وجهات نظر

زيارة ملكية لمطلع الشمس .. اليابان

زيارة ملكية لمطلع الشمس ..  اليابان


يزور الملك عبد الله الثاني، اليابان، وقد بلغت الزيارات الملكية لها 16 زيارة، منها 13 زيارة وهو في سلطاته الدستورية ملكاً، و 3 زيارات وهو أمير قبل ذلك.
وصل الملك عبد الله الى،نيهون ، وهاذا اسم اليابان، وعندهم أنها في موقعها مصدر الشمس، وقد اصطف الملك ليعزف له النشيد(، كيمجاور، )وعنوانه يعيش أمبراطورنا ، وهو شبيه في ذلك بالنشيد الملكي، عاش المليك، أما رمز العلم فهو شمس حمراء على أرضية بيضاء أما الشعار الأمبرطوري فهو أقحاونه من 16بتلة .

وقد استقبل الإمبراطور الياباني ناورهيتو الملك عبد الله، والأمبرطور من مواليد عام 1960، وهو في موقعه منذ عام 2019، ورقمه بين الأباطرة السابقين، 126.

واليابان المعاصرة تمزج بين الحضارتين اليابانية التقليدية، حيث لبس الكيمونو والحضارة الغربية، حيث تتمتع اليابان بتقدم هائل واستعمال وصناعة التكنولوجيا، وتعتبر من عمالقة الصناعة، ولا يتفوق عليها في ذلك سوى الولايات المتحدة الأمريكية.

كانت اليابان في عزلة وضعت نفسها فيها حتى لا تتأثر بثقافة الغير ، وذلك منذ عام 1853، ولم تفك عن نفسها العزلة الاّ عام 1941، وقد خسرت الحرب العالمية بعد مهاجمتها القواعد البحرية الأمريكية في بيرل هاربر، وعندها ضربتها الولايات المتحدة بالقنابل الذرية على مدينتي هيروشيما وناجازاكي عام 1945، وقد استسلمت اليابان وخضعت لنفوذ غربي قاس سلبها من حريتها ومنع تطوير كثير من شؤونها بسبب قوات الاحتلال حتى ان الاحتلال وضع لها دستورها في 2 / 9 / 1947.

الملك عبد الله الثاني أجرى والوفد المرافق له محادثات ناجحة مع رئيسةالحكومة اليابانية ومع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، كما التقى رئيس مجلس إدارة جمعية الصداقة الأردنية اليابانية، مؤكداً على عمق العلاقة وفعاليتها، وتعزيز العلاقات بين مؤسسات القطاع الخاص في البلدين، كما تحدث الملك مع رئيس مجلس النواب الياباني، فوكيشيرو نوجاكا، ورئيس مجلس المستشارين بغرفيته، ويسمى (الدايت ).

في اليابان 47 ولاية، أبرزها العاصمة طوكيو، الواقعة وسط ولاية هونشو، وتدعى شبو، أي قلب الأرض، والحكومة اليابانية ديمقراطية برلمانية، ومجلس النواب من 500 عضو، وعدد المستشارين 252، وعدد السكان يصل الى حوالي 135 مليون نسمة، وفيها مسجد كوبيه الشهير وقد عرفت اليابان الاسلام، إذ وصل أول طلائعه عام 1890 – 1891، على سفينة تركية حربية في زمن الدولة العثمانية، ووصل اول مبعوث ياباني الى جدة عام 1906، زمن الشريف حسين بن علي، حيث عقد مؤتمر الديانات في طوكيو بعد ذلك.

وهناك أسماء مشهورة تتردد في التاريخ، زارت اليابان أو كتبت عنها أو اهتمت بالعلاقات معها، وخاصة سلطنة عمان، والسفير الياباني في الاردن الذي شارك في ترتيب زيارة جلالة الملك والوفد المرافق، هو أساري هيديكي، وهو خريج اكسفورد، ويمتاز بنشاط دبلوماسي كثيف، اما سفير المملكة في اليابان، فهو الوزير السابق، ناصر الشريدة، الذي عين سفيرا في طوكيو في ابريل عام 2025، وقد عمل كثيراً لانجاح الزيارة.

وتتميز علاقات الأردن مع اليابان بالاستقرار والتطور والتعاون الاقتصادي والدبلوماسي والأمني وتعزيز شراكة تاريخية طويلة وتوقيع اتفاقيات ومنح لدعم برامج التنمية الأردنية وفي مجال الامن السيبراني وتشجيع الاستثمار وتعزيز بيئته.

وقد حصل الأردن من اليابان على قرض بقيمة 100 مليون دولار، لدعم النمو الاقتصادي وتمويل لمشاريع مباشرة وفي منحة بقيمة 5 ملايين دولار في مجال الأمن السيبراني، وهناك اتفاقية للتعاون الأمني، وقد حرص جلالة الملك ان يضع اليابانيين في صورة العمل على تخفيض التصعيد في الشرق الأوسط وعلى حث اليابان على تاييد حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقد فعلوا في هذا الاتجاه ولهم مواقف ايجابية، إذ يمتد عمر العلاقات بين البلدين لأكثر من 70 عاماً، تخللتها زيارات ملكية ورفيعة، ووجود سفارتين معتمدتين، وهناك دعم ياباني مميز لمشاريع اللاجئين السوريين من قبل، واللاجئين الذين تتولاهم وكالة الغوث، وهناك مشروع لتمكين النساء في المخيمات.

وكان الملك قد ذكر بطول العلاقات وامتدادها وغناها في لقاء مع رئيسة الوزراء اليابانية، ساناي تاكا وابرم مع حكومتها اتفاق قرض ومنحة ومذكرة تعاون.

من جهتها كانت الرئيسة قد ثمنت الموقف الأردني واثنت عليه في مختلف المواقف، خاصة ما يلعبه الأردن، وتحديداً جلالة الملك من دور عالمي في اصطفاف القوى المحبة للسلام والمتصدية للفوضى والعنف وانتهاك الاستقرار.

اليابان معظمه، لا ديني، وهناك انتشار للبوذية، وديانة، شتو، والمسيحية قليلة في اليابان، وأقل منها عدداً المسلمين، ووحدة العملات هو الين الياباني، وتتطلع اليابان الى مزيد من توسيع تجارتها واستثماراتها في منطقة غرب آسيا واستعادة دورها وتعظيمه في العراق وسوريا.

علاقات الأردن باليابان بدأت عام 1954، بفتح سفارة في طوكيو، وقد حقق الأردن نمواً في هذه العلاقات التي تميزت بالعمق والدفء واتفاقيات التوأمة بين مدن اردنية وأخرى يابانية، كما حقق المعرض الأردني في اليابان موقعاً أول ممتاز (اكسبو)، وفي معية الملك كان وزير الخارجية نائب رئيس الوزراء أيمن الصفدي ومستشار جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية، الأمير غازي بن محمد، ومدير مكتب جلالة الملك علاء البطاينة، وآخرون، وقد كانت الزيارة ناجحة بامتياز ومستكملة لزيارات أخرى رسمية شملت سنغافورة وفيتنام، في حلقات متصلة مع زيارات عالمية اخرى بعد قمة شرم الشيخ الأخيرة.