وحوش سبيلبرج تُعيد مايسترو هوليوود من التقاعد في سن 93
للعلّم - يستعد الموسيقار الأسطوري جون ويليامز، الذي يبلغ من العمر 93 عامًا، للعودة إلى قلب صناعة السينما بعد فترة تقاعد مؤقتة، ليخوض مغامرة جديدة مع المخرج الأسطوري ستيفن سبيلبرج في فيلمهما الثلاثين معًا، والذي يحمل عنوانًا مؤقتًا "الكشف / الصحن" (Disclosure / The Dish). هذا العمل الجديد ليس مجرد فيلم آخر في مسيرة الثنائي؛ بل يُعد شهادة على قدرة ويليامز الاستثنائية في إعادة الحياة إلى السينما عبر الموسيقى، وجعل الأصوات تتناغم مع المشاهد بطريقة تمنح الجمهور تجربة عاطفية وموسيقية متكاملة.
ويليامز، المعروف بسحره في تحويل الضجيج والصخب إلى سيمفونيات متقنة، لا يزال يحافظ على يقظته الفنية العالية، رغم تقدمه في السن، مستيقظًا باكرًا، متلهفًا لمواجهة التحدي الجديد الذي يتطلب تركيزًا وإبداعًا بالغين. في عقله، تمتزج أصوات الكمان والأبواق مع صيحات الوحوش، تمامًا كما فعل في أفلام مثل "الحديقة الجوراسية" و"إنديانا جونز"، ليحوّل كل تهديد أو موقف درامي إلى لوحة موسيقية نابضة بالحياة.
نشأ ويليامز في بيئة موسيقية خصبة؛ فوالده كان عازف ترومبيت في فرق الجاز، ما منح الطفل الموهوب مزيجًا من الانغماس في الجاز الخفيف والكلاسيكية الرفيعة. بعد انتقال العائلة إلى لوس أنجلوس، التحق بمعهد جوليارد ودرس البيانو، مستلهمًا موسيقى باخ وشوبرت، قبل أن يغمر نفسه في أجواء هوليوود كموسيقي جاز في النوادي والاستوديوهات. هذه الخلفية المتنوعة منحت ويليامز القدرة على المزج بين الإيقاعات الجازية والخطوط الكلاسيكية في أعماله، وهو ما ظهر بوضوح في موسيقاه الشهيرة لفيلم "الفك المفترس" (Jaws, 1975)، حيث حول نبضات بسيطة إلى إثارة مرعبة.
الثيمات الموسيقية التي ابتكرها ويليامز أصبحت أكثر من مجرد نغمات؛ فهي شخصيات حية تتنفس وتتحرك ضمن الفيلم، مثل الثيم الملحمي في "حرب النجوم"، أو ترنيمة الإعجاب بالطبيعة البدائية في "الحديقة الجوراسية"، أو نبض المغامرة في "غزاة التابوت المفقود". هذه الثيمات لم تعد مجرد خلفية؛ بل أصبحت شريكًا فاعلًا في السرد السينمائي، قادرة على الالتصاق بالذاكرة الجماعية وتحويل الموسيقى إلى رمز ثقافي مؤثر.
تعاون ويليامز مع ستيفن سبيلبرج ليس مجرد تعاون مهني؛ بل هو كيمياء فنية متكاملة، إذ يترجم سبيلبرج رؤاه السينمائية إلى صور حية، بينما يحوّل ويليامز هذه الصور إلى صوت نابض بالحياة. أمثلة ذلك تتجلى في "إي. تي" حيث يصبح الثيم الطائر جناحين موسيقيين يرفعان الفتى والكائن الفضائي في السماء، وفي "قائمة شندلر" حيث يروي الكمان أنين الألم الإنساني بشكل مؤثر. وحتى مع بعض أعماله المتأخرة مثل "ذا بوست"، قد يلاحظ النقاد تكرار بعض الأساليب الموسيقية، لكنها تبقى علامة مميزة على أسلوبه الفريد.
أسلوب ويليامز يجمع بين الرشاقة والدقة، لكنه يحتاج أحيانًا إلى الجرأة لكسر القوالب السيمفونية التي صنع مجدها بنفسه. وهذا ما يجعله مستيقظًا باكرًا، يبحث عن شرارة الإبداع التي ستجعل أعماله القادمة أكثر حداثة وعمقًا. فيلمه الجديد مع سبيلبرج ربما يكون لحنه الهوليوودي الأخير، لكنه بلا شك يسعى لأن يكون الأروع، جامعًا بين الرهبة الكونية والحميمية الإنسانية، ليواصل رسم بصمته المميزة في تاريخ السينما العالمية، بعد عقود من الإلهام والإبداع الذي لا يعرف التقاعد الحقيقي.
ويليامز، المعروف بسحره في تحويل الضجيج والصخب إلى سيمفونيات متقنة، لا يزال يحافظ على يقظته الفنية العالية، رغم تقدمه في السن، مستيقظًا باكرًا، متلهفًا لمواجهة التحدي الجديد الذي يتطلب تركيزًا وإبداعًا بالغين. في عقله، تمتزج أصوات الكمان والأبواق مع صيحات الوحوش، تمامًا كما فعل في أفلام مثل "الحديقة الجوراسية" و"إنديانا جونز"، ليحوّل كل تهديد أو موقف درامي إلى لوحة موسيقية نابضة بالحياة.
نشأ ويليامز في بيئة موسيقية خصبة؛ فوالده كان عازف ترومبيت في فرق الجاز، ما منح الطفل الموهوب مزيجًا من الانغماس في الجاز الخفيف والكلاسيكية الرفيعة. بعد انتقال العائلة إلى لوس أنجلوس، التحق بمعهد جوليارد ودرس البيانو، مستلهمًا موسيقى باخ وشوبرت، قبل أن يغمر نفسه في أجواء هوليوود كموسيقي جاز في النوادي والاستوديوهات. هذه الخلفية المتنوعة منحت ويليامز القدرة على المزج بين الإيقاعات الجازية والخطوط الكلاسيكية في أعماله، وهو ما ظهر بوضوح في موسيقاه الشهيرة لفيلم "الفك المفترس" (Jaws, 1975)، حيث حول نبضات بسيطة إلى إثارة مرعبة.
الثيمات الموسيقية التي ابتكرها ويليامز أصبحت أكثر من مجرد نغمات؛ فهي شخصيات حية تتنفس وتتحرك ضمن الفيلم، مثل الثيم الملحمي في "حرب النجوم"، أو ترنيمة الإعجاب بالطبيعة البدائية في "الحديقة الجوراسية"، أو نبض المغامرة في "غزاة التابوت المفقود". هذه الثيمات لم تعد مجرد خلفية؛ بل أصبحت شريكًا فاعلًا في السرد السينمائي، قادرة على الالتصاق بالذاكرة الجماعية وتحويل الموسيقى إلى رمز ثقافي مؤثر.
تعاون ويليامز مع ستيفن سبيلبرج ليس مجرد تعاون مهني؛ بل هو كيمياء فنية متكاملة، إذ يترجم سبيلبرج رؤاه السينمائية إلى صور حية، بينما يحوّل ويليامز هذه الصور إلى صوت نابض بالحياة. أمثلة ذلك تتجلى في "إي. تي" حيث يصبح الثيم الطائر جناحين موسيقيين يرفعان الفتى والكائن الفضائي في السماء، وفي "قائمة شندلر" حيث يروي الكمان أنين الألم الإنساني بشكل مؤثر. وحتى مع بعض أعماله المتأخرة مثل "ذا بوست"، قد يلاحظ النقاد تكرار بعض الأساليب الموسيقية، لكنها تبقى علامة مميزة على أسلوبه الفريد.
أسلوب ويليامز يجمع بين الرشاقة والدقة، لكنه يحتاج أحيانًا إلى الجرأة لكسر القوالب السيمفونية التي صنع مجدها بنفسه. وهذا ما يجعله مستيقظًا باكرًا، يبحث عن شرارة الإبداع التي ستجعل أعماله القادمة أكثر حداثة وعمقًا. فيلمه الجديد مع سبيلبرج ربما يكون لحنه الهوليوودي الأخير، لكنه بلا شك يسعى لأن يكون الأروع، جامعًا بين الرهبة الكونية والحميمية الإنسانية، ليواصل رسم بصمته المميزة في تاريخ السينما العالمية، بعد عقود من الإلهام والإبداع الذي لا يعرف التقاعد الحقيقي.