مجتمعات

نقيب الصحفين : نقابة الصحفيين عازمة على توسيع قاعدة عضويتها وحماية الصحفي المحترف

نقيب الصحفين : نقابة الصحفيين عازمة على توسيع قاعدة عضويتها وحماية الصحفي المحترف

للعلّم - مندوبًا عن رئيس جامعة اليرموك، رعى نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور موسى ربابعة، احتفال كلية الإعلام باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من شهر أيار الجاري، بحضور نقيب الصحفيين طارق المومني، وعدد من أعضاء مجلس النقابة، وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية والطلبة.
وأكد ربابعة في كلمته الافتتاحية، إن احتفال جامعة اليرموك باليوم العالمي لحرية الصحافة، له أكثر من دلالة ومعنى، فكلية الإعلام من أهم الكليات في الجامعة التي تعد موئلا للعلم والعلماء، فاليرموك اليوم استطاعت عبر رحلتها الطويلة أن تصبح أيقونة من أيقونات الوطن الغالي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، وهي لا تزال تحمل مشاعل العلم والتنوير، وهي نبراس من نبراسات العلم والمعرفة والتميز.
وأضاف أن حرية التعبير تمثل جوهر الحياة الديمقراطية وأحد أعمدة المجتمعات المدنية، مشيرًا إلى أن الصحافة تلعب دورها المحوري في تشكيل الوعي المجتمعي وتعزيز ثقافة المساءلة والحوار البنّاء، مشددًا على أهمية بناء إعلام حر ملتزم يخدم الصالح العام.
وشدد ربابعة على أن الإعلام الرقمي شكل ويُشكل معطيات جديدة ويفتح آفاقا جديدة للتعبير، وبات يشكل تحديا غير مسبوق في إطار علاقة الإنسان المعاصر بالمعلومة من حيث الإنتاج والاستهلاك، متسائلا هل ما زالت حرية الصحافة تواجه تحديات كبيرة؟ مبينا أنها في زمن الإعلام الرقمي قد زادت هذه التحديات تعقيدا.
وتابع: لقد باتت هذه التحديات بحاجة إلى مراجعة، وخاصة المنصات التي تنشر أخبارا زائفة، أو تلك التي تقوم بالتضليل والتحريض وانتهاك الخصوصيات، مشددا على أن حرية الصحافة والإعلام الرقمي تتطلب بيئة قانونية ومجتمعية تعزز النزاهة والشفافية.
ودعا ربابعة إلى العمل على تأسيس إعلام رقمي حر، عماه المهنية والأخلاق واحترام الحقيقة، إعلام يضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار، لتحقيق الرسالة بصحافة حرة، منفتحة، ومحصنة بالوعي، داعيا في الوقت نفسه إلى مواصلة العمل من أجل فضاء إعلامي رقمي يعزز المعرفة، ويُعلي من مكانة الفرد ويخدم الحقيقة دون مواربة أو تحيز.
من جهته، أكد عميد الكلية الدكتور أمجد القاضي، على أهمية ترسيخ مبادئ المهنية والموضوعية في العمل الإعلامي، مشيرًا إلى أن كلية الإعلام تسعى بشكل مستمر إلى تهيئة بيئة تعليمية تطبيقية تواكب التغيرات المتسارعة في مجال الإعلام الرقمي، وتعمل على إعداد طلبة قادرين على التعامل مع التحديات الإعلامية الحديثة بكفاءة ومسؤولية.
وشدد على أن كلية الإعلام في جامعة اليرموك، تؤمن بأن الصحافة ليست مجرد مهنة، وإنما رسالة سامية تقوم على نقل الحقيقة وخدمة المجتمع، مشددًا على ضرورة التمييز بين الإعلام المهني المسؤول وبين الاستخدام العشوائي لوسائل التواصل الاجتماعي، داعيًا إلى تبني ثقافة قانونية ومهنية تحمي الصحفي وتدعم حرية التعبير ضمن أطر مسؤولة..
من جهته، شدد رئيس قسم الصحافة والإعلام الرقمي الدكتور عصمت حداد، على أهمية احترام حقوق الإنسان ومحاربة الفساد، مشيدًا بدور الصحافة الوطنية في دعم مسيرة التنمية، مبينا أن الصحفي الحقيقي هو من يحمل همّ الوطن وينقل الحقيقة بمهنية والتزام.
وأشار حداد إلى أن الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة هو محطة مهمة للتأمل في واقع المهنة، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه الصحفيين، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي تشهدها المنطقة، لا سيما في غزة، حيث تجاوز عدد شهداء الصحافة 200 صحفي، وهو ما يعكس حجم المخاطر والتضحيات التي يقدمها الصحفيون في سبيل إيصال صوت الحقيقة.
وعلى هامش الاحتفال، عقدت ندوة بعنوان "الصحافة بين حرية التعبير وتحديات العصر"، أدارها القاضي، وتحدث فيها كل من المومني والإعلامي جواد العمري.
وتناول المومني التحديات المهنية والضغوط التي يتعرض لها الصحفيين، مؤكدًا على أهمية الدفاع عن حرية الصحافة والارتقاء بأداء الإعلام المهني، مشيرًا إلى أن نقابة الصحفيين عازمة على توسيع قاعدة عضويتها وحماية الصحفي المحترف.
وأعلن المومني أن مجلس النقابة قد قرر إعادة إصدار تقرير الحريات الصحفية الذي توقف منذ عام 2017، مبينا إنه في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بحرية الصحافة، تسيل دماء الإعلاميين الفلسطينيين في ضواحي غزة، مشيرا إلى أن عدد الصحفيين الذين قتلوا منذ بدء الإبادة الإسرائيلية على غزة بلغ 220 صحفيا، بينهم مراسلون ومصورون ومحررون يعملون في وسائل إعلام محلية ودولية.
وتابع: أن الإعلام الرقمي يعتبر أحدث تقنيات تغطية المعلومات، كما وأنه يمتلك خصائص جعلت منه أكثر انتشارا على شبكة الانترنت، لافتا إلى أن الإعلام الرقمي استطاع أن يفرض واقعا مختلفا على الصعيد الإعلامي والثقافي والسياسي والفكري، بوصفه الوسيلة الإعلامية التي شملت كل ما سبقها من المحتويات على الوسائل الإعلامية الأخرى من خلال انتشار المواقع الالكترونية والمدونات والمنصات الالكترونية.
من جهته، حذر العمري من "الرصاصة المرتدة" التي قد تصيب الصحفي نفسه إن لم يتحلَّ بالمهنية والوعي القانوني، مؤكدا أن المهنية الصحفية هي الدرع الحامي لحرية التعبير، وهي التي توسّع سقف الحرية دون التورط في مخالفة القوانين أو أخلاقيات المهنة.
وتناول العمري التحديات التي تعيق حرية الصحافة، والتي كان من أهمها عدم تمكن الصحفي من أدواته، واختيار الزاوية المناسبة قبل الشروع بالمهنة والتي تعكس نظرية الرصاصة المرتدة.
وأشار الى أن المطلوب من الصحفيين قبل خوض غمار العمل الصحفي أن يتأكدوا من مهاراتهم وامكانياتهم حتى لا يقعوا بالمحظور الذي من الممكن أن يتسبب في اقافهم من العمل الصحفي، مشددا على ضرورة الحفاظ على أخلاقيات العمل الصحفي في أداء الرسالة حتى لا تخرج عن نطاق المسؤولية بكافة أنواعها.
وفي نهاية الندوة، دار حوار ونقاش موسع، أجاب فيه المتحدثين على أسئلة واستفسارات الحضور حول ما تناولته وطرحته من أفكار ووجهات نظر.
وكان رئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد، قد التقى المومني وعدد من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين، وأكد اعتزاز جامعة اليرموك، بالعلاقة والشراكة مع نقابة الصحفيين، وما تمثله من قيمة ومكانة فكرية ومهنية ساهمت وتساهم في تعميق مسيرة الإعلام الوطني.