مجتمعات

الموقف الأردني أكثر الأدوار إقليميا ودوليا فاعلية في دعم الأشقاء الفلسطينيين

الموقف الأردني أكثر الأدوار إقليميا ودوليا فاعلية في دعم الأشقاء الفلسطينيين

للعلّم - قال مختصون إنه، وفي ظل المأساة الإنسانية المتفاقمة التي يمر بها قطاع غزة، فإن الدور الأردني كان أحد أكثر الأدوار العربية والعالمية حضورا وفاعلية، سواء على المستوى السياسي أو الإغاثي، منذ الأيام الأولى للحرب، مشيرين إلى أن التحركات الدبلوماسية الأردنية، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، عملت على أكثر من محور، لوقف العدوان على غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى أهلها المنكوبين.

وفي هذا السياق، قال السفير السابق جمعة العبادي إن الأردن، على صعيد التحرك الدبلوماسي المكثف لوقف الحرب، قاد حراكا سياسيا واسعا في الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، والعواصم المؤثرة.

وأكد أن وقف إطلاق النار شكّل ضرورة إنسانية ملحّة لوقف الإبادة والتدمير، منوها إلى حديث جلالة الملك الحاسم بهذا الشأن: "إن استمرار الحرب في غزة جريمة لا يمكن السكوت عنها، وعلى العالم أن يتحرك فورا لوقف الكارثة الإنسانية."

وتابع العبادي: إن هذا الموقف الثابت والراسخ جعل من الأردن صوتا عربيا وعالميا مدافعا عن حياة المدنيين في غزة ووقف آلة الحرب، مستندًا إلى الشرعية الدولية والقانون الإنساني. ولفت إلى أن الأردن كثّف اتصالاته مع واشنطن والعواصم الأوروبية للضغط على إسرائيل من أجل وقف العمليات العسكرية وفتح المعابر أمام المساعدات.

وأشار إلى الجهود الإنسانية المتواصلة من خلال المستشفيات والمساعدات الأردنية في غزة.

وأضاف: لم يقتصر الدور الأردني على التحركات السياسية، بل امتد إلى الميدان الإنساني، حيث كان الأردن أول دولة عربية ترسل مساعدات عاجلة إلى القطاع من خلال الإنزال الجوي، إذ نفذت القوات المسلحة الأردنية سلسلة من عمليات الإسقاط الجوي الإغاثي داخل غزة، في مبادرات نالت إشادة أممية واسعة.

كما استمر المستشفى الميداني الأردني في غزة، الموجود منذ سنوات، في تقديم خدماته رغم المخاطر، لتقديم الخدمات الطبية الطارئة للجرحى والمصابين، إضافة إلى الدور الكبير للهيئة الخيرية الهاشمية في إطلاق جسر جوي وبري لنقل المساعدات الطبية والغذائية.

من جانبه، قال المحلل السياسي والقانوني الدكتور سيف الجنيدي إن الأردن كان أول من قدّم موقفا إنسانيا ثابتا، ورفض تحويل الحرب على غزة إلى تصفية سياسية، مشيرا إلى أن الموقف الأردني جمع بين المبادئ والمصالح الوطنية الراسخة.

وأضاف أن التحرك الدبلوماسي الأردني اكتسب مصداقية سياسية دولية عالية، مما جعله محورا للتنسيق العربي والدولي بشأن غزة، لافتا إلى الجهود الأردنية وما قدّمته لغزة، والتي عكست التزاما إنسانيا فارقا في زمن الأزمات.

وتابع الجنيدي: أثبت الأردن من جديد أنه صوت الحكمة والإنسانية في زمن الحروب، فهو لم يكتفِ بالمناشدات، بل ترجم مواقفه إلى أفعال ملموسة من خلال التحرك الدبلوماسي الفاعل، ونقل المساعدات الإنسانية بشكل متواصل، مشيرا إلى أن المستشفيات الأردنية الميدانية بقيت مفتوحة في قلب غزة. وفي الوقت الذي تتصارع فيه المصالح، بقي الأردن ثابتا على مواقفه الشجاعة في وقف الحرب، وحماية الأبرياء، وتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة للأشقاء الفلسطينيين.