سكرين شوت

النجمة مرام علي: كبرتُ مع الألم لكنني لم أدعه يطفئ نور قلبي

النجمة مرام علي: كبرتُ مع الألم لكنني لم أدعه يطفئ نور قلبي

للعلّم - بين دمشق التي وُلدت فيها، والقاهرة التي تحتضن خطواتها اليوم، تمشي مرام علي كمن يحمل داخله طفلة مشاغبة لم تتصالح يومًا مع المستحيل. حلمت بالتمثيل قبل أن تعرف معنى الاحتراف، وتمردت على واقع لم يرحّب بخياراتها الأولى، لكنها آمنت منذ بداياتها بأن الضوء الذي ينبت داخل الروح لا يمكن لأحد أن يطفئه. في سنوات قليلة، تحوّل حضورها إلى بصمة، وصوتها إلى اعتراف، وملامحها إلى مرآة تلتقط مشاعر المرأة العربية في لحظات ضعفها وقوتها، جروحها وانتصاراتها. من شخصية "سلمى" التي هزّت وجدان المشاهدين، إلى "2 قهوة" الذي فتح لها أبوابًا جديدة في الدراما المصرية، تبدو مرام اليوم أكثر نضجًا وقربًا من ذاتها، وأكثر إدراكًا لما تريده من الفن والحياة معًا.

في هذا الحوار، تكشف مرام علي عن مرآتها الداخلية: طفولتها، ومعاركها الأولى، وعلاقتها بالألم، وأحلامها التي لا تكفّ عن النمو. تتحدث عن الحب والهروب، عن الشهرة والجمال، عن المرأة التي تريد أن تكونها، وعن الطريق الذي لا تزال تسير فيه بثقة وامتنان.

لنعد إلى الطفولة، من هي مرام الصغيرة قبل الأضواء؟ وماذا بقي منها اليوم؟

كنت طفلة مشاغبة، متمردة، حالمة، ومؤمنة بأن لا شيء مستحيل. وبعد كل ما تغير من حولي، بقيت في داخلي تلك الطيبة وبعض البراءة التي لا تزال تلوّن روحي.

ما الحقيقة التي لم يعرفها أحد عن طفولتك وأثرت في حياتك؟

لم يكن أحد في عائلتي أو محيطي موافقًا على دخولي عالم التمثيل، لكنني كنت أرى نفسي فيه منذ الطفولة، فصممت على الطريق الذي شعرت بأنه قدري.

كيف تتذكرين مرحلة اكتشافك على يد المخرج نجدة أنزور؟

كنت في سنتي الأولى في المعهد العالي للفنون المسرحية. حضر إلى المعهد وقدم لنا ورشة عمل، واختارني لأحد الأدوار. قال لي يومها: "ستكونين نجمة.. تذكّري كلامي"، وهذه الجملة رافقتني كأنها وعد من المستقبل.

كيف أثرت دمشق وسوريا في رؤيتك للفن والحياة؟

سوريا بلد عريق، فيه كل الطبقات والمستويات. والدراما السورية لطالما حملت رسائل عن التماسك الأسري والترابط الإنساني، وهذه القيم شكّلت جذور رؤيتي الفنية.

لو لم تختاري التمثيل، ماذا كنت ستصبحين؟

كنت سأدرس الحقوق، وأصبح محامية أو قاضية. لا أحتمل الظلم، وأعتبر الفقر أحد أقسى أشكاله.

ما الدور الذي غيّر صورتك أمام الجمهور؟ وما الدور الذي غيّرك من الداخل؟

"سلمى" بلا شك. غيّرتني من الداخل، وتعلمت منها الصبر والتضحية الحقيقية، وكيف أحفظ النعمة.

كيف تعاملتِ مع وجع "سلمى" أثناء التصوير؟

تعاملت مع كل مشهد كأنه حقيقي، ومع ذلك كنت أذكّر نفسي بأنه تمثيل حفاظًا على صحتي النفسية. بعد انتهاء العمل شعرت بأنني شفيت من الألم، لكنه ترك أثرًا داخليًا لا أنكره.

هل كان هناك مشهد أوقفكِ فعلًا؟

مشاهد المستشفى. ذكّرتني بوالدتي حين أصيبت بجلطة ونحن أطفال. كانت تبتسم أمامنا لتبدو قوية، واليوم أدركت حجم الألم الذي كانت تخفيه.

ما أكثر رد فعل لمسك من النساء بعد عرض العمل؟

كثيرات قلن لي: "بتذكريني بحالي"، وهنا أدركت أن "سلمى" تمثل أكثر من امرأة في آن واحد.

لو قابلتِ "سلمى" خارج الشاشة، ماذا ستقولين لها؟

كامرأة: علّمتني القوة رغم ضعفك. وكممثلة: ممتنّة لأنني عشت تفاصيلك، وأتمنى لو لم تكن قصتك واقعية لأنها موجعة جدًا.

كيف تنظرين إلى النجاح؟ وما الملاحظة النقدية التي أوجعتك لكنها أفادتك؟

النجاح مسؤولية مشتركة بين الكاتب والممثل والمخرج وكل عناصر العمل. لا أخشى النقد البنّاء حتى لو كان موجعًا، أتعلم منه دائمًا.

ما أكثر ما أحببته في الجمهور المصري؟

قريب من القلب، يعبر بمحبة، ويشعرني أننا أصدقاء منذ زمن.

ما الذي جذبكِ في "2 قهوة"؟

يكفي أنه يُصوَّر في مصر. ثم إن الدور مختلف تمامًا عن "سلمى"، وأردت اختبار نفسي في مساحة جديدة.

تقولين: "أهرب كلما انكسرت"… هل يشبهك ذلك؟

نعم، أهرب حين أنكسر. أنا حساسة، فأبتعد حتى لا تكون ردة فعلي غير مدروسة.

كيف ترين الحب اليوم؟

هو قدر مفاجئ، لكن اختياره قرار واعٍ.

ما تعريفك للعلاقة الناضجة؟

حوار، احترام، وحقوق متبادلة. كل شيء قابل للتفاوض إلا الكرامة.

كيف تتصورين نفسك بعد عشر سنوات؟

صوتًا لقضايا النساء، ولا سيما الضعيفات منهن.

كلمة أخيرة

"سلمى" كانت محطة مفصلية في حياتي، ومع "2 قهوة" بدأت مسارًا جديدًا. أتمنى أن أحمل في السنوات المقبلة قصصًا صادقة وأدوارًا تشبه النساء وتشبه قلبي.

الصور من حساب مرام علي على إنستغرام.