ديني

هل تجب طاعة الزوج الذي لا ينفق على زوجته

هل تجب طاعة الزوج الذي لا ينفق على زوجته

للعلّم - حكم طاعة الزوج الذي لا ينفق على زوجته
واجب النفقة على الزوج:
النفقة على الزوجة واجب شرعي على الزوج بموجب عقد الزواج، سواء كانت الزوجة غنية أم فقيرة.

قال الله تعالى:
“الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ…” (النساء: 34).
وأكد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله:
“ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف” (رواه مسلم).
متى تسقط طاعة الزوج؟
إذا امتنع الزوج عن الإنفاق بلا سبب مشروع أو تعسّف في حقوق الزوجة، فقد يسقط وجوب الطاعة عنه في بعض الحالات.
قال العلماء: لا تجب الطاعة للزوج إذا لم يقم بواجباته الأساسية تجاه الزوجة، مثل الإنفاق وحسن العشرة.
حق الزوجة في الامتناع عن الطاعة:
إذا امتنع الزوج عن النفقة عمدًا، يحق للزوجة أن ترفض طاعته فيما لا يضرّ بمصلحتها أو كرامتها، مثل الامتناع عن المبيت معه أو الخضوع لتوجيهاته.
كما يحق لها المطالبة بحقوقها المادية من خلال القوانين الشرعية أو السلطات المختصة.
حق الزوجة في فسخ العقد:
إذا استمر الزوج في الامتناع عن الإنفاق ولم يُجدِ معه الإصلاح، فللزوجة الحق في رفع أمرها إلى القاضي لطلب الطلاق أو فسخ العقد بسبب الضرر الواقع عليها.
ما العمل إذا كان الزوج غير قادر على الإنفاق؟
إذا كان الامتناع عن الإنفاق بسبب عذر شرعي (الفقر):
يُستحب أن تصبر الزوجة إذا كان الزوج معسرًا أو يمر بظروف مؤقتة تمنعه من الإنفاق.
قال الله تعالى:
“لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ” (الطلاق: 7).
إذا كان الامتناع بدون عذر شرعي:
يجب على الزوجة طلب المساعدة أو رفع الأمر إلى الجهات الشرعية المختصة لضمان حقها في النفقة.
كيف تتعامل المرأة مع الزوج الذي لا ينفق عليها؟

عندما يتوقف الزوج عن الإنفاق على زوجته، تواجه المرأة تحديًا في التعامل مع هذه المشكلة، خاصةً أن النفقة حق شرعي لها بموجب عقد الزواج. إليك خطوات عملية ودينية للتعامل مع الزوج الذي لا ينفق:

1. التفاهم والحوار الهادئ
الهدف: محاولة فهم سبب توقف الزوج عن الإنفاق.
كيف؟
اختاري وقتًا مناسبًا للتحدث مع زوجك بهدوء وبدون اتهام مباشر.
اسأليه عن أسباب توقفه عن الإنفاق: هل هي ظروف مادية، إهمال، أو سوء تقدير؟
ركزي على إيجاد حلول مشتركة بدلاً من إثارة النزاع.
2. دعم الزوج إذا كان يمر بضائقة مالية
إذا كان السبب هو الفقر أو ضائقة مالية مؤقتة:
حاولي مساندته وتشجيعه على البحث عن حلول لتحسين الوضع المالي.
قدمي الدعم المعنوي أو المساهمة المادية إذا كنتِ تستطيعين.
استذكري قوله تعالى:
“لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ” (الطلاق: 7).
3. تذكيره بمسؤولياته الشرعية
إذا كان الزوج يمتنع عن النفقة بلا عذر، فمن حقك أن تذكريه بمسؤوليته الشرعية تجاهك.
ذكّريه بأن النفقة واجبة شرعًا، وهي أحد أهم حقوق الزوجة.
قال النبي ﷺ: “ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف” (رواه مسلم).
وضّحي له أن الامتناع عن النفقة يُعد تقصيرًا في حق الله أولًا ثم في حقك.
4. إشراك الأسرة أو الأصدقاء المقربين
إذا لم تُجدِ المحاولات المباشرة مع الزوج:
استشيري طرفًا ثالثًا تثقين به من العائلة أو الأصدقاء، بشرط أن يكون عاقلًا وحكيمًا.
اطلبِ تدخلهم بطريقة ودية لمناقشة المشكلة مع الزوج وتشجيعه على الوفاء بالتزاماته.
5. البحث عن مصدر دخل شخصي (إذا لزم الأمر)
إذا استمر الزوج في عدم الإنفاق ولم تكن هناك حلول فورية:
فكري في العمل أو إيجاد مصدر دخل شخصي للمساهمة في سد احتياجاتك الأساسية.
هذا ليس بديلًا عن حقك الشرعي في النفقة، ولكنه إجراء مؤقت لضمان استقرار حياتك.
6. اللجوء للجهات الشرعية أو القانونية
إذا رفض الزوج الإنفاق بلا سبب مشروع:
لديك الحق في رفع الأمر للقضاء الشرعي للمطالبة بحقوقك المالية.

المحاكم الشرعية تنظر في قضايا النفقة، وتُلزم الزوج بتوفير النفقة إذا ثبت تقصيره.
يمكنك أيضًا طلب فسخ عقد الزواج إذا كان الامتناع عن النفقة متعمدًا ومضرًا بك.
7. التفكير بحلول طويلة الأجل
إذا استمرت المشكلة لفترة طويلة وأثرت على حياتك بشكل كبير، قد تحتاجين إلى التفكير بخيارات أخرى مثل:
التفاهم على الطلاق الودي: إذا كان الزوج غير مستعد لتحمل مسؤولياته.
الاستمرار بشروط جديدة: إذا كان هناك أمل في تحسين الوضع.
نصيحة للطرفين:
للزوج:
الالتزام بالنفقة واجب ديني وأخلاقي يعكس قوامته ورجولته.
يجب السعي لتوفير احتياجات الزوجة حتى لو كانت الإمكانات المادية محدودة.
للزوجة:

التحلي بالصبر إذا كان الزوج غير قادر بسبب ظروف قاهرة.
السعي لحل المشكلة بالحوار الودي أو بمساعدة العائلة قبل اللجوء إلى الطلاق.