثر من 90% إذا تم في المراحل الأولى. وهذا ما يجعل الفحص المنتظم قضية صحة عامة لا تحتمل التأجيل.
وفي السنوات الأخيرة، أصبح الذكاء الاصطناعي يمثل مستقبلًا واعدًا للكشف المبكر عن سرطان الثدي. فقد أظهرت الدراسات أن دقته في تحليل صور الأشعة تتراوح بين 92% و97%، مما أسهم في خفض نسبة الحالات غير المشخّصة بنحو 25%. هذه التقنيات لا تُستخدم فقط في التشخيص، بل أيضًا في التنبؤ المبكر بمستوى الخطورة، وهو ما يمنح الأنظمة الصحية فرصةً للوقاية قبل العلاج، ويزيد من نسب الشفاء ويقلّل من الأعباء المادية والمعنوية على الأسر والمجتمعات.
ولأنّ صحة المرأة كلٌّ متكامل، فإنّ سرطان عنق الرحم يبرز اليوم كإحدى القضايا الصحية الصاعدة في منطقتنا العربية وشرق المتوسط. وهو مرض يمكن الوقاية منه بشكل كبير عبر الفحص الدوري والتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV). وفي هذا المجال، تعمل العديد من دول الإقليم، مثل الأردن والعراق والمغرب واليمن، على البدء بتنفيذ برامج وطنية فعّالة في الوقاية والفحص والتطعيم وبناء القدرات الطبية، ضمن جهودٍ راميةٍ ومتكاتفة لتعزيز الكشف المبكر وضمان الوصول إلى الخدمات الوقائية لجميع الفئات.
هذه الجهود تعكس أن الموضوع لم يعد قضيةً مستجدة، بل عملًا فعليًا مستمرًا على مستوى السياسات الوطنية والإقليمية، في إطار رؤيةٍ مشتركةٍ تهدف إلى خفض معدلات الإصابة والوفيات من هذه الأمراض القابلة للوقاية والسيطرة.
إنّ اللون الوردي الذي يرمز إلى شهر أكتوبر ليس مجرد لون؛ بل رمزٌ للأمل والشجاعة والإصرار على الحياة.
لكن رسالته لا تكتمل إلا إذا تحوّلت إلى ممارسةٍ مستمرة، تعزز الفحص الذاتي، والتصوير الشعاعي المنتظم، والمراجعة الطبية الدورية.
لأنّ المرض حين يُكتشف مبكرًا يُهزم، وحين يُهمل يتقدّم.