وجهات نظر

ذكرى استعادة الأرض الأردنية "الباقورة والغمر"

ذكرى استعادة الأرض الأردنية "الباقورة والغمر"

ماذا بعد ستة أعوام على استعادة الأرض الأردنية التي كان يحتلها العدو الاسرائيلي في الباقورة والغمر.

إذ ثبت أنه لا يضيع حق وراءه مطالب، فكانت الذكرى السنوية السادسة لاستعادة وتحرير أراضي الباقورة والغمر، في عهد الملك عبد الله الثاني، في 21 / 10 / 2018.

وكان الأردن من قبل وبارادته قد سمح

باستخدامهما ضمن نظام خاص.

الآن الباقورة والغمر أرض أردنية، ولا بد من استمرار التعريف بهما والحديث عنهما والعمل على الاستفادة منهما والاجابة على السؤال الذي طرحه الراحل الملك الحسين، حينما استعاد الأردن شيئاً من ارضه بعد معاهدة وادي عربي وتعديل الحدود وطالب الملك يومها باستغلال تلك الأرض وعدم تركها بوراً أو عطلاً، واعتقد أنه جرى الاستفادة منها بمبادرة من القوات المسلحة والمخابرات العامة، واعطتا ثمراً طيباً وفيراً وأعيد تأهيلها.

فما هي الباقورة؟ وما هي الغمر؟

الباقورة في الشمال عند نقطة التقاء نهر الأردن مع نهر اليرموك، أحتلتها اسرائيل عام 1950، وجرى استعادتها بموجب اتفاقية سلام ومساحتها 820 دونماً.

أما الغمر فتقع في الجنوب في وادي عربة، بين حنوب البحر الميت وخليج العقبة، بمساحة 4235 دونماً، وقد جرى احتلالها في وقت متأخر من النكبة، إذ احتلت في حرب الاستنزاف، وصراع الحدود مع اسرائيل بعد معركة الكرامة، فكان احتلالها في عام 1968 – 1970، واستعادها الأردن بموجب معاهدة سلام ايضاً.

كان استعادة الأرض الأردنية في الموقعين الباقورة والغمر بقرار ملكي صلب، حين أعلن الملك عبد الله الثاني عن ذلك ولم يقبل المماطلة أو التسويف أو التفاوض الطويل، وطلب بانهاء العمل في الملحقين الخاصين باتفاقية وادي عربة للسلام الذي وقع بحضور الملك الحسين ورئيس الوزراء اسحق رابين وحضور رئيس الوزراء الأردني وتوقيعه، عبد السلام المجالي، وقد حضر مراسم التوقيع الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، وكان ذلك في اكتوبر عام 1994، وقد لاقى القرار الملكي حيث وصف موقف الملك بأنه وضع رجليه في الحائط، وقال، يجب اعادة الأرض فوراً، بأنه موقف وطني باسل احتفل به الشعب الأردني يومها، وزار الكثير من المواطنين المواقع رغم المحاذير الأمنية من امكانية وجود الغام أو قنابل.

عادت الأرض ولم يضع الحق الذي وراءه مطالب وطنية ويومها أكدت المحاولات السياسية الأردنية جديتها، وأكدت الدبلوماسية الأردنية فعاليتها وحيويتها في التعامل مع الملفات الخاصة بالسيادة.

وقد جاء ذلك واضحاً ايضاً في الخطاب الملكي للملك عبد الله الثاني، للأردنيين خلال خطاب العرش في افتتاح الدورة العادية لمجلس النواب عام 2019، وقد كان ذلك بمثابة اخبار شعبنا باستعادة أرض أردنية كانت تحت سيطرة الاحتلال الاسرائيلي، وظل ذلك نهجا أردنيا كان وما زال في استعادة الأرض وعدم التفريط بها مهما كانت التحديات.

وقد رأينا الملك يومها، يوم استعادتها يرافقه سمو الأمير الحسين بن عبد الله، بملابسهم العسكرية، يزوران الموقعين ويصليان معاً شكراً لله على قدرته وتمكينه من استعادة الأرض الأردنية على ايديهما.

ولم يغادر بال الملك الحدث ولا الذكرى، إذ قبل انتهاء وجود الاسرائيليين في الموقعين، وتحديداً في 21 / 10 / 2018، كتب جلالته منشوراً على موقع (إكس) موجه للأردنيين، قال فيه(، لطالما كانت الباقورة والغمر رأس أولوياتنا، وقرارنا هو انهاء ملحقي الباقورة والغمر من اتفاقية السلام وانطلاقاً من حرصنا على اتخاذ ما يلزم من أجل الأردن والأردنيين)، كان ذلك اشارة ودرس وعبرة لكل العالم وللعرب وللأردنيين عن الموقف الملكي الأردني حين يتعلق الأمر بالتراب الوطني، وقد أكد جلالة الملك يومها أن منطقة الغمر لها مكانة خاصة وغالية على قلوب الأردنيين جميعاً وقال، لنجعل منها قصة نجاح أردنية ونموذجاً لمشاريع زراعية ماثلة في ربوع الوطن.

لافتاً للنظر خلال زيارته لمشروع مميز كبير تنفذه القوات المسلحة الأردنية، الجيش العربي، في منطقة الغمر، الى ضرورة أن يستفيد المزارعون من مثل هذه المشاريع وأن تكون مصدر دعم لهم، لا منافسه، مشددا على ضرورة تطوير اشكال الزراعة كماّ ونوعاً، لابقاء جودة الأرض والعناية بها ومن أجل تعزيز الأمن الغذائي الأردني في وجه كل التحديات.

وبالفعل بدأت شراكة نافعة وقوية بين القوات المسلحة الأردنية والقطاع الخاص الأردني، من خلال تمويل متكامل وبأيد عاملة أردنية وفق المعايير الدولية للتصدير، حيث جودة الانتاج والاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة في الزراعة.

وقد شهدت المنطقتان نقلة وتطوراً أصاب البنية التحتية وآبار المياه وأنظمة الري والتعبئة والتغليف وسلاسل الانتاج.

ان تحرير الباقورة والغمر، ووضعهما تحت السيادة الأردنية هو نموذج ودرس في السياسة الأردنية التي تعكس ارادتها، حين يكون التراب الوطني مستهدفاً وهو ما ينعكس اليوم في الاصرار الملكي على ضرورة رحيل الاحتلال عن كل الأرض العربية المحتلة وامساك الأردن بحل الدولتين واقامة دولة فلسطينية مستقلة تحول دون المزيد من الحرائق في الشرق الأوسط وتحفظ سلام دائم قابل للبناء عليه، فلا شيء يعادل الوطن وترابه.