في توثيق السردية المكانية (2)
اليوم استكمل أيضاً الكتابة في هوية المكان، عن الزرقاء، التي وقفت عشائرها وقبائلها القديمة الى جانب معاوية في صراعه من أجل الخلافة، حين اختار الصحابي الداهية عمرو بن العاص، .... لمقابلة معاوية بعد اجتماع حضرته قبائل القيسية والقبائل النصرانية، مثل تغلب التي منها الشاعر الأخطل الشهير، شاعر البلاط الأموي وقبيلة كلب اتت منها زوجة الخليفة معاوية ميسون وقبائل أخرى، وقد قال معاوية، لعمرو بن العاص، في الاجتماع ، "أنظر اليهم يا عمرو"، فتفحصهم عمرو وأخذ اسماء بعضهم، وكان يقول، (يا أمير المؤمنين، والله إن هذا لسانه ليشترى، )اي أنه لا بد أن يكون معنا، وهكذا أسس قاعدة مناصرة له في بلاد الشام.
ومن الزرقاء كان شبيب العامري، الذي ترك قصراً ما زال موجوداً وجواره مدرسة الزرقاء الثانوية التي درست فيها الثانوية، وقد كنت دائم النظر اليه وأزوره، وهو يحمل دلالات عربية وسيرة شبيب ومن الزرقاء الحارث.
ومنها جبلة بن الأيهم الذي ذهب للحج وعاد، والزرقاء مر منها صلاح الدين، كما ذكر عماد الدين الأصفهاني، وكانت جزءاً من إمارة الكرك التي تحالفت مع المماليك في مصر حين حكمت الكرك القاهرة، في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون الذي فر إلى الكرك وحكم مصر وبلاد الشام منها، وحين جاء صلاح الدين الكرك فاتحاً لها من الفرنجة، انطلق من الزرقاء، كما أقام فيها القائد الظاهر بن سيف الدين برقوق، وولى عليها ابن عمران، ونشطت تجارتها في العهد المملوكي، والحقت بنيابة دمشق، وكانت هي وزيزياء سوقاً للحج، وقد ذاع صيتها في العهد العثماني أكثر من عمان، وكان يعرف على عمان بالزرقاء.
فقد قال المؤرخ القرماني عن عمان، أنها مدينة قديمة تقع الى الغرب من الزرقاء، وشمالي بركة زيزياء،وقد وصلت سكة الحديد الى الزرقاء عام 1902، وكانت الزرقاء آنذاك تتبع قضاء عجلون وقد وثق ذلك عام 1910، ثم حل فيها الشيشان عام 1902، هروباً من الاضطهاد الروسي، وحلّوا على مائها في السيل، وفي مكان السخنة، غدير الماء.
وأصبحت الزرقاء جاذبة وقد سكنها عربان بني حسن بكثافة وكذلك عربان البلقاء حول سيلها، وزرعها بنو حسن في وقت مبكر واخذت الإدارة العثمانية من قصر الشبيب في الزرقاء مقراً لها.
وفي منطقة السخنة، قتل عتبة بن ابي لهب، بعد أن أساء الى الرسول بتطليق ابنته والجور عليها، فدعى الرسول عليه قائلاً، (اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك)، فانقض عليه وهو جالس بين اصحابه مستمتع تحت شجرة وقد كانوا في طريقهم الى تجارة في الشام، فافترسه النمر أمام الجالسين! ويقع المكان في منطقة صناعية، قرب كلية المجتمع الاسلامي في الزرقاء.
والزرقاء قديمة وكانت أول استيطان بشري فيها، تم في القرن الرابع قبل الميلاد، وخاصة خربة البتراوي التي كشفت عن أثارها جامعة روما، سابنيرا الايطالية، وفي عهد مملكة الأنباط، أصبحت الزرقاء محطة هامة في طريق التجارة النبطية نحو سوريا، وذلك لوفرة مياهها، وورد تاريخها في رسائل تل العمارنة في مصر في عهد اخناتون ، وقد ذكر لها اسماء وأحياء، وكشف الدكتور محمد وهيب، من الجامعة الهاشمية عن موقع حضارة (الودعة) الذي يعود للعصر الحجري الحديث بالقرب من نقطة التقاء وادي الزرقاء مع وادي الضليل على امتداد كيلو متر، واضافة الى موقع تل السخة الشمالي والجنوبي.
والحديث عن الزرقاء يطول، وقد أفردت لها كتاباً من 345 صفحة، طبع برعاية من جامعة الزرقاء، كما أنجزت في مجال التوثيق والسردية التاريخية كتابا عن الطفيلة برعاية من شركة البوتاس العربية، وهو في اربعمائة صفحة، يتحدث عن الطفيلة (توفليس)، أي مدينة الجبال، حتى اصبحت اليوم تسمى الطفيلة الهاشمية، لدورها في إسناد الثورة العربية الكبرى، وهو الاسم الذي اطلقه الراحل الحسين عليها، وقد كان فيها أخيراً الأمير الحسين ولي العهد الذي تحدث لأهلها وأطلق من هناك فكرة التوثيق واحياء السردية الأردنية، واشتهرت الطفيلة بتاريخها الاسلامي ومواقعها من المياه الساخنة والينابيع.
كما اشتهرت بما تحويه جبالها من معادن، النحاس والرصاص، والكبريت وهناك توجه لاستثمار ذلك، ولعل موقع (فينان) التابع لها والواقع قرب البحر الميت قبالة الطفيلة هو المكان الأشهر، حيث استطاع الانسان القديم لأول مرة في التاريخ، أن يطوع المعادن كأدوات للطبخ، وقد كشفت بعثة اثرية دولية عن ذلك، واقيم فندق صغير في المكان الآن، يقصده السياح ويدرس أسم أفنان، في الكتب العالمية في الجامعات دون أن يذكر في مناهجنا او يعرفه الكثيرون من الناس هنا ومن هنا تأتي قيمة السردية التي دعى لها الأمير الحسين
وفي الطفيلة، قتل موفد الرسول (رسوله) الى ملك بصرى ليسلم له رسالته وقد قتله شرحبيل الغساني، وكان قتله سبباً في غزوة مؤتة الشهيرة.في جوار . الكرك
غداً أكمل عن موقع آخر.
اليوم استكمل أيضاً الكتابة في هوية المكان، عن الزرقاء، التي وقفت عشائرها وقبائلها القديمة الى جانب معاوية في صراعه من أجل الخلافة، حين اختار الصحابي الداهية عمرو بن العاص، .... لمقابلة معاوية بعد اجتماع حضرته قبائل القيسية والقبائل النصرانية، مثل تغلب التي منها الشاعر الأخطل الشهير، شاعر البلاط الأموي وقبيلة كلب اتت منها زوجة الخليفة معاوية ميسون وقبائل أخرى، وقد قال معاوية، لعمرو بن العاص، في الاجتماع ، "أنظر اليهم يا عمرو"، فتفحصهم عمرو وأخذ اسماء بعضهم، وكان يقول، (يا أمير المؤمنين، والله إن هذا لسانه ليشترى، )اي أنه لا بد أن يكون معنا، وهكذا أسس قاعدة مناصرة له في بلاد الشام.
ومن الزرقاء كان شبيب العامري، الذي ترك قصراً ما زال موجوداً وجواره مدرسة الزرقاء الثانوية التي درست فيها الثانوية، وقد كنت دائم النظر اليه وأزوره، وهو يحمل دلالات عربية وسيرة شبيب ومن الزرقاء الحارث.
ومنها جبلة بن الأيهم الذي ذهب للحج وعاد، والزرقاء مر منها صلاح الدين، كما ذكر عماد الدين الأصفهاني، وكانت جزءاً من إمارة الكرك التي تحالفت مع المماليك في مصر حين حكمت الكرك القاهرة، في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون الذي فر إلى الكرك وحكم مصر وبلاد الشام منها، وحين جاء صلاح الدين الكرك فاتحاً لها من الفرنجة، انطلق من الزرقاء، كما أقام فيها القائد الظاهر بن سيف الدين برقوق، وولى عليها ابن عمران، ونشطت تجارتها في العهد المملوكي، والحقت بنيابة دمشق، وكانت هي وزيزياء سوقاً للحج، وقد ذاع صيتها في العهد العثماني أكثر من عمان، وكان يعرف على عمان بالزرقاء.
فقد قال المؤرخ القرماني عن عمان، أنها مدينة قديمة تقع الى الغرب من الزرقاء، وشمالي بركة زيزياء،وقد وصلت سكة الحديد الى الزرقاء عام 1902، وكانت الزرقاء آنذاك تتبع قضاء عجلون وقد وثق ذلك عام 1910، ثم حل فيها الشيشان عام 1902، هروباً من الاضطهاد الروسي، وحلّوا على مائها في السيل، وفي مكان السخنة، غدير الماء.
وأصبحت الزرقاء جاذبة وقد سكنها عربان بني حسن بكثافة وكذلك عربان البلقاء حول سيلها، وزرعها بنو حسن في وقت مبكر واخذت الإدارة العثمانية من قصر الشبيب في الزرقاء مقراً لها.
وفي منطقة السخنة، قتل عتبة بن ابي لهب، بعد أن أساء الى الرسول بتطليق ابنته والجور عليها، فدعى الرسول عليه قائلاً، (اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك)، فانقض عليه وهو جالس بين اصحابه مستمتع تحت شجرة وقد كانوا في طريقهم الى تجارة في الشام، فافترسه النمر أمام الجالسين! ويقع المكان في منطقة صناعية، قرب كلية المجتمع الاسلامي في الزرقاء.
والزرقاء قديمة وكانت أول استيطان بشري فيها، تم في القرن الرابع قبل الميلاد، وخاصة خربة البتراوي التي كشفت عن أثارها جامعة روما، سابنيرا الايطالية، وفي عهد مملكة الأنباط، أصبحت الزرقاء محطة هامة في طريق التجارة النبطية نحو سوريا، وذلك لوفرة مياهها، وورد تاريخها في رسائل تل العمارنة في مصر في عهد اخناتون ، وقد ذكر لها اسماء وأحياء، وكشف الدكتور محمد وهيب، من الجامعة الهاشمية عن موقع حضارة (الودعة) الذي يعود للعصر الحجري الحديث بالقرب من نقطة التقاء وادي الزرقاء مع وادي الضليل على امتداد كيلو متر، واضافة الى موقع تل السخة الشمالي والجنوبي.
والحديث عن الزرقاء يطول، وقد أفردت لها كتاباً من 345 صفحة، طبع برعاية من جامعة الزرقاء، كما أنجزت في مجال التوثيق والسردية التاريخية كتابا عن الطفيلة برعاية من شركة البوتاس العربية، وهو في اربعمائة صفحة، يتحدث عن الطفيلة (توفليس)، أي مدينة الجبال، حتى اصبحت اليوم تسمى الطفيلة الهاشمية، لدورها في إسناد الثورة العربية الكبرى، وهو الاسم الذي اطلقه الراحل الحسين عليها، وقد كان فيها أخيراً الأمير الحسين ولي العهد الذي تحدث لأهلها وأطلق من هناك فكرة التوثيق واحياء السردية الأردنية، واشتهرت الطفيلة بتاريخها الاسلامي ومواقعها من المياه الساخنة والينابيع.
كما اشتهرت بما تحويه جبالها من معادن، النحاس والرصاص، والكبريت وهناك توجه لاستثمار ذلك، ولعل موقع (فينان) التابع لها والواقع قرب البحر الميت قبالة الطفيلة هو المكان الأشهر، حيث استطاع الانسان القديم لأول مرة في التاريخ، أن يطوع المعادن كأدوات للطبخ، وقد كشفت بعثة اثرية دولية عن ذلك، واقيم فندق صغير في المكان الآن، يقصده السياح ويدرس أسم أفنان، في الكتب العالمية في الجامعات دون أن يذكر في مناهجنا او يعرفه الكثيرون من الناس هنا ومن هنا تأتي قيمة السردية التي دعى لها الأمير الحسين
وفي الطفيلة، قتل موفد الرسول (رسوله) الى ملك بصرى ليسلم له رسالته وقد قتله شرحبيل الغساني، وكان قتله سبباً في غزوة مؤتة الشهيرة.في جوار . الكرك
غداً أكمل عن موقع آخر.