يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني لماذا ؟
مرّ يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني في العالم العربي هذا العام، 29/11 / 2025، هادئاً بالكاد يذكر، في حين كان العالم أكثر احتفاء بذلك لأسباب انسانية وأخلاقيه، وللتذكير، فإن يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني تحتفل به الدول حول العالم من أجل دعم القضية الفلسطينية، والتأكيد على الحقوق الثابتة وغير القابلة للتصرف في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، في حين أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت في مثل هذا اليوم من عام 1947، قرار تقسيم فلسطين الى دولتين، واحدة يهودية قامت وعبرت عن نفسها بدولة الاحتلال الاسرائيلي، واخرى عربية لم تقم ولم تسمح لها اسرائيل بالقيام ونفت وانكرت حقوق شعبها ولم تسمح كذلك حكومة الانتداب البريطانية التي كانت تسيطر على فلسطين وتحتضن اسرائيل وتمكنها من بناء دولة قبل أن ينسحب الانجليز من فلسطين في 15/5/1948، لصالح اقامة اسرائيل.
ما زال هذا اليوم يتكرر في كل عام ،وما زال العالم يتضامن فيه مع الشعب الفلسطيني من منطلق انساني واخلاقي.
تراجع مفهوم التضامن من جانب دول عربية عديدة لم تتحرك بشكل قوي باستثناء الأردن ومصر الى حد كبير.
ورصدت جهات متخصصة الأسباب التي تجعل العديد من الدول العربية لا تتحرك في هذا الاتجاه بشكل فاعل، ومنها تحديات داخلية في هذه البلدان من أزمات اقتصادية وحروب أهلية وفقر، تجعل القضية الفلسطينية تأتي في مرتبة ثانية مقارنة بالمشاكل الداخلية، كما أن من العوامل التي جاءت عليها الدراسة، التقسيمات السياسية التي يعاني منها العالم العربي، سواء بين الحكومات أو القوى الشعبية، وعوامل أخرى مثل التدخلات الدولية والضغوط الغربية، والتأثيرات التي تركها التطبيع في العالم العربي، وهذا مهم، والانقسام الفلسطيني الذي ظل يطرح سؤالا، إذا لم يكن هناك وحدة داخل فلسطين نفسها، قد يكون من الصعب على الدول العربية أن تتخذ موقفاً موحداً ومؤثراً.
أما الدعم فهو دبلوماسي وإنساني، كما يأتي على خلفية رفض شعبي على شكل مسيرات احتجاج واحياء المناسبة بفعاليات.
المجتمع الدولي يحيي يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، ويظل السؤال رغم تكرار المناسبة، كيف يمكن تحويل ذلك الى عمل ملموس يساعد على تحقيق العدالة والسلام للشعب الفلسطيني وكيف يمكن استثمار الاعتراف المتزايد بالدولة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة بشكل لم يسبق له مثيل، حين انضافت مجموعة هامة من الدول العالمية المؤثرة الى قائمة المعترفين بالدولة الفلسطينية وما زالت هذه التحولات قائمة رغم المحاولات الصهيونية ومؤيديها في بعض دول الغرب التي تعمل على اعادة بناء صورة اسرائيل التي هشمت وبدت دولة مارقة وارهابية بعد حرب الابادة والتطهير العرقي في غزة، وهو العدوان الذي ادانه العالم عبر المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية وقال انها حرب ابادة يجب وقفها ومعاقبة الفاعلين من القيادات الاسرائيلية المستهترة بالقرارات الدولية.دون ان يفعل شيئا حتى الان .
تأتي المناسبة هذا العام ثقيلة، إذ أن المجتمع الدولي الذي لا زالت اسرائيل تتجاهله يواصل صمته رغم اتساع عدوانها المستمر في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا، ورغم انها تعربد باحتلالها فتحتل وتقتل وتقتلع المواطنين وتهدم البيوت وتعتقل، وتعبأ ويتذرع قادتها بالعلل بتصفية الخصوم واغتيالهم في أي مكان، مما أدى الى انتهاكات واسعة في اراضي دول مستقلة كما حدث مع قطر وايران وغيرهما.
لا قيمة كبيرة للتضامن النظري بالكلمات والخطب، ولا بد من تحويل هذا اليوم، يوم التقسيم، الذي عطلت فيه إسرائيل قيام دولة فلسطينية منذ عام 1947، ومن احياء المطالبة بهذه الدولة على حدودها آنذاك، ولا بد من جعل هذا اليوم ذا أبعاد عملية في فك الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، التي وضعت فيه اسرائيل لعزل مدنها وقراها وأريافها الآف الحواجز التي لم يسبق أن وضعت بهذه الكمية منذ عام 1948، وكذلك ما يمارس من عزل عنصري وعقوبات جماعية .
على العالم أن يتحرك وأن ينعتق من الضغوط والمصالح الامبريالية الغربية التي ترى في اسرائيل حليفاً وقاعدة عسكرية متقدمة للدفاع عن المصالح الغربية.
يوم التضامن يجب أن يصبح ايضا يوماً مدرسياً ويوما جامعيا وشعبيا، تذكر فيه شعوب امتنا بمأساة الشعب الفلسطيني المفجعة وبنكبته التي تحاول اسرائيل تجريم ذكرها ومسحها من ذاكرة الأجيال تحت الاحتلال.
ولا بد من النضال العربي على مستوى الدول والشعوب لتقوم الدولة الفلسطينية، والتي ما يزال الأردن يدعو لها ويتمسك بها ويراها الحل الوحيد والخلاص، ويرى أن عدم قيامها فيه مخاطر اشتعال المنطقة وتدميرها واعادتها الى الهلاك بفعل العدوان الاسرائيلي المستمر الذي يمنع التنمية والتقدم والاستقرار.
ليكن يوم التضامن، يوماً حياً نابعاً بالعمل ولنتذكر كلمات الملك عبد الله الثاني التي كان يوجهها دوماً بهذه المناسبة للمجتمع الدولي وينبهه الى ذلك والى ضرورة حل للقضية الفلسطينية تنتزع فيه حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة وفي مقدتها حقه في دولة مستقلة وتقرير مصيره وعلى ترابه الوطني مهما كانت الكلفة حتى يتوقف العدوان وتمسح آثاره ويخلص العالم من ارهاب الدولة الصهيونية الذي أصبح سمة المنطقة ومؤشراتها.
مرّ يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني في العالم العربي هذا العام، 29/11 / 2025، هادئاً بالكاد يذكر، في حين كان العالم أكثر احتفاء بذلك لأسباب انسانية وأخلاقيه، وللتذكير، فإن يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني تحتفل به الدول حول العالم من أجل دعم القضية الفلسطينية، والتأكيد على الحقوق الثابتة وغير القابلة للتصرف في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، في حين أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت في مثل هذا اليوم من عام 1947، قرار تقسيم فلسطين الى دولتين، واحدة يهودية قامت وعبرت عن نفسها بدولة الاحتلال الاسرائيلي، واخرى عربية لم تقم ولم تسمح لها اسرائيل بالقيام ونفت وانكرت حقوق شعبها ولم تسمح كذلك حكومة الانتداب البريطانية التي كانت تسيطر على فلسطين وتحتضن اسرائيل وتمكنها من بناء دولة قبل أن ينسحب الانجليز من فلسطين في 15/5/1948، لصالح اقامة اسرائيل.
ما زال هذا اليوم يتكرر في كل عام ،وما زال العالم يتضامن فيه مع الشعب الفلسطيني من منطلق انساني واخلاقي.
تراجع مفهوم التضامن من جانب دول عربية عديدة لم تتحرك بشكل قوي باستثناء الأردن ومصر الى حد كبير.
ورصدت جهات متخصصة الأسباب التي تجعل العديد من الدول العربية لا تتحرك في هذا الاتجاه بشكل فاعل، ومنها تحديات داخلية في هذه البلدان من أزمات اقتصادية وحروب أهلية وفقر، تجعل القضية الفلسطينية تأتي في مرتبة ثانية مقارنة بالمشاكل الداخلية، كما أن من العوامل التي جاءت عليها الدراسة، التقسيمات السياسية التي يعاني منها العالم العربي، سواء بين الحكومات أو القوى الشعبية، وعوامل أخرى مثل التدخلات الدولية والضغوط الغربية، والتأثيرات التي تركها التطبيع في العالم العربي، وهذا مهم، والانقسام الفلسطيني الذي ظل يطرح سؤالا، إذا لم يكن هناك وحدة داخل فلسطين نفسها، قد يكون من الصعب على الدول العربية أن تتخذ موقفاً موحداً ومؤثراً.
أما الدعم فهو دبلوماسي وإنساني، كما يأتي على خلفية رفض شعبي على شكل مسيرات احتجاج واحياء المناسبة بفعاليات.
المجتمع الدولي يحيي يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، ويظل السؤال رغم تكرار المناسبة، كيف يمكن تحويل ذلك الى عمل ملموس يساعد على تحقيق العدالة والسلام للشعب الفلسطيني وكيف يمكن استثمار الاعتراف المتزايد بالدولة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة بشكل لم يسبق له مثيل، حين انضافت مجموعة هامة من الدول العالمية المؤثرة الى قائمة المعترفين بالدولة الفلسطينية وما زالت هذه التحولات قائمة رغم المحاولات الصهيونية ومؤيديها في بعض دول الغرب التي تعمل على اعادة بناء صورة اسرائيل التي هشمت وبدت دولة مارقة وارهابية بعد حرب الابادة والتطهير العرقي في غزة، وهو العدوان الذي ادانه العالم عبر المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية وقال انها حرب ابادة يجب وقفها ومعاقبة الفاعلين من القيادات الاسرائيلية المستهترة بالقرارات الدولية.دون ان يفعل شيئا حتى الان .
تأتي المناسبة هذا العام ثقيلة، إذ أن المجتمع الدولي الذي لا زالت اسرائيل تتجاهله يواصل صمته رغم اتساع عدوانها المستمر في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا، ورغم انها تعربد باحتلالها فتحتل وتقتل وتقتلع المواطنين وتهدم البيوت وتعتقل، وتعبأ ويتذرع قادتها بالعلل بتصفية الخصوم واغتيالهم في أي مكان، مما أدى الى انتهاكات واسعة في اراضي دول مستقلة كما حدث مع قطر وايران وغيرهما.
لا قيمة كبيرة للتضامن النظري بالكلمات والخطب، ولا بد من تحويل هذا اليوم، يوم التقسيم، الذي عطلت فيه إسرائيل قيام دولة فلسطينية منذ عام 1947، ومن احياء المطالبة بهذه الدولة على حدودها آنذاك، ولا بد من جعل هذا اليوم ذا أبعاد عملية في فك الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، التي وضعت فيه اسرائيل لعزل مدنها وقراها وأريافها الآف الحواجز التي لم يسبق أن وضعت بهذه الكمية منذ عام 1948، وكذلك ما يمارس من عزل عنصري وعقوبات جماعية .
على العالم أن يتحرك وأن ينعتق من الضغوط والمصالح الامبريالية الغربية التي ترى في اسرائيل حليفاً وقاعدة عسكرية متقدمة للدفاع عن المصالح الغربية.
يوم التضامن يجب أن يصبح ايضا يوماً مدرسياً ويوما جامعيا وشعبيا، تذكر فيه شعوب امتنا بمأساة الشعب الفلسطيني المفجعة وبنكبته التي تحاول اسرائيل تجريم ذكرها ومسحها من ذاكرة الأجيال تحت الاحتلال.
ولا بد من النضال العربي على مستوى الدول والشعوب لتقوم الدولة الفلسطينية، والتي ما يزال الأردن يدعو لها ويتمسك بها ويراها الحل الوحيد والخلاص، ويرى أن عدم قيامها فيه مخاطر اشتعال المنطقة وتدميرها واعادتها الى الهلاك بفعل العدوان الاسرائيلي المستمر الذي يمنع التنمية والتقدم والاستقرار.
ليكن يوم التضامن، يوماً حياً نابعاً بالعمل ولنتذكر كلمات الملك عبد الله الثاني التي كان يوجهها دوماً بهذه المناسبة للمجتمع الدولي وينبهه الى ذلك والى ضرورة حل للقضية الفلسطينية تنتزع فيه حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة وفي مقدتها حقه في دولة مستقلة وتقرير مصيره وعلى ترابه الوطني مهما كانت الكلفة حتى يتوقف العدوان وتمسح آثاره ويخلص العالم من ارهاب الدولة الصهيونية الذي أصبح سمة المنطقة ومؤشراتها.