وجهات نظر

النشامى أمام تونس .. إيجابيات وسلبيات

النشامى أمام تونس .. إيجابيات وسلبيات


يكمن الهدف الرئيس في المباريات الودية بالتعرف على مدى الجاهزية وتحديد نقاط الضعف من أجل العمل على تلافيها قبل الدخول في غمار المنافسات الرسمية.

وفق ما سبق، فإن الكثير من المدارس الكروية تفضل الأداء على النتيجة الرقمية في المباريات التحضيرية، وتهتم أكثر في تفاصيل التكتيك وتأدية الواجبات والقدرة على التعامل مع الضغوطات، إلى جانب منح أكبر قدر ممكن من مشاركة اللاعبين بهدف الوقوف على القدرات الحقيقية ومؤشرات الجاهزية البدنية والفنية.

واستناداً إلى ذلك، تبرز تصريحات المدير الفني لمنتخب النشامى، جمال السلامي، عند بدء التجمع الإعدادي والتحضيري، وفي مدارات الجاهزية وارتفاع مؤشراتها واكتساب المزيد من الخبرات ومنح فرص المشاركة أمام كل لاعب يظهر بمستويات مميزة تؤهله للانضمام إلى المجموعة الأساسية.

لن أخوض في تجمعات سابقة وما حملتها من تحفظ أو تناقض في التصريحات، وسأركز على المباراة الأخيرة التي جمعت منتخب النشامى ومستضيفه التونسي وانتهت بفوز الأخير 3-2، وتحديداً الإيجابيات والسلبيات على حد سواء.

دون أدنى شك، أظهر منتخب النشامى شخصية مميزة بمواجهة أحد أبرز منتخبات إفريقيا، وبدا متحرراً من ضغوطات المنافس والأرض، ونجح بهز الشباك مرتين، إلى جانب التعامل بصورة منطقية مع النقص العددي مطلع الشوط الثاني، ولكن ماذا افتقر المتتخب من خيارات وأدوات؟

بعيداً عن الغيابات المؤثرة وفي مقدمتها علي علوان ونزار الرشدان، بدا واضحاً ضعف الأطراف لدى المنتخب وتحديداً الثغرات التي شكلت الكثير من الخطورة وخصوصاً العرضيات التي كشفت خللاً بين المدافعين والحارس، سواء في التنسيق أو الرقابة أو الإبعاد «التشتيت» المثالي.

ومرة جديدة، حملت خيارات الأوراق البديلة الكثير من الحيرة، فهي جاءت في إطار كلاسيكي بحت، ولم تكن قادرة على إحداث المفاجأة التكتيكية، كما أن الإبقاء على الثنائي يزن العرب وموسى التعمري طيلة المباراة لم يكن منطقياً في ظل عدم مشاركتهما في بطولة كأس العرب التي يتحضر لها المنتخب في تجمعه الحالي، وكنا ننتظر منح الفرصة لعناصر استدعيت مؤخراً للوقوف على جاهزيتها، لا أن يقتصر حضورها على المشاهدة من «الدكة»، وكأن الاستدعاء يأخذ الصبغة الشكلية لا أكثر ولا أقل.

نتمنى، وحيث نتنظر المنتخب مباراة مع نظيره المالي بعد غدٍ الثلاثاء، أن يتم البناء على مكتسبات وإيجابيات «محطة» تونس، وتلافي السلبيات ومنح الفرص الحقيقية والجادة لأكبر قدر من اللاعبين وبما يتناسب والخيارات المتاحة لاستحقاق بطولة كأس العرب.